الدستور الجديد نجح فى التوفيق بين تيارات مختلفة واملى ان يصوت له المصريون باغلبية كبيرة
الاخوان مجموعة صلبة وتملك امكانيات مالية كبيرة لذلك تحتاج لوقت لكى تنتهى من مجتمعاتنا
امريكا قوة عظمى مسيطرة لخمسين عاما قادمة ولايمكن قطع العلاقات معها
نحن فى حالة معركة وحرب حقيقية ضد الارهاب
هكذا يمكن حل مشكلة سد النهضة
الدكتور بطرس بطرس غالى شخصية استثنائية فى تاريخ مصر المعاصر .وصل الى اهم منصب دبلوماسى دولى فى العالم .(امين عام الامم المتحدة ) صاحب راى ومبادىء ثابته . مدافع عنها مهما كلفه من امر .شرفت به وزارة الخارجية والمجلس القومى لحقوق الانسان .وكافة المنظمات الدولية غير الحكومية التى يتراسها .وهو بجانب ذلك كله قامة مصرية كبيرة بخبرته وبتاريخه المشرف الطويل فقلما ندرت شخصية بحجم الدكتور بطرس غالى تجمع بين كرسى الاستاذية الاكاديمية فى جامعات مصر والخارج وبين كرسى الوزارة وبين العمل فى الصحافة كرئيس لتحرير مجلة السياسية الدولية ومجلة الاهرام الاقتصادى .ومركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية والعمل كنائب فى البرلمان .نحتاج ان نستمع الى ارائه فى الكثير من القضايا التى تمر به مصر فى هذه الفترة الدقيقة من تاريخها .ولتقف ساعات الزمن لكى تنصت الى الدكتور بطرس
فى البداية كيف ترى الدستور الجديد ؟
– اهم ما يميز هذا الدستور انه قد نجح فى التوفيق بين تيارات مختلفة .واصبح قاسم مشترك بينها .و اذا كان هناك اختلاف حول اهتمامه بالتفاصيل .فهذا لايمثل مشكلة فليس هناك قاعدة ثابتة فى كتابة الدساتير .فهناك فى بعض الدول مدارس تفضل الدستور القصير تشير فيه الى مبادىء عامة ودول اخرى تفضل الدستور المفصل .وانا كخبير فى القانون الدولى وليس الدستورى ارى انه من المهم موافقة التيارات المختلفة على مواده.واملى فى ان يوافق عليه المصريون بالاجماع او بالاغلبية الكبيرة .
تسيطر مشكلة سد النهضة على عقول المصريين .بخبرتك الدولية كيف يمكن حل هذه المشكلة ؟
كقاعدة عامة انا مؤمن بحل الخلافات والنزاعات بين الدول من خلال التفاوض .وارى ان اى خلاف يحتاج لمفاوضات .والمفاوضات تحتاج لوقت وقد تستغرق سنوات .لقدعملت و حاولت كثيرا وعلى مدى اكثر من 20عاما .ان انبه الراى العام المصرى باهمية قضية نهر النيل .وفشلت فى ذلك .كان الاهتمام الاكبر المسيطر على الشارع والراى العام هى القضية الفلسطينية ..وكان من المفترض ان نهتم بمياة النيل بجانب الاهتمام بالقضية الفلسطينية .اننى ارى ان الاهتمام الان يجعلنا ننظر الى المشاكل المشابهة .وكيف تعاملت الدول المشتركة فى انهار مع هذه القضايا .فهناك فى اسيا تم انشاء منظمة دولية للاشراف على نهر الميكونج وتخص خمس دول هى الصين و كمبوديا وميانمار(بورما )ولاوس وفيتنام .واملى ان ننشىء منظمة دولية لنهر النيل تنظم حركة بناء السدود والنقل والمواصلات .ونظم الرى المختلفة وانتاج وتوزيع الكهرباء .لقد طرحت منذ اكثر من 15 عام فكرة ربط شبكات الكهرباء الكبرى بين دول حوض النيل .لانتاج الكهرباء من المساقط المائية وتبادلها بين الدول وقت الذروة بل وتصديرها لاوربا كسلعة استراتيجية .وهناك افكار ومشاريع يمكن العمل عليها وتطويرها مثل فكرة تحويل مياه نهر الكونغو عن طريق شق قناة تربط بين نهر الكونغو باحد روافد نهر النيل.
هل حقا ان علاقتنا تدهورت بافريقيا بعد محاولة اغتيال مبارك فى اثيوبيا ؟
لا هذا غير صحيح .اجهزة الدولة كانت فى هذه الفترة لاتهتم بافريقيا وكل الاهتمام متجها الى اوربا .هناك نظرة عامة وخاطئة بان افريقيا واسيا تعتبر منفى للبعض وهنا . اتساءل كم دبلوماسى مصرى يتعلم اللغة الصينية .دعنى اقول ان هناك 50 الف فرنسى يتعلمون اللغة الصينية الان فى فرنسا .لقد قامت الصين بقفزات هائلة ضد الفقروتقدمت فى العديد من المجالات .هناك تجارب ممتازة لكن لا احد يهتم بها ويستفيد منها سواء بتعلمها اونقلها .
كيف ترى مستقبل الاخوان المسلمون بمصر ؟
هناك بعض التيارات فى الاسلام السياسى والتى تتستر بالدين تذكرنى بالنازية والفاشية .وقد انتهت هذه الحركات بعد ان هزمت فى الحرب .وتم رفضها شعبيا .وفى مصر ارى ان هذه المجموعة مازالت صلبة وتملك امكانيات مالية كبيرة .وقد يحتاج الامر الى وقت لكى تنتهى من مجتمعاتنا .كذلك فان انفتاح مصر على العالم الخارجى سوف يساعد على التغلب على هذا التيار الرجعى .فهناك تاثير للعولمة لامفر منه .
لم تعد كلمة العولمة مستخدمة حاليا بصورة كبيرة فهل ترى مازال لها تواجد ؟ خاصة وهناك رفض شعبى لها ؟
ارى ان العولمة كظاهرة تحتاج الى وقت لاستيعابها ولابد ان نتشارك فيها حتى نتلافى سلبياتها ونستفيد من ايجابياتها وهنا ينبغى ان نقول ان متطلبات الشارع غير متطلبات الدول .السيادة بالمعنى المفهوم لدينا بدات تتلاشىء.والمشاكل الوطنية فى السنوات القادمة سوف تعالج على مستوى دولى وليست على مستوى وطنى .الراى العام يحتاج وقت لفهم وادراك هذه التحولات ..وقد نفهم السيادة بمفهوم مختلف بعد 30 عاما
اذا كنا نتحدث عن المفاهيم فماذا عن مفهوم الديمقراطية .وهى اكثر كلمة تستخدم سياسيا وترفع شعار لكل حزب ؟
الديمقراطية تختلف باختلاف الدول والعادات وتقاليد المجتمعات وهناك خصوصية وثقافة لكل دولة ولايمكن تطبيق نموذج الديمقراطية على مجموع الدول .ففى دول افريقية الديمقراطية تتحق من خلال تمثيل كل القبائل فى المجالس النيابية اذن لا توجد قاعدة عامة .وهناك تساؤل هل الديمقراطية اولا ام التنمية .ارى انه بالنسبة لمصر فانها تحتاج الى التنمية اولا لتحقيق حد ادنى من الاستقرار .واحب ان اشير ان هناك ترابط وتلازم بين الديمقراطية والتنمية والاستقرار كما انه لابد من الاخذ فى الاعتبار امر مهم وهو ضرورة الانفتاح على العالم الخارجى .اقصد هنا الانفتاح بمفهومه الواسع الشامل الانفتاح على الافكار الجديدة فى العالم وما يشهده من ثورة تكنولوجية متلاحقة .
كرئيس شرفى للمجلس القومى لحقوق الانسان .كيف ترى تنديد البعض حاليا بتعامل الشرطة مع المتظاهرين ؟
نحن فى حالة معركة و حرب حقيقية ضد الارهاب .وفى حالة الحرب من الصعب تحقيق الديمقراطية
وماذا عن الاصوات التى تطالب بانهاء العلاقات مع امريكا ؟
امريكا قوةعظمى و سوف تظل مسيطرة بنفوذها الى حوالى 50 عاما قادمة .ولابد من التعامل معها بشكل متوازن .ولايمكن ان انهى العلاقات مع امريكا التى مازالت مصدر لكل الابتكارات والاختراعات فى العالم انها قوة تحترم وتجذب العقول وبالتالى فهى تتمتع بتنوع هائل يمكنها من الاستمرار على درب التقدم وللعلم. مصر كانت فى بداية الدولة الحديثة تحتفى باى عقل مبتكر ومن خلال انفتاح مصر تولى نوبار باشا وهو من اصل ارمنى منصب رئيس الوزراء فقد كان مصريا خالصا وكان سليمان باشا الفرنساوى .هو الذى وضع النواة الاولى للجيش المصرى واصبح قائد له كان مصريا مسلما .ولا ادرى لماذا رفع تمثاله ليوضع تمثال طلعت حرب .والذى كان يمكن ان يوضع فى ميدان اخر .ولكن هذا دليل على مدى الانغلاق والذى اخشى ان ننزلق اليه مرة اخرى .
كيف ترى دور القوات المسلحة فى المسار السياسى ؟
من خلال خبراتى فان اغلب دول العالم تلعب القوات المسلحة فيها دورا اساسيا .وذلك واضح فى امريكا الاتينية .وافريقا واسيا.وليس الامر ظاهرة خاصة فى مصراو قاصرة عليها .والقوات المسلحة فى مصر قوى وطنية .وعندما نقع فى مشكلة نلجا ونتجه اليها ونرحب بها .