– الاخوان يحاولون تعطيل الاستفتاء باطلاق رصاص حى بالخلفاوى .. و الشرطة و الجيش فى حالة تأهب و يقظة
– الكنائس بشبرا تغلق ابوابها تخوفا من محاولات الاعتداء عليها
اليوم بدأت مراسم الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد 2014 لتفتح اللجان الانتخابية ابوابها امام الناخبين فى تمام الساعة التاسعة صباحا بمنطقة شبرا بوصول القضاه المشرفين على العملية الانتخابية وسط اوضاع غير مستقرة نظرا لما تنتهجه جماعة الاخوان الارهابية من تهديدات لافشال عملية الاستفتاء و ما ترتكبه من اساليب عنف و ترهيب لترويع المواطنين من النزول و المشاركة فى عملية الاستفتاء على الدستور الجديد , و هو ما حاولوا اتباعه ببعض المناطق داخل انحاء الجمهورية من طلق رصاص حى على الناخبين بمدينة نصر و تفجير قنبلة فى محيط محكمة شمال الجيزة بامبابة و غيرها من المحاولات الترهيبية الا ان الوعى السياسى لدى الجماهير جعلهم يتصدون لمثل هذه المحاولات الفاشلة التى تستهدف تعطيل سير الاستفتاء لتجدهم يصطفون فى طوابير على الارصفة فى مدة لا تتجاوز الساعة ينتظر خلالها كل ناخب دوره للادلاء بصوته داخل مقره الانتخابى ملبين دعوة المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت للبلاد بقوله ” ها قد حان دوركم لكى تبهروا العالم مرة أخرى ولكى تجعلوا من الخروج للإستفتاء , يوم تعبير عن إرادتكم الحرة و اليوم يا أبناء مصر .. مصر تناديكم , فقولوا كلمتكم بكل حرية فأنتم مصدر السيادة وأنتم مانحو الدساتير شرعيتها , فما هذا المشروع سوى محاولة لترجمة طموحات الشعب واستلهام حكمته وصياغتها فى نصوص مكتوبة أما القول الفصل فهو لصاحب الكلمة الأولى والأخيرة لشعب مصر منبع السلطات وأصل الشرعية الذى علينا جميعا الانصياع لإرادتـه ” و من هذا المنطلق توافدت الاعداد الغفيرة و كأن مصر اليوم فى عيد حيث خروج اهالى شبرا منذ الصباح الباكر بكافة اطياف المجتمع المصرى تعبيرا عن المشاركة المجتمعية من رجال و سيدات و شيوخ و كبار سن و شباب , الجميع خرج اليوم ليقول كلمته بامانة و بارادة حرة تجاه دستور عصرى يعبر عن ارادته و هم يترصون فى طوابير تغمرها البهجة و الفرحة حاملين اعلام مصر و صورة الفريق عبد الفتاح السيسى فى مشهد جديد على المراحل الانتخابية السابقة التى مرت بها البلاد سواء الاستفتاء على دستور الاخوان 2012 أو انتخابات برلمانية و رئاسية لما كان يعتريها الملل و كأن الناخب كان عليه الادلاء بصوته كواجب وطنى فقط لا غير اما اليوم و بعد ثورة 30 يونيه المشهد اختلف كثيرا حيث زيادة الوعى السياسى بان للصوت قيمة و ان بحق الشعب هو مصدر السلطات و بدوركل ناخب تحديد مصير وطنه و اختيار من يحكمه فيما بعد خاصة بعدما ظل يعانى لسنوات من الظلم و الفساد لتسقط كافة الاقنعة و الانظمة بقيام ثورتين عظيمتين 20 يناير و 30 يونيه دفع ثمنهما ارواح شهداء ابرياء دفعوا ثمن حياتهم لنحيا احرارا فى كنف دولة ترعى حقوق و مصالح مواطنيها فلا تنازل عن تلك الحرية .
الكل ينتظر دوره للادلاء بصوته و ان كانت هناك احاديث جانبية و مناوشات حول اوضاع البلد غير المستقرة و كيفية تأمين الاستفتاء من قبل الجيش و الشرطة فى ظل الاحداث المتأزمة , و مدى تخوف البعض من النزول خوفا من الاطاحة بهم . و لعل المصطفون داخل حى شبرا امام مقراتهم الانتخابية اجمعوا ان مشاركتهم لنصرة الوطن فى اولى استحقاقات خارطة المستقبل لما اعتبروا ان الدستور الجديد خير معبرا عن امالهم و تطلعاتهم انقاذا لمصر و انقاذا لثورة 30 يونيه و احباطا للمخططات الارهابية و ممن يريدون دماره و تخريبه فى لحظة فارقة فى تاريخنا المعاصر , لحظة حاسمة بالنسبة لمصر و خارطة طريقها فى ظل اوضاع و ظروف استثنائية يمر بها الوطن مؤمنين ان تلك اللحظة الاستثنائية هى لحظة المكاشفة و المواجهة ضد قوى الظلام فى اصرار على بناء دولة تستأصل الفساد و تغلق أبواب الاستبداد , مؤكدين انه آن الاوان استكمال ثورتنا لاعادة بناء مصرنا الحبيبة و استعادة هيبتها تحقيقا للتطلعات و الطموحات الشعبية .
و لعل لاحظنا ان سير عملية الاستفتاء فى يومه الاول كان يسير طبيعيا دون حدوث اى تجاوزات أو مناوشات فى بداية اليوم وسط تأمين كامل من قبل افراد الجيش و الشرطة فضلا عن تعامل القضاه بحزم مع الناخبين داخل اللجان لضمان سلامة عملية الاستفتاء و منها على سبيل المثال مدرسة التوفيقية للسيدات و التى فاقت اعداد الرجال فدائما المرأة تتقدم الصفوف و تقوم بالادلاء بصوتها بامانة و مظاهر الفرحة عليها حاملات اعلام مصر و صور للفريق اول عبد الفتاح السيسى و منهم من هم سيدات منتقبات و اخرى محجبات فى تحدى واضح و صريح لمن يحاولون التشكيك و تشويه الدستور الجديد بكونه ضد الشريعة الاسلامية . فضلا عن وجود سيارات بمكبرات صوت تجوب شوارع شبرا تردد اغنية ” تسلم الايادى ” و الحال ذاته داخل مدرسة عثمان بن عفان للسيدات حيث يوجد موظفة داخل كل لجنة انتخابية للتأكد من هوية السيدة المنتقبة بالكشف عن وجهها و كفها لضمان عدم تصويتها داخل لجنة اخرى . ايضا مدرسة فاطمة النبوية للرجال و التى اثبتت عمليا منذ الصباح الباكر ان اعداد الناخبين تتعدى اى توقعات لنسبة المشاركة مقارنة باستفتاء 2012 .
و عن مدرسة عباس العقاد رقم اللجنة 87 و 88 فلاحظنا ضرورة تأكد المستشارة رئيسة اللجنة من الهوية الشخصية و الناخب حاملها قبل اعطاءه ورقة الاستفتاء منعا لحدوث اى تلاعب فى الاصوات أو شراء الاصوات مثلما كان يحدث مسبقا من قبل التيار الاسلامى حيث استقطاب الناخبين باسم الدين , ايضا تأكيدها داخل اللجنة على ضرورة الاستفتاء اما ببطاقة الرقم القومى أو جواز سفر حديث و بخلاف ذلك لم يعترف به على الاطلاق و ذلك وفقا لقرارات اللجنة العليا للانتخابات .
ايضا ما حدث داخل لجنة 89 و 90 بمدرسة عباس العقاد و الزام المستشارة رئيسة اللجنة بوضع الناخب اصبعه فى الحبر الفسفورى اولا قبل التصويت الى جانب استخدامه القلم المخصص داخل اللجنة و غير المسموح على الاطلاق استخدام الناخب اى قلم آخر تخوفا من استخدام احدا قلم فسفورى لديه يمحى بمضى الوقت و هو ما قد تسبب فى حدوث مناوشة داخل اللجنة و بتدخل القاضية اطمئن الناخب لذلك و اقتنع باستخدام القلم المخصص داخل اللجنة .
و سادت حالة من الهدوء على حى شبرا و من داخل مدرسة سعد بن ابى وقاص و تحديدا اللجان 83 و 84 و 85 و 86 تتم عملية الاستفتاء فى سهولة و يسر , و رغم هدوء العملية الا ان هناك بعض التجاوزات التى حدثت فعند خروجى من مقر المدرسة وجدت حركة غير عادية و حالة تأهب من قبل الجيش على مقر المدرسة و رفع سلاحه و ذلك لقيام تظاهرة لجماعة الاخوان تجوب شوارع شبرا و لاسيما منطقة الخلفاوى تضم رجالا و سيدات تحاول التشويش على عملية الاستفتاء و قيام بعضهم باطلاق رصاص حى فى الهواء و هو ما دفع القيادات الامنية بابلاغ مقرات الاستفتاء بشبرا بالتأهب و الاستعداد لحدوث اى اعتداء أو هجوم فضلا عن تخوف الكنائس من حدوث اى محاولات اعتداء عليها و من ثم اغلقت كنائس شبرا ابوابها و لاسيما كنيسة مارمرقس بشبرا لمرور التظاهرة من امامها , و الكنيسة نفت شائعات اى محاولة للهجوم و التعدى عليها كان فقط مجرد التعدى بالفاظ على الجيش و الشرطة و غيرها من التهكم على الاقباط و لكن يحسب لرجال الشرطة بمحاصرتهم و اغلاق الشوارع الرئيسية لقطع الطريق عنهم و اعاقة مرورهم و تم القبض عليهم من الرجال و السيدات و ترحيلهم بسيارة الشرطة للتعامل معهم .
و لعل ذلك التجاوز الاول من نوعه داخل منطقة شبرا على مدى كافة الاستفتاءات و الانتخابات السابقة سواء البرلمانية أو الرئاسية منها بكون بطبيعة الحال انه من المتعارف عليه ان منطقة شبرا تعد اكبر تجمع جغرافى للاقباط و بالتالى تظل بمنأى عن حدوث اى مناوشات مثلما تحدث بمناطق اخرى من انحاء الجمهورية و لاسيما داخل المناطق العشوائية .
هذا و لايزال عملية الاستفتاء مستمرة و تتوافد الاعداد و من المتوقع استمرارها حتى العاشرة مساء اليوم .