شيعت جنازة شهيدة كوم أمبو، مادلين وجيه دميان—30 عاما—التي لقيت مصرعها إثر طعنة في رقبتها من شاب مسلم يدعى محمود محمد علي أثناء عملها بإحدى الصيدليات في المدينة. وقد تمت الصلاة على جثمانها الطاهر بكنيسة مارجرجس بكوم امبو، بمشاركة عدد كبير من مسلمى المدينة.
وسط حالة الحزن والألم والدموع اثناء تشييع الجثمان من الكنيسة إلى المدافن والحضور يصرخون “كيرياليسون .. يا رب أرحم” اعترض الجنازة مجموعة من انصار الاخوان. وقال أحد شهود العيان لوطني نت أن أنصار الأخوان نظموا مسيرة، وكان في صفوفهم أحد أقرباء القاتل ويدعى أحمد فاضل ورددوا هتافات تهديد ووعيد للأقباط بمزيد من الأرهاب والعنف. وعلى الفور لم يتردد حارس الكنيسة التي شيعت منها الجنازة بتحرير محضر بالتهديدات في قسم الشرطة بكوم امبو.
كان الحادث قد وقع أول الاسبوع في مدينة كوم أمبو بأسوان،عندما إقتحم محمود محمد علي عدد من الصيدليات بمنطقة السبعين بشارع بورسعيد الرئيسي. كانت السابعة مساء حينما إقتحم صيدلية الدكتور مايكل بادير وحاول التعدي على الشباب العاملين بها ولكنهم نجحوا في التصدي له بمساعدة بعض الجيران، ففر هاربا وهو يحمل بيده السكين. بعدها توجه بالسيارة وتوقف أمام صيدلية المحبة وهاجم مادلين وجيه حيث فام بطعنها في الرقبة الامر الذى تسبب في قطع الشرايين فتوفت في الحال. وعند خروجه صادف.ماريان كمال شفيق البالغة من العمر 18 عاما وطعنها بالسكين فى الكتف الايسر فسقطت مغشيا عليها وأسرع الجاني بالهروب في سيارة رينو سوداء. وقد تلقت ماريان العلاج فى المستشفى وعادت الى منزلها. وكان الشاب أيضا قد هاجم صيدلية الشفاء وحاول إصابة آخرين وتم التصدي له ولم يسفر الاعتداء عن إصابات خطيرة.
وقد القت اجهزة البحث الجنائي القبض على القاتل بعد ثلاثة ساعات من ارتكابه الجريمة وهو يحاول الهرب على بعد 25 كيلومتر خارج المدينة ولم يتم بعد العثور على السيارة السوداء أو القبض على من كانوا بداخلها، وجارى التحقيق مع الجانى.
أكد القمص ارسانيوس كيرلس كاهن كنيسة مارجرجس أن القضية غريبة وغير معروف أسباب قيام هذا الشاب بهذه الجريمة رغم إن تعاملاته قبل الحادث مع الأقباط كانت في منتهى الاحترام وكان يتميز بالأدب والأخلاق الرفيعة ولا نعرف سبب تحوله.
ومن جانبه حاول محامي القاتل الدفع بأنه مختل عقليا الامر الذى استفز الاقباط بصورة كبيرة. وقال الاب ارسانيوس ان محاولات المحامين تحويل ملف الشاب بأنه غير متزن نفسياً أمر غير مقبول وقد قال هذا الكلام للبحث الجنائي داخل المستشفى عندما حضروا لأخذ بصمات الضحية، وسمع منهم إن الشاب ربما يكون غير متزن نفسيا واضاف إن محاولة صبغ اى جريمة ضد الأقباط بالاختلال العقلي أمر مستهلك وغير مقبول وعلى الجميع إن يبحث عن سبب أخر لأنه لن يترك حق الفتاه يضيع بمحاولة صبغ هذه الذريعة المعتادة في حوادث الأقباط .
من المعروف أنه جرت العادة في أحداث طائفية سابقة ضد الاقباط نعت الجاني بأنه مختل عقليا. وترصد وطني نت على سبيل المثال وليس الحصر بعض تلك الأحداث.
في أبريل 2006 بالأسكنرية هاجم شاب يدعى محمود صلاح عبد الرازق في وضح النهار الأقباط في ثلاثة كنائس مختلفة وراح يطعنهم بسكين فقتل نصحي عطا جراس (60 عاما) وأصاب ستة أقباط آخرين. بعدها أعلن أن عبد الرازق مختلا عقليا.
ووقع حادث ثان فى سبتمبر 2009 في مركز الباجور بالمنوفية التى تبعد 80 كم عن القاهرة الذى عندما قام شخص مسلم متطرف ويشتهر باسم اسامه البوهيجى بالهجوم على ثلاثة أقباط فى مناطق متباعدة حيث قام بمهاجمة عبده جورجى 63 عاما امام متجره بشارع بنها باستخدام سكين طولها 40 سم حيث وطعنه تسع طعنات أمام المارة وسط صرخات وأهات العجوز الذى زحف بعرض الشارع وهو يتلقى الطعنات والضربات فوق رأسه وجسمه حتى خرجت أحشائه وقام المتطرف بقطع رأسة من الشمال الى اليمين ليمتلئ الشارع بدماء الرجل البريء الذي لقي مصرعه وسط ذهول المارة، ثم استقل البوهيجى دراجة بخارية والسكين فى يده الى قرية بهناى التى تبعد 12 كم عن الباجور واقتحم محل للأحذية يملكه القبطى أديب مسيحه، 40 عاما، ووجه له عدة طعنات فى الرئة والرأس وتم نقله الى المستشفى شبين الكوم الجامعى ليجرى ثلاثة عمليات خطيرة ، وبعدها استقل الجانى دراجته ليسير مسافة 7كم ليصل الى قرية ميت عفيف حيث كان محل للحدادة خارج القرية يملكه القبطى هانى برسوم ليوجه له طعنة فى الظهر اسفل الرقبة وكاد يقوم بذبحه لولا تدخل صبى داخل الورشه الذى رفع عمود حديدى ضده دفعه للهرب. وتم القبض على الجانى واصدر الامن تصريحات ان الشخص مختل عقليا.
وفى عام 2011 قام امين شرطه يدعى عامر عاشور عبد الظاهر باطلاق النار على اقباط داخل قطار الصعيد اثناء توقفه بمحطة سمالوط بالمنيا فاسفر عن مقتل القبطى مسعد عبيد غطاس (71 سنة) واصابة خمسة اخرين. وقالت المصادر الامنية انذاك ان الشرطى مصاب بمرض نفسى لكن السلطات الطبية أثبتت عكس ذلك وتم احالة اوراقه لمفتى الجمهورية فى مارس 2012.