ضغوط داخلية وخارجية و تزييف للحقائق فى الجرائد الأوروبية
الدكتور أحمد مجاهد : يجب محاربة الإرهاب بالثقافة وانرة العقول . والحلول الأمنية لاتكفى
التقى جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب بالكاتب محمد سلماوى خلال لقاء فكرى أداره د.أحمد مجاهد ، الذى قال : يشرفنا أن يكون ضيف اللقاء الفكرى الكاتب الكبير محمد سلماوى وهو أديب بارع وصحفى مرموق وله الكثير من المواقف الوطنية المتميزة، تخرج فى كلية الآداب جامعة القاهرة ودرس العديد من الدراسات بعدها ، وله مؤلفات عديدة تتنوع ما بين المسرح والقصة . وله عبارة شهيرة قالها لى قبل ذلك رئيس اتحاد كتاب مصر ” أنا أكثر واحد استقال فى مصر”، وأضاف مجاهد : أذكركم أن أول جهة سحبت الثقة من محمد مرسى كانت اتحاد كتاب مصر . وأخر منصب تولاه سلماوى كان المتحدث الرسمى للجنة الخمسين ،وكان له أكثر من دور فى هذه اللجنة الدور الأول عضو اللجنة والمتحدث الرسمى ودوره كرئيس اتحاد الكتاب بذل مجهودا كبيرا مع الاتحاد ليضع مشروعا يضمن حقوق الملكية الفكرية ويضمن حرية الإبداع ، وان لا مصادرة لاى عمل بغير حكما قضائيا وما حلم به كمبدع نشكره عليه.
ومن جانبه وجه محمد سلماوى الشكر للدكتور مجاهد وقال انه يتحدث كأنه يتحدث عن نفسه وهو رجل وطنى له مواقف عديدة أخرها ما حدث أثناء فى وزارة الثقافة وخطوا بالإرادة الشعبية خطوة للأمام لتحرير مصر من الإخوان واعتصموا بالوزارة ومنعوا وزير الإخوان من الدخول فيها وهذه كانت نقطة فارقة للتخلص من الإخوان وحمست الكثير من الشعب فوجدنا مواطنين فى المحافظات يحررون المحافظة من المحافظ الاخوانى . واعتقد أن هذا الجيل سعيد الحظ لانه تغلب على كل الصعاب التى عانى منها قبل 25 يناير وبعدها فهو سعيد الحظ لان ليس كل الأجيال تشهد هذه النقطة الفاصلة بين عهدين ومصر الآن تمر بنقطة فاصلة بين عهد وعهد والتاريخ يسجل هذه النقاط الفاصلة . سيكون الدستور الجديد أساسا للبنيان الذى نتطلع إليه ،وسيؤرخ لمصر بهذا الخط الفاصل الذى نعيشه الآن بعد 30 يونيو . ونؤرخ نهاية 25 يناير ب 30 يونيو لان 30 يونيو هى التى أنهت فترة اغتصاب الثورة ، ثورة 25 و30 يونيو ليست منفصلة عن بعضها ، وأضاف سلماوى : بدأنا مرحلة جديدة أهم خصائصها أن هذه المرحلة وعت تماما أخطاء المرحلة الأولى التى انتهت بنا إلى مسار مختلف عن ما كنا نحلم به . ويوم 3 يوليو كانت مصر تشهد الخطة المحكمة التى تسمى خارطة المستقبل الدستور أولا ثم انتخابات برلمانية وثم الانتخابات الرئاسية ولكن الإرادة الشعبية غيرت الخطة لتصبح الرئاسية أولا . وفى الفترة المقبلة ستشهد مصر عصرا جديدا بأقوى وأفضل دستور فى تاريخها وهذا الدستور هو الأساس لبناء المستقبل ، والدستور يقدم رؤية جديدة ومتقدمة فى كل المجالات التى تعرض لها ابتداء من الحريات الشخصية امتدادا إلى الحريات العامة والى النظام السياسى والفئات المهمشة ، فقد استحدثت 48 مادة لم ترد من قبل فى دساتير مصر . وكما تحدث د.مجاهد عن باب الثقافة فقد أفردنا فصلا مستقلا وجديدا تماما بعنوان المقومات الثقافية للمجتمع ومن المستغرب أن دولة مثل مصر قوتها الناعمة هى قوتها الحقيقة التى صنعت مجدها بالثقافة والفن والأدب والفكر والمعمار وبالفيلم والكتاب والأغنية والقصيدة . ومع ذلك لم يكن هناك ذكر لكلمة الثقافة فى دساتير مصر . وهذا الدستور يحافظ على الثقافة المصرية بتنوعاتها المختلفة وحقبها التاريخية التى شكلت الهوية الثقافية لمصر .
المتحف الاسلامى
وعن ما حدث للمتحف الاسلامى قال سلماوى : لا استطيع وصفه بأنه غير دستورى لكنه إهدار للرموز التى جسدت الهوية المصرية على مر العصور .
وتابع سلماوى : بداية من الآن من غيرالدستورى أن لا يحصل المواطن على كتاب لأنه لا يملك ثمنه فأصبح هذا استحقاقا له وكذلك اى منتج ثقافى وليس الكتاب فقط . ويتحدث هذا الفصل أيضا عن حماية التراث المرئى وغير المرئى سواء القديم أو الحديث ، فلم يعد من الممكن أن نهمل نسخ الأفلام القديمة ، أو نهدم معمارا قديما .
وينص الدستور ايضا على حرية تداول المعلومات تبدأ المادة بان المعلومات حقا للشعب ، ويجب أن يكون هناك إحصائيات لاى شئ . والنظام الرئاسى نظام حديث يتماشى مع أنظمة الدول المتقدمة وهو يميل للنظام المختلط بحيث لا تتكتل السلطة فى يد الرئيس . كما نص الدستور على عدم الخلط بين الدين والسياسة وعدم تأسيس أحزاب سياسية على أسس دينية . استجابة لمطالب الشعب فى 30 يوينو .
حوارمفتوح
وعقب د. مجاهد : الدستور نص على المقومات الثقافية والحق فى الثقافة ليتأكد لنا كل يوم أن الثقافى هو سياسى بالأساس . والحلول الأمنية ليست هى أخر الحلول لمواجهة الإرهاب ، ولكن الثقافة وإنارة العقول هو الحل الأمثل وإقامة معرض الكتاب رغم الظروف اكبر تحدى للإرهاب واخترنا شعار المعرض الثقافة والهوية . ووجه د. مجاهد سؤالا لسلماوى حول رفع ميزانية التعليم وميزانية الصحة فى حين ان ميزانية الثقافة اقل من 1 صحيح فهل هى كافية لتلبية الاحتياج الثقافى ولماذا لم تحاول اللجنة رفعها ولو بنسبة صغيرة ؟
أجاب سلماوى : ميزانية الدولة لا تنبع إلا من فكر سياسى محدد أن الدولة هى المسئولة عن الثقافة النص الدستورى بطبيعته يجب أن يكون رحبا ولا ينص على النظام السياسى للمادة كنا نحاول أن نصل لحق الفرد فى الثقافة وواجب الدولة هنا أن تعمل على توصيل المنتج الثقافى للمواطن .
وعلق مجاهد أن الثقافة هى كنز إذا تم إدارتها بشكل سليم وتستطيع أن تدخل ربحا كبيرا للدولة أكثر حتى من السياحة.
ودارت مداخلات الجمهور وأسئلتهم حول اهتمام الدستور بالفئات المهمشة انه أول دستور يهتم بمشاكل النوبة .وحول مركزية الثقافة وعدم وصولها للنوبة وسيناء . وهل سيطبق الدستور على ارض الواقع أم سيصبح مثل أيام السادات ومبارك ،وهل يمكن أن تؤثر الضغوط الخارجية على خارطة المستقبل وتعطلها؟
وأجاب سلماوى انه ليس فقط النوبة وسيناء وإنما الأقاليم القريبة حتى من القاهرة ويجب أن نعمل على تنمية الخصوصية الثقافية فى مصر . وعن تطبيق الدستور أم انه حبر على ورق قال سلماوى: الدساتير القديمة لم تكن تطبق لسببين الدستور نفسه ونحن حماة الدستور، كان ينص مثلا على حرية التعبير وحرية الصحافة وفقا لما يحدده القانون وهذا لا وجود له فى الدستور الجديد . ولا توجد حكومة فى العالم حريصة على تطبيق الدستور واى حكومة تبحث عن ثغرة تستطيع أن تنفذ منها ، ولكن أين دور الشعب فهل الشعب الذى كسر حاجز الخوف فى 25 يناير وعندما لم يجد هذه الحقوق التى طلبها فى 25 يناير نزل مرة أخرى بأعداد مضاعفة فى 30 يونيو وهل بعد أن نزل الشعب ليوافق على الدستور بهذه النسبة سيصمت بعد ذلك إذا لم يطبق .
وعن خارطة المستقبل قال أن هناك ضغوط داخلية وخارجية وهناك تزييف للحقائق فى الجرائد الأوروبية فهناك تربص بخارطة الطريق من الخارج ، وتربص من الداخل فكل العمليات الإرهابية التى نشهدها كل يوم غرضها لم يعد عودة مرسى وإنما غرضها الآن تعطيل خارطة الطريق.وهذه المحاولات ستستمر ولكن ما سيستمر أيضا حرص الشعب على تحقيق مطالبه.