ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية أن كبريات شركات الانترنت العالمية تكثف جهودها حاليا من أجل تعزيز انظمتها للامن الالكتروني وتشفير خدمات وحركة الانترنت الداخلية الخاصة بها، بهدف التصدي لعمليات التجسس التي اكتشفت مؤخرا انها مورست عليها من قبل وكالة الامن القومي الامريكية، وفقا للتسريبات التي كشف عنها المتعاقد السابق بالوكالة ادوارد سنودن.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم على موقعها الالكتروني، انه لم يعد كافيا في العصر الحالي بالنسبة لهذه الشركات ان تتسابق في امتلاك تطبيق مميز سريع التحميل على الهواتف الذكية او ان تقدم خدمة رسائل خاصة ومميزة، بل أصبح لزاما عليها، بعد تسريبات سنودن حول عمليات التجسس الجماعية التي مارستها الحكومة الامريكية على بيانات المستخدمين، ان تظهر لعملائها كيف يمكن حماية بياناتهم بشكل جيد، خاصة وان مليارات الدولارات من العائدات لهذه الشركات اصبحت على المحك. وأضافت ان شركة ميكروسوفت الامريكية تعد احدث شركة تكنولوجيات تعلن عن عزمها تشفير خدماتها لحمايتها من ممارسات التجسس الخارجية، حيث تعمل الشركة حاليا على اضافة سمات تشفيرية لمختلف خدمات المستهلكين وفي مراكز البيانات الداخلية الخاصة بها.
ويأتي اعلان ميكروسوفت على غرار الجهود التي بذلتها كل من شركات ومواقع التواصل الاجتماعي جوجل و ياهو و موزيلا و تويتر و فيسبوك لحماية بيانات عملائها ايضا من التجسس، فيما أصبح الأمر بمثابة سباق تسلح رقمي شديد التنافسية مع وكالة الأمن القومي الامريكية.
وبينما كان عامل الامن وحماية البيانات يمثل عامل قلق كبير بالنسبة للمستخدمين، كانت العديد من الشركات تحجم عن تطبيق وسائل حماية وامن معلوماتية حديثة حتى لا تؤثر هذه التطبيقات على سرعة الاتصالات وتضيف تعقيدا جديدا لشبكات الانترنت الخاصة بها، إلا ان تسريبات سنودن التي وصفت بدقة عمليات التجسس التي قامت بها وكالة الامن القومي الامريكية وشركاؤها من وكالات المخابرات الأجنبية على الملايين من مستخدمي الانترنت جعلت تطبيقات الامن الحديثة ضرورية لمستخدمي الانترنت -رغم تعقيداتها- من أجل حماية بياناتهم الشخصية.
وقد أصابت تسريبات سنودن شركات الانترت بصدمة كبيرة، حيث كانت دائما ما تحاول طمأنة العملاء بانها تفعل كل ما بوسعها لحماية بياناتهم من التجسس.. كما أن شركات الانترنت طالما امتثلت للنظم القانونية بتسليم المعلومات المطلوبة للجهات المختصة، غير انها صدمت بالانباء التي نشرت مؤخرا بشأن ولوج وكالة الأمن القومي الامريكية لبياناتها دون علم مسبق لها.
ونسبت الصحيفة الى برادفورد سميث، مستشار عام لشركة مايكروسوفت، قوله “نريد هنا ان نطمئن ان الحكومة تستخدم الاجراءات القانونية بدلا من القوة التكنولوجية الغاشمة للحصول على بيانات عميل ما، وهذا أمر بسيط للغاية”. وأشارت الصحيفة الى ان الضجة التي اثيرت جراء ممارسات التجسس لوكالة الامن القومي جعلت مسئولي الحكومة في الهند، على سبيل المثال، يمتنعون عن استخدام خدمات البريد الالكتروني التي تتمركز خوادمها في الولايات المتحدة..
في حين يدفع المشرعون في البرازيل تجاه سن قوانين من شأنها اجبار الشركات الاجنبية على انفاق المليارات لاعادة تصميم انظمتها من اجل الحفاظ على بيانات المستخدمين البرازيلين وحمياتها من التجسس الخارجي.