أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية عجز مجلس الأمن الدولي عن القيام بمسؤولياته تجاه العديد من القضايا المطروحة على الساحة العالمية بسبب سوء استخدام حق النقض ” الفيتو ” واستمرار مبدأ ” العدالة الانتقائية ” السائد في التعامل مع القضايا الدولية.
واستعرض العربي خلال محاضرة ألقاها في مركز ” الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ” تحت عنوان ” مستقبل العمل العربي المشترك” التحديات الأساسية التي تواجه العالم العربي حاليا، فأكد أن أهم تلك التحديات وأخطرها هي “القضية الفلسطينية” التي تبقى دائما القضية العربية المحورية من حيث تأثيرها.
أشار إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي له تداعيات متعددة استراتيجية وسياسية وأخلاقية تطول مصالح الجميع وتتحدى سلطة القانون الدولي وأن كل الشعوب نالت استقلالها ما عدا “الشعب الفلسطيني”.
وشدد على ضرورة الضغط على المجتمع الدولي للعمل على إيجاد “حل للنزاع ” وليس ” إدارة النزاع” فقط كما يجري حاليا. وقال ” أن الولايات المتحدة الأمريكية تطلب وقتا إضافيا وترغب في أن تتقدم بإطار قبل الوصول إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هذا الإطار لم يطلع عليه أحد”.
وقال العربي أنه من المتوقع قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في 25 مارس المقبل أن يكون الفلسطينيون والإسرائيليون قد اطلعوا بشكل كامل على هذا الإطار، وأن نقطة الانطلاق في هذا الإطار ستكون حدود عام 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وأضاف أن هذا الإطار قد ينجح أو لا ينجح وهذا يعتمد على مدى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على إسرائيل. مشيرا إلى أن إسرائيل تتقدم حاليا بمطالب لم تطلبها من قبل في مفاوضاتها مع مصر والأردن مثل إصرارها على “يهودية الدولة” الإسرائيلية وهي مطالب تعجيزية تدل على سوء نية من قبل إسرائيل.
وتساءل العربي” ماذا لو فشل هذا المسعى الذي يقوم به وزير الخارجية الأميركي جون كيري؟”. موضحا أن هذا احتمال قائم ولو فشل هذا المسعى فهناك حلول تقليدية يجب اتباعها مثل اللجوء إلى المنظمات الدولية ولاسيما الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام. وأكد أن هذه الحلول تتوقف على موافقة الولايات المتحدة الأمريكية وإلا ستواجه فلسطين “فيتو” آخر.
شدد على ضرورة اللجوء إلى حلول وخيارات أخرى فهناك أبواب لم تطرق بجدية – حتى الآن – يمكن أن يؤدي اللجوء إليها إلى حصار إسرائيل. كما أكد أن نقطة الانطلاق هنا يمكن أن تكون قيام الدول العربية بحملة مماثلة للحملة التي انطلقت في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية وتهدف إلى دفع الدول إلى عدم الإقدام على أي مشروع استثماري في إسرائيل وعدم استيراد أي بضائع إسرائيلية تأتي من داخل المناطق المحتلة.
وقال إنه من بين الخيارات الأخرى أيضا شن حملة قوية من القيادة الفلسطينية بدعم كامل من الدول العربية حتى تشعر إسرائيل بالحصار وآخر هذه الحلول هو اللجوء إلى لمقاومة السلمية على طريقة “المهاتما غاندي” التي أدت إلى انسحاب بريطانيا واستقلال الهند.