في إشارة منها إلى حق الشعب المصري في تقرير مصيره، واختيار المرشح المناسب ليكون رئيسه القادم، استكمالا لخارطة الطريق، بعد اقرار الدستور الجديد، في ظل الرفض الأمريكي الكبير لترشيح الفريق عبد الفتاح السيسي للرئاسة، كتبت جريدة الخليج اليومية الإماراتية،
الجريدة الأشهر في الإمارات، أنه على الولايات المتحدة أن تكف عن التدخل في شؤون الآخرين، وتحديدا مصر، فهي تحاول استخدام سياسة العصا الغليظة مع مصر ومع أى دولة تعارضها، ولا ترضي بالذل والتبعية.
وشددت الخليج في افتتاحيتها يوم 19 يناير 2014، بعنوان “التدخل الخائب”، بأن الولايات المتحدة أصبح موقفها صعبا ومحرجا في ممارسة هذه الضغوط غير المقبولة في العلاقات الدولية، وبعد الضغوط السياسية والاقتصادية غير المقبولة، تريد تحقيق أهدافها بكافة السبل، بما فيها التدخل المباشر بالغزو أو الحرب أو إثارة الفتن والأزمات الداخلية.
كشفت الخليج عن أن الولايات المتحدة أصبحت تكتسب كراهية ملايين المصريين والعرب بسبب تدخلها السافر والمكشوف والفج والمسئ لسمعتها وصورتها ودورها في المنطقة. وصنفت الخليج التدخل الأمريكي السافر والمفضوح لدعم الإخوان المسلمين في مصر بأنه خلق حالة من العداء والاستنكار تجاه واشنطن، خاصة وأن ما يحدث في مصر يعني المصريين وحدها، ولا يعني أمريكا بأى حال من الأحوال، وما تقوم به واشنطن يعد تدخلا سافرا وغير مقبولا في شوؤن دولة إقليمية وذات سياسية.
وأشارت الجريدة إلى أن أمريكا تدس أنفها لنقد المظاهرات المليونية، التي أطاحت بنظام حكم الإخوان الموالي لواشنطن، ضد إرادة الشعب المصري بملايينه الغفيرة. كما انتقدت الاستفتاء على الدستور المصري، الأكثر ديمقراطية وتوافقا شعبيا من دستور الإخوان، وهولت من مسألة المساعدات وربطها بالتطور الديمقراطي في مصر، على الرغم من دعمها لنظام الإخوان البعيد كل البعد عن الديمقراطية.
وطالبت الخليج الولايات المتحدة التوقف عن ابتزاز مصر والمصريين من خلال المصريين، لأن هذا عمل شائن يخرج عن أصول أخلاقيات العلاقات الدولية، لأن الولايات المتحدة تسعى لفرض إرادتها وسياساتها على الشعب المصري، الذي حدد خياراته ولن يرجع عنها.
وأكدت الخليج أن محاولات ابتزاز أمركيا لمصر، أمر لن يجدى صدى لدى الشعب المصري، الحر والأبي في تحديد خياراته، وعلينا جميعا احترامها، والثقة فيها. ورفضت وأدانت الخليج الابتزاز الأمريكي للشعب المصري. مشددة على أن السيادة والإراردة والاستقلال لها ثمن، والشعب المصري، قرر أن يدفعه من دمه وعرفه، لتذهب المساعدات للجحيم وبئس المصري.
وأكدت الخليج أنه لا يحق للولايات المتحدة أن تنصب نفسها حامية للديمقراطية، وهى آخر من يحق له الحديث الديمقراطية، تلك النوعية من النظم التي تدفعها أمريكا، لتتحول المجتمعات بعدها إلى ساحات الحروب والتدمير والفتن. ودعت الخليج في ختام الافتتاحية إلى أن ترفع الولايات المتحدة يدها عن مصر، لأنها لن تحصد إلا الخيبة والفشل، والشعب المصري، قادر على تحديد مصيره واختياراته، ودفع الثمن الغالي مقابل هذا المصير.