أكد الكاتب المسرحى الكبير على سالم ، أن الأقباط مؤثرين جدا فى اى انتخابات ولا أحد يستطيع أن ينكر أنهم كتلة تصويتية كبيرة، رافضا ما يسمى بجلسات الصلح العرفية التى تظهر مع كل حادثة طائفية وتهدر حقوق الأقباط ولا يعاقب فيها الجانى ، بقوله :” لا أتفق أبدا مع هذا الحل لإنهاء الأحداث المشتعلة”
وقال على سالم فى تصريحات خاصة لـ( وطنى نت) ان مماطلة الدولة – على مدى سنوات – فى إقرار قانون لبناء الكنائس او قانون دور العبادة الموحد ،موضحاً ” هذا شييء مخزى للغاية كما أن تصرفات الآخرين تجاه الأقباط شييء جديد علينا ..فلم نعرف هذه الأخلاق، وأنا أرى أن الشخص المتعصب هو شخص خائب فى أسرته و كعضو داخل المجتمع، وكل أنواع التعصب يأتى فى حالات الضعف الشديد جدا للمجتمعات، لذا نحن نريد مزيداً من الديمقراطية ومزيداً من الثقة بالنفس ومزيداً من العمل حتى يصل المواطن المصرى للتعقل والتسامح والإعتزاز بالديمقراطية،وعلى هذا المجتمع أن يعرف أننا نكتب الصفة الأولى والأهم وهى المواطنة فقط فيكون كل مصرى هو مواطن سواء مصرى مسلم أو مصرى مسيحى أو مصرى يهودى أو مصرى لا دين له ،ففى النهاية هو مصرى”.
وعن مشاركة الأقباط فى الحياة السياسية وخروجهم من بين قبضة الكنيسة قال سالم:” المكسب الوحيد الذى خرج به الأقباط من ثورة 25 يناير هو خروجهم إلى المحيط المصرى الواسع رغم خسارتهم فى أشياء كثيرة من أحداث جاءت عليهم بحرق لكنائسهم وتهجيرهم …الخ، إلا أن خروجهم هذا يعد مكسباً لهم لأنهم من قبل كانوا فى عزلة خرجوا منها الآن”
وأوضح سالم أيضا أن الشفاء من أى مرض يتطلب آلاما كثيرة ، مؤكداً ان النظام الاسبق مسئولاً عن أشياء كثيرة جدا أوصلتنا لما نحن عليه.. فهو مسئول عن إفقار المجتمع من الشخصيات العامة ومسئول عن إفقار المجتمع من الأحزاب الحقيقية إلى أن وجدنا أشخاصا لا يعرفون ماذا تعنى رئاسة بل أنهم يعتقدون أنها ورقة “يا نصيب” يلعبها فيمكنهم أن يكسبوا،مشدداً ” لذا علينا أن نتحمل قدرنا السياسى بشجاعة وأن نتحمل ما يحدث لنا بعد ذلك حتى نستطيع أن نحاسب المسؤلين عن أدائهم” .
وعن الأحداث الطائفية والتى كثرت فى الفترة الأخيرة، أكد سالم أن “تشجيع التيارات الدينية جاء عندما بدأ الحديث عن العلم والإيمان فالعلم صعب وله دهاليزه فاتجهوا إلى الإيمان ولكن الإيمان هو أيضا صعب لأن الإيمان يتطلب نوع راقى وعالى من الوداعة ان تؤمن بوجود إله خالق وتؤمن بوجود بشر خلقهم الخالق هذا شييء يحتاج بعد علمى وفلسفى عميق ، ومع ظهور الجماعات المتطرفة الدينية اشتعلت الحركات الطائفية وانتهت بقتل الرئيس السادات نفسه”.
واشار سالم الى أن هناك خطأ فى العلوم السياسية تم اتباعه منذ الحرب العالمية الثانية وهوتشجيع التيارات الدينية لكى يضعف التيارات الشيوعية واليسارية وهو ما فعله السادات حتى بعد القضاء على الشيوعية وبالفعل تم تغذية كائنات تحولت إلى وحوش .
وعن تقييمه بصفة عامة لاداء المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير ، أشار سالم أنه كرجل فنان لا علاقة له بالسياسة كما أنه لايحب الحكم على أداء البشر لكنه يؤكد أن المجلس العسكرى فوجئ مفاجأة حقيقية بأنه المسئول عن حكم مصر فى ظروف غير طبيعية، موضحاً أن “هناك مآخذ تؤخذ على المجلس العسكرى أولها أنه لم يكن حاسما فى حوادث كثيرة وعدم الحسم هذا ناتج من ضعف الخيال السياسى فإذا كان المجلس العسكرى لا يهتم بالحسم فى قضية مثل قيام السلفى بقطع أذن شخص قبطى خوفا من زيادة اشتعال الموقف فأنا أختلف معه لأنه لا مانع من إشتعال الموقف حاليا حتى أضمن أن لا يشتعل إلى الأبد”.
وعن جلسات الصلح قال” لا أتفق أبدا مع هذا الحل لإنهاء الأحداث المشتعلة لكن الدولة تمر حاليا بأضعف مراحل لها ومنذ إندلاع ثورة يناير والتى فجرت آبار من الوعد بالديمقراطية والحرية فقد خسرنا بالفعل ولكنها خسارة مؤقتة وحتما سوف نعاود الوقوف على أرجلنا ثانية”.
وحول من يرشحه للرئاسة قال سالم :”لا أريد زعيم فقط أريد رئيس يعمل ويجتهد ويحول مفرداته على أرض الواقع” ، مؤكداً أن المستقبل يتحدد من خلال ما يصنعه الناس ومشدداً على ضرورة تعميق جذور العلاقات بيننا وبين الغرب واستعادة ثقتهم بنا كما كنا من قبل .