اكد الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد احمد- نقيب الصحفيين المصريين الاسبق – انه منذ ثورة ٢٥ يناير 2011 حدثت فجوة بين الشباب والمجلس العسكري، وهي احد الأسباب التي أعطت لجماعة الإخوان فرصة لكي يكونوا الطرف الأوحد الأساسي والمحاور الرئيسي للمجلس العسكري الانتقالي .
وقال مكرم محمد احمد في تصريحات خاصة لـ (وطني نت): “إن (الاخوان) كانت تلعب دائما علي الوقيعة بين الشباب والمجلس العسكري ونجحت بالفعل وساعدهاعلي ذلك ان شباب الثورة كانوا منقسمين الي اكثر من مائة ائتلاف وكل ائتلاف يشكل جماعة ببرنامج برؤية مختلفة”.
واضاف أحمد ” هناك من يقول ان مؤامرة او تواطئ- في هذه الفترة- جري بين جماعة الاخوان والمجلس الاعلي للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي ، لكنني لا أتصور وجود مؤامرة، واحقاقاً للحق فانه خلال المرحلة الانتقالية حاول المجلس العسكري ان يشجع هؤلاء الشباب لكي يتوحدوا وأبدي استعداده لمساعدتهم علي تشكيل احزاب جديدة، لكن حالة الانقسام كنت شديدة في أوساط الشباب ، في الوقت الذي كانت فيه جماعة الاخوان مدربة جيدا سياسيا وتدير الحوار مع المجلس العسكري – خلال المرحلة الانتقالية الأولي – بصوت واحد مستخدمة خبراتها السياسية ولذلك تعذرعلي المجلس العسكري ان يقيم حواراً مع شباب الثورة بسبب انقساماته وكانت النتيجة في النهاية نجاح الجماعة في الانفراد بالمجلس العسكري، وربما استسهل المجلس العسكري- أيضاً- الحوار مع الجماعة لانه يتكلم مع صوت واحد ومع جماعة قادرة ان تعد وتلتزم، وهذا ما أدي في النهاية الي ترجيح كفة الاخوان وتمكينها من الوصول الي الحكم “.
وقال أحمد ” ومع ذلك اعتقد أنه بسبب قدرة جماعة الاخوان ، كان الحوار بين الطرفين – المجلس العسكرى والاخوان- أيسر وأقل صعوبة من الحوار مع الشباب وكلنا يذكر في هذه الفترة الهجوم الذى شنه الشباب على المجلس العسكرى خوفاً من ان تقع مصر مرة اخري رهينة حكم العسكر- كما يقولون- وهذا أدي الي فجوة عميقة بين المؤسسة العسكرية وشباب الثورة ، وقد تألمت المؤسسة العسكرية كثيراً من هذه شعار (يسقط يسقط حكم العسكر) التي كانت ترفع في كل مكان، وربما يكون هذا احد الأسباب المهمة التي جعلت المشير السيسي يتردد كثيراً في التقدم للترشح للرئاسة ويطلب من كل فئات الشعب ان تطلب منه ان يكون مرشحا في الانتخابات الرئاسية لانه الجيش مايزال مجروحا من هذه الفترة الصعبة “.
وتابع ” عموما فان الشباب يشكل احد الأزمات المهمة في رسم صورة المستقبل خاصة مع تزايد الاتهامات لجماعة ٦ ابريل وشباب الاشتراكيين الثوريين بأنه جري استخدامهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق البعثات التي كانت تذهب لأمريكا وصربيا لتعلم كيف تقود التمرد وكيف تثير الشرطة وكيف تخلق معارضة قوية قادرة علي الاستمرار وقادرة علي المواجهة، وبسبب المحاكمات التي جرت لمجموعة من شباب ٦ ابريل ولان جماعة الاخوان أحسنت استثمار هذه الفرصة نجح الاخوان في تشكيل تحالف ما بين شباب الاخوان ومجموعات ٦ ابريل والشباب الثوريين، وهؤلاء هم القوة التي تناهض الان ترشيح السيسي، لكن الي متي يستمر هذا التحالف، وهل ينجح السيسي في تصحيح مواقف الشباب ..هل تستطيع الجبهة المدنية التي ترفض حكم جماعة الاخوان ان تكون طرفا في حوار مع الشباب بحيث يعودون الي وطنهم ولا يمارسون اعمال العنف التي تجري حتي الان في عدد من المناطق، هذا ما ننتظره جميعا بعد ان يخوض السيسي معركة انتخابات الرئاسية، لكن المؤكد ان هناك مشكلة ما بين شباب الثورة والمؤسسة العسكرية لازالت لها ذيولها حتي الان ،وبدا ذلك واضحاً في الاستفتاء علي الدستور حيث لاحظ المراقبون ان نسبة غير قليلة من الشباب – البعض قدرها ب 17% والبعض قدرها بأكثر من ذلك – لم تشارك في الاستفتاء علي الدستور “.
وحول جرعة الارهاب المكثفة التى تهاجم مصر الآن ، قال نقيب الصحفيين الاسبق ” هذه المرة الإرهاب لا يواجه الحكومة فقط ولكنه يواجه جبهة داخلية قوية ، فهو يواجه قوات الشرطة متحالفة مع الجيش ومعهم الشعب المصري بأكمله، فالشعب لم يتخاذل وحتى حين حاولوا ان يمنعوا الاقباط من الاحتفال بعيد الميلاد وهددوا بأنهم سوف يجعلونه يوم من الجحيم .. فشلوا في ذلك ، كما حاولوا تهديدهم بالا ينزلوا الاستفتاء وفشلوا في ذلك ايضاً، وقبل ذلك هددوا بعظائم الأمور اذا حوكم مرسي وجرت المحاكمة وظهر مرسي في قفص الاتهام ولم تحدث اياً من التهديدات التي قالوا عنها ..نعم انهم يستطيعون اثارة الشغب في مناطق أصبحت معروفة لكنهم غالبا ما ينفضون تحت وطأة حصار الشرطة”.
وعن محاولات الاخوان تخريبعلاقة المسلمين بالاقباط أوضح مكرم ” لن ينجحوا لسببين أولهما ان الاقباط لم يعودوا يخافون هذه التهديدات ، والسبب الثاني أن الاقباط يتمتعون الان – وفقا للدستور الجديد – بجميع حقوق المواطنة ، وبالتالي نري الان الاقباط يأخذون موقفا اكثر شجاعة ويعلنون رأيهم بوضوح ويشاركون بفاعلية في الانتخابات دون ان يعبأوا بالتهديدات ” .
وعن رأيه في الدستور بعد تعديله ختم مكرم تصريحاته بقوله ” لقد اعطي للمرأة حقا متكافئا مع الرجل كما انه يحقق الاستقلال الكامل للقضاء ويحد من سلطات رئيس الجمهورية الذي بات بالأمكان مساءلته أمام البرلمان وهو مطالب بالالتزام بمحاربة الفقر والفساد، والدولة عليها أن ترفع مستوي الصحة والتعليم ليصل الي العالمية وان كان ذلك يتطلب موازنات ضخمة و تكلفة عالية للوفاء بهذه الحقوق ، وأظن ان نسبة كبيرة من الذين خرجوا للأستفتاء كان بسبب قناعتهم بأنه عمل جيد “.