قال المستشار التربوي / وليد الامام مبارك مدير مركز “تكامل ” إن حماية الطفل من العنف واجب إنساني ووطني لجميع القائمين على قضايا الطفوله، وهو ما أكدت عليه دساتير مصر ، ونادت به اتفاقية حقوق الطفل التي صدقت عليها جمهورية مصر العربيه ، مؤكداً أن الإنسان يمر بالعديد من المراحل التي تتميز بالتطور والتجدد، ومن أهمها مرحلة الطفولة التي تتسم بأنها حجر الأساس لبناء الإنسان
وأشار إلى الأخطار التي يتعرض لها الطفل وما تخلـّفه من آثار سلبيه على المجتمع مستقبلا ، وأخطرها ظاهرة العنف التى زادت قبل ثوره يناير وازدادت بشكل كبير بعد الثورة حيث ارتفع معدل الجريمه وخطف الاطفال والسلوك العدواني بين الاطفال في مراحلهم السِنيه المختلفه ، مؤكداً أن جذور المجتمع المبني علي السلطه الابويه ما زالت مسيطره ، حيث أن إستخدام العنف من ِقبل الاخ الاكبر أو المدرس في المدرسه هو أمر مباح ، كما أنه تعتبر المراحل المدرسيه هي المصب لجميع الضغوط الخارجيه فنجد الاطفال المُعنّفُون من قِبل الأهل والمجتمع المحيط بهم يُفرغوا هذا الكبت القائم بسلوكيات عدوانيه عنيفه ، لأن الطفل يتأثر بالبيئه الخارجيه المتمثله في المجتمع والاعلام والبيئه الداخليه ممثله في الأسره وكنتيجه لذلك يظهر العنف المدرسي .
جاء ذلك خلال معسكر الذي تم تنظيمه تحت شعار ” اطفالنا مستقبلنا ” ، وشارك فيه 50 طفل وطفله من أبناء مدارس إدارة النزهه التعليميه ، كما شارك أيضاً مجموعة من المتطوعين .
وأضاف المستشار التربوي / وليد الإمام أن الطفل يصبح عنيفاً بطبعه عندما يتواجد في مجتمع يعتبر العنف سلوكا ممكنا مسموحا به ومتفقا عليه ، وأن العنف بين الاطفال يأخذ في مراحل التمهيدي والابتدائي صور معينة تتمثل في السب والضرب و كلما انتقلنا من مرحلة الي مرحلة يتزايد العنف ويتطور فمرحلة التمهيدي تختلف عن المرحلة الابتدائيه والمرحلة الاعداديه وغالباً يأخذ العنف شكلا أكثر شراسه تصل لحد الاعتداء الجسدي والبلطجه علي الزملاء .
وأوضح أن هناك عوامل عديدة داخل المدرسه تحيط الطفل بالإحباط حيث تتعدد الواجبات المدرسيه التى تفوق قدرات الطفل وخاصةً مع عدم مراعاة الفروق الفرديه بين الاطفال ولا يوجد تقدير للطفل كإنسان له احترامه داخل المجتمع المدرسي ، بالإضافة إلى إهانة الطفل واظهار جوانب الضعف لديه ، والإكثار من انتقاده ، واعتماد المعلم علي اسلوب التلقين التقليدي وعنف المعلم نحو الطفل ، وعدم مرعاة حق الطفل في التعبير عن ارائه ومشاعره وتفريغ طاقته تُعد إتجاهات نحو السلبيه وغالباً العنف .
وصرح وليد الإمام أن المعسكر استهدف مُعالِجة العديد من القضايا الهامة منها : مبادرة أطفال بلا عنف ، ومساعدة الاطفال علي قبول الاخر وتعزيز التفكير الايجابي واستخدام بدائل ايجابية للعنف وذلك من خلال إستخدام الأدوات الفنية ( الرسم و الالعاب الرياضية و الكشافة و التمثيل المسرحي ) ، وفي نهاية المعسكر نظمت الجمعية المصرية للنهوض بالطفولة والادارة التعليميه حفلها الختامي مع أسر الأطفال والضيوف و تخلل الحفل عرض مسرحي عبر عن أهم المشكلات والتحديات الموجوده داخل المدرسه من وجهة نظر الأطفال، كما تضمن اليوم معرض للصور الفوتوغرافيه والأعمال الفنيه الخاصه باللاطفال .