يستمد ماجد سمير موهبته الساحرة فى الكتابة الساخرة .من جينيات فرعونية عريقة .تلك الجينيات التى رسمت على جدران المعابد منذ الاف السنين ثعلب يرعى قطيع من الوز .؟ بهذه الريشة البارعة يكتب ماجد عبثستان .ببساطة وسلاسة وعمق
.وهى ثلاثية يحلم بامتلاكها اى كاتب .ليصل الى ملايين القراءة .محققا لهم بفنه المتعة والمعرفة والابتسامة .وتمتاز كتابات ماجد فى وسط جيل من الكتاب الساخرين .بالرقى الشديد .حيث لااباحية ولا ابتذال ولا تنازل بحثا عن ضحك يدغدغ الغرائز .بل هناك سن قلم حاد وجاد يفتش فى واقع عبثى عن قصص وملامح واوجاع مصرية ينسج منها لوحات باهرة تعيش فى وجدان القارىء .الباحث عن ابداع متميز يقدم تاريخ معاصر (رصد الكتاب وقائع ومساخر سقطت فوق ادماغتنا من يناير 2012 حتى مايو 2013 ) بروح شبابية .تملك وعى بالحدث وثقافة حية تنتمى للشارع .مما يضفى على الكتاب سخونة وطازجة .فالكاتب لايسير على المقرر .ويدرك معنى الكتابة الساخرة فى روحها الاصلية .البعيدة عن عالم التنكيت .القريبة من قوة المواجهة لقضايا يهرب الكثيرين من مجرد الاقتراب منها .لكن ماجد وبمهارة يدخل الى هذه (المضامير )ليصنع من خل الواقع شربات الادب .ليروى به شعب (ابن نكتة ) – تخيلوا كل ام من امهاتنا هى نكتة .- فلماذا نتعجب من هذا الشعب الذى يسخر من كل شىء .؟ وهى قدرة خاصة لشعب رضع لبن النكتة ونام فى حضنها وتدفء وكبر تحت ظلها .حتى ان اغانيه الحزينة والتى تنضح بالكلمات الماساؤية تكون الحانها راقصه؟.ولان مصر هى (امى )وبالتاكيد امكم فتبقى حكاياتها وماسيها هى النكتة المستمرة التى لانملل من تكرارها .وهنا تكمن صعوبة الكتابة الساخرة لهذا الشعب (سواء اكانت امه الطبيعية هى النكتة او كان المقصود مصر ) وهو الاختبار الذى نجح فيه ماجد فى كتبه السابقة (الضحك المر – مصر المخروسة – ثالثهما الاستعباط ) ويواصل رحلته الابداعية فى عبثستان .وقد طحنته الايام فاصبح اكثر نضجا .واكثر عمقا .واكثر توهجا .يلعب بمفردات اللغة والواقع فى تفرد يميز قلمه (لايمكن ان تنسى براعة ماجد عندما يكتشف ان كلمة (نجوع ) تعبر عن واقع ومرارة القرى والنجوع المصرية وكانها اسمى قرى على بطون مسمى )(لوحة احنا اللى خرمنا التعريفة )…
و قوة الوصف للشعب الاشول الذى اختار بيده حاكم ليحكم مصر فحكم غزة (لوحة ابناء الصمت ).
وبراعة وجراءة التعبير عندما يكتب ان الاخوان هم ملوك السياحة لان قائدهم (مرشدا ) (لوحة السياحة والارشاد والسلع البرلمانية ).وتجلى الكوميديا السوداء -وبالامكان ان تضع اللون الذى تراءه مناسب لتصبح كوميديا خضراء او صفراء او بمبى او فوشيا – فى لوحة (فتنة بنطلون زياد )التى تعالج جرح الطائفية بحروف دامعه مبتسمه فى امتزاج مدهش .تجعل منها علامة بارزة فى هذا الكتاب .الذى سوف يعيش بين عينيك ووجدانك طويلا .بعد ان تنتهى من قراءته .لانه لن ينتهى فيك