من منا لم يكن هذا الرجل هو أمير أحلامه فى الطفولة ؟ من منا لم يحلم بزيارته فى أخر أيام السنة حاملا هداياه التى تلون أول أيام العام الجديد بلون السعادة المحبب الى النفس ؟ من منا لم يعشقه بردائه الاحمر المميز حاملا جوال الهدايا على كتفه ؟
..إنه “بابا نويل” أو القديس نيقولاوس الاسقف العجائبى الذى احتفلت كنيسته الوحيدة المدشنة باسمه فى مصر بمدينة بنها بعيد نياحته باقامة نهضة روحية على مدار أسبوع كامل تحت رعاية نيافة الانبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا وقد اشتملت النهضة على قداسات يومية وصلوات عشية وتماجيد وعظات ألقاها أصحاب النيافة الانبا صليب أسقف ميت غمر والانبا دانيال أسقف المعادى وتوابعها والانبا مكسيموس الاسقف العام والانبا تيموثاوس أسقف الزقازيق والانبا داود أسقف المنصورة والانبا مرقوريوس أسقف جرجا والانبا دانيال أسقف دير الانبا بولا وكذا اشتملت النهضة على معرض للكتب الروحية ومعارض أنشطة مختلفة وانتهت بسهرة روحية أعقبها قداس ترأسه نيافة الانبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا وشارك فيه رعاة الكنيسة ولفيف من كهنة الايبارشية .
جدير بالذكر أن القديس نيقولاوس كان أسقفا لمدينة مورا وهو الشخصية الحقيقية وراء شخصية “بابا نويل ” صديق الاطفال فى العالم أجمع والقصة وراء ذلك أنه كان بمدينة مورا رجل غنى فقد ثروته وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لضيق ذات اليد فوسوس له ابليس أن يوجههن للعمل بأحد المواخير ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس نية الرجل فأخذ القديس من مال أبويه مائة دينار ووضعها فى كيس وتسلل فى جنح الظلام دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة الرجل وعندما وجد الرجل المال اندهش وقام بتزويج ابنته الكبرى وفيما بعد وفى ليلة أخرى كرر القديس فعلته السابقة مع الرجل فاستطاع تزويج ابنته الثانية وفى المرة الثالثة أراد الرجل أن يعرف ذاك المحسن المجهول فسهر طوال الليل وعندما شعر بالكيس يلقى فى النافذة أسرع الى خارج المنزل ليجد الاسقف الطيب نيقولاوس فخر عند قدميه وشكره كثيرا لانه أنقذ بناته من براثن الشيطان أما القديس فلم يقبل الشكر وطلب من الرجل وبناته أن يشكروا الله الذى وضع هذه الفكرة فى قلبه .
أما عن كنيسة القديس ببنها فقد أنشئت عام 1910 لطائفة الروم الارثوذكس “اليونانية ” ولما تقلص عدد اليونانيين ببنها قام مثلث الرحمات الانبا مكسيموس مطران القليوبية بشرائها عام 1980 ووقع عقد شرائها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وكان ذلك يوم 17 / 10/ 1980 وأقيم أول قداس الهى بها فى 27 / 7 / 1980 وترأسه مثلث الرحمات الانبا مكسيموس المطران وفى البداية توالى أباء الايبارشية على خدمة الكنيسة حتى تمت رسامة القس ساويرس عياد كاهنا عليها فى 1 / 9 / 1982 ليرعاها لمدة 5 سنوات ثم تركها ليحل محله القمص صرابامون سيدهم الذى رسم قسا عليها فى 6 / 3/ 1987 وبعد ذلك ب8 سنوات وتحديدا يوم 3 / 3/ 1995 تمت رسامة القس نيقولا حلمى كاهنا على الكنيسة وهذين الابوين هما اللذين يقومان برعاية شعب الكنيسة حتى كتابة هذه السطور ونسأل الرب أن يبارك خدمتيهما
وسوف يظل هذا القديس العظيم نيقولاوس الملقب بألقاب كثيرة منها شفيع الملاحين وشفيع المظلومين هو صديق أطفال العالم الذين سينتظرون هداياه عندما تتعانق عقارب الساعة لتعلن رحيل عام وميلاد أخر جديد.