تحدث البابا توا ضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم خلال اللقاء الأسبوعي لقداسته عن خطية العصيان والتمرد مشيرا إلى أن الأسبوع المقبل سوف يبدأ صوم نينوى أو صوم يونان وهي قصة اهم ما فيها أن يونان النبي كسر وصية الله ووقع في هذه الخطية خطية العصيان
و هذه الخطية قال عنها بولس الرسول ” التي من اجلها يأتي غضب الله” وهذه الخطية تأخذ أشكال كثيرة لكن يقف أمامها فضائل الطاعة والخضوع والأستماع والتواضع .
وهناك نماذج لهذا العصيان فى حياة البشرية وعلاقة الإنسان بالله فى الكتاب المقدس نتقابل مع مشاهد كثيرة جعلت هذه الخطية واضحة بعض الناس تتمرد على الوصية الألهية يسمع ولا يطيع بأى صورة وأشهر مثال فعل هذا هو آدم حتى قال له الرب “آدم آدم أين أنت؟ ” أين أنت من الوصية التى كسرتها ونفس الموقف الذى وقعا فيه حنانيا وسفيرة من خلال عصيانهما كسرا حياة الشركة التى كانا فيها وأيضا شعب بنى اسرائيل قيل عنهم شعب معاند لا يطيع وصايا الله ،ونموذج اخر هو يهوذا الذي أختاره السيد المسيح أن يكون تلميذ وشاهد المعجزات وأعطاه الرب نعم كثيرة يكفى انه أعطاه لقب تلميذ وحسب مع الاثني عشر لكن في نهاية حياته يتمرد ويعصي ويخرج خارج الدائرة تماما .
أضاف: هناك من يعصي علي وصية الله وآخر يتمرد على عطايا الله وآخر يتمرد على اعمال الله ،وعندما نقرأ تاريخ بنى اسرائيل كان فى فترة عاش الشعب عصر القضاة والقاضى يعنى مخلص وظيفته عندما تنشأ مشكله يظهر القاضي ويحل المشكلة إلى أن ينقذ الشعب وتنتهي مهمته، لكن الشعب تمرد علي صموئيل النبي لأنهم يريدون لهم “ملك” ورغم أن صموئيل قال لهم أن الله هو مالكنا إلا أن الشعب يريد شخص فاختاروا ملك إلا أنهم يسقطون فى سلسلة من الخطايا.
وأوضح البابا: الإنسان احيانا لا يعترف بالخطية بسهولة مثل آدم حينما أخطأ قال أن المرأة التى جعلتها معى لذا تذكر في أعترافاتهم السابقة انك تمردت علي كلمة الله وأعماله ووصاياه وقد قال كبعد المشرق عن المغرب ابعد عنا معاصينا وقال أيضاً لا تذكر خطايا صباى ومعاصيا لافتا الى أن معنى كلمة ” شيطان” هى معاند الله.
وأشار البابا الى أن المراهقين والاطفال يلجأون الى العند والعصيان كعلامة على أثبات وجوده وذاته ، فالابن عندما يتمرد ويعصى على أسرته نطلق عليه ابن ” عاق ” ، وأستطرد قائلا : كما انه فى المجتمع عندما يعمل أحد ضد مصلحة البلد يطلق عليه الناس أنه ” خائن ” .
وأوضح أن العالم يعانى موجات إلحاديه ووصل الأمر بالأفتخار بالالحاد ودائما نسمع من يقول “ربنا له السما ونحن لنا الارض ” وغيرها من المقولات الخاطئة التى تنشئ الالحاد الذى يحاول ان ينتشر بأى وسيله . لافتا الى أن الادمان بكافة اشكاله نوع من إنواع التمرد وعدم قبول النفس .
وأكد أن هناك ثلاثة حلول للتمرد والعصيان وهى الحوار و الشجار والجدار أو ما يسمى بحوار الطرشان لافتا الى أن الحوار هو اكثر الطرق لحل التمرد فصيغة الأمر والنهى لا تنفع الآن فالحوار عمل انسانى راقى ، مشيرا الى أن الصمت والاحتواء بمحبه حلول للتمرد .
واختتم عظته قائلا إن صوم يونان مثل الجرس الذى به يستعد الانسان لبدء الصوم الكبير الذى يسبق عيد القيامة المجيد، ودعا البابا الأقباط لقراءة سفر يونان قائلا ” اقرأ هذا السفر خلال صيام يونان وانت مشغول بمن انت فى هذا السفر .