-حريق يلتهم 10 ألاف هيكل عظمى ومطالب بتخصيص مساحة لجبانات جديدة
-مدافن الاقباط منذ 1904 لم تزيد مساحتها ويضطرون لبناء ادوار علوية لاستيعاب الموتى
تباشر نيابة كوم امبو بمحافظة أسوان التحقيقات في الحريق الذي شب في مقابر الأقباط ، وأسفر عن حرق 10 ألاف هيكل عظمى داخل معضمة المقابر التي تجمع فيها الجثث التي يمر عليها 15 عاما نظرا لضيق مساحة الجبانات وعدم استيعابها لإعداد الموتى مع تزايد أعداد الأقباط إلى جانب سقوط سقف المعظمة والحائط الخلفي للمعضمة وجزء من سور الجبانات.
قال ادوار نعيم المسئول من قبل الكنيسة على إدارة الجبانات أن الحادث عليه الكثير من علامات الاستفهام نظرا لان المعضمه غير متصل بالكهرباء وبالتالي لا يوجد ما يشعل النيران ، مشيرا حجم الحريق هائل ومازالت بقايا النيران تتصاعد داخل المعضمة وتم تحرير محضر رقم (979) إدارى مركز كوم أمبو لسنة 2014م .
وأوضح نعيم المعمل الجنائي قام بمعاينة الموقع مرتين يومي الخميس وأمس لسبت ولم يقدم حتى ألان تقريره ، مشيرا إن الحريق شب الخميس الماضي والتهم المعضمة التي تبلغ مساحتها 55 متر في 6 أمتار واحتراق ما يزيد عن 10 ألاف هكيل عظمى ، وتسبب في سقوط سقف المعضمة وانهيار جزء من سور الجبانات نتيجة حجم المياه التي استخدمت لمحاولة السيطرة على الحريق لما يزيد عن 6 ساعات
وأضاف إن تاريخ الجبانات يعود لعام 1904 حيث كانت مدنية كوم امبو ملكا لإحدى الشركات فقامت بتخصيص مساحة 75 فدان كمدافن للمسلمين والأقباط ، لم يحصل الأقباط منه سوى فدان ونصف ، ثم أضاف الأقباط لها نصف فدان أخر من الاراضى الزراعية بعد معاناة من رحلة التراخيص ، ويصل تعداد الأقباط بمدنية كوم امبو ما بين 70 إلى 80 إلف وهو ثاني اكبر مركز بغد نجع حمادي من حيث تعداد الأقباط ، ونظرا لتزايد الأعداد أصبحت الجبانات لا تكفى لاستيعاب الموتى ، فقامت الكنيسة ببناء معضمة بالدور الثاني داخل الجبانات يتم تجميع عظام وهياكل الموتى التي مر عليها 10 أو 15 عاما ووضعه داخل المعضمة ، لإتاحة مساحة داخل الجبانات للموتى .
وأشار نعيم أنهم في انتظار الانتهاء من التحقيقات لبدء تجميع ما تبقى من عظام وهياكل ووضعها بحجرة أخرى لحين إعادة بناء المعضمة التي حرقت وتشييد السور ، متمنيا إن لا تحدث اى معوقات إدارية في عملية البناء .
وحول ضيق مساحة الجبانات التي لا تكفى أعداد الأقباط قال نعيم نتمنى من لسيد المحافظ إن يسمح بتخصيص مساحة جديدة للجبانات في الظهير الصحراوي ، وان ينظروا بعين التكريم للموتى ، مشيرا أنهم يحلمون بهذا الأمر ولكن تجارب الماضي إصابتهم بإحباط نظرا للعراقيل التي كانت توضع عند شروعهم في بناء جبان هاو ترميمها .
قال القمص ارسانيوس كيرلس وكيل مطرانية أسوان بكوم امبو أنهم غير قادرين على إيجاد تفسير للحريق لان المكان مغلق وغير متصل بالكهرباء ، وفى نفس الوقت يعلم إن المسلمين يحترمون الموتى وقام الكثير منهم بالمشاركة في إطفاء النيران ، ولم يتبقى سوى تفسير طرحه البعض بالاحتباس الاحرارى ولكن البعض يستبعد هذه الظاهرة في الشتاء وأشار أنهم في انتظار انتهاء التحقيقات لإعادة بناء ما دمر وتكريم الموتى وإعادة جمع العظام ، مشيرا انه نظرا لضيق مساحة الجبانات التي لا تكفى الأقباط يضطروا بالتوسع الرأسي ببناء طوابق متعددة من الجبانات بعد فشل شراء قطة ارض مجاورة للجبانات للتوسع ، أو انه سيتم تقديم طلب للمحافظة بتخصيص مساحة جديدة بالظهير الصحراوي لبناء مقابر جديدة .
وذكر مصدر أمنى رفض ذكر اسمه ” إن التحقيقات تشيرا إلى شبهة جنائية في الحادث لاسيما إن النيران لا يمكن تشتعل داخل الجبانات في ظل وجود غاز ثاني أكسيد الكربون ، ولكن تحقيقات البحث الجنائي مازالت تجمع الأدلة الجنائية لتحديد أسباب الحادث .
الجدير بالذكر إن هذا هو الحادث الثاني خلال أسبوعين بمدنية كوم امبو بعد هجوم صيدلي مسلم على ثلاثة صيدليات قبطية بسلاح ابيض أسفر عن مقتل فتاة وإصابة ثلاثة ، وتم تحويله لمستشفى العباسية للأمراض النفسية للكشف عن حالته النفسية بعد طلب هيئة دفاعه ومحاولة إثبات انه مصاب بخلل نفسي .