اقيمت الصلوات امس الأحد بسوريا لأجل 12 راهبة وعاملة بدار أيتام يحتجزهن مقاتلو المعارضة منذ ما يقرب من أسبوع، ما يؤجج مخاوف المجتمع المسيحي في سوريا من أنهم أصبحوا مستهدفين من قبل المتطرفين بين المقاتلين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد
ويعد احتجاز الراهبات الروم الأرثوذكس وما لا يقل عن ثلاث نساء الهجوم الأحدث الذي يثير حالة من الذعر بين المسيحيين في سوريا بسبب قوة الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة وغيرها من المتشددين الإسلاميين في الثورة المستمرة منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام ضد نظام الأسد، ولا يزال كاهن واثنان من الأساقفة اختطفتهم المعارضة في وقت سابق في عداد المفقودين، ويتهم المتطرفون بتخريب الكنائس في المناطق التي يسيطرون عليها.
واختطفت المعارضة الراهبات يوم الاثنين من دير مار تقلا للروم الأرثوذكس عندما استولى المقاتلون على معلولا، وهي قرية يغلب على سكانها المسيحيون شمال دمشق وتقع على طريق سريع رئيسي، وتبدلت السيطرة عليها عدة مرات في قتال شرس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية، ونقلت المجموعة المحتجزة، إلى جانب ثلاث من النساء هن أنفسهن من اليتيمات ويعملن في دار أيتام تابعة للدير، إلى منطقة يبرود القريبة التي تسيطر عليها المعارضة.
والأكبر سنا بين الراهبات يبلغ عمرها نحو تسعين عاماً، والأصغر بين العاملات في دار الأيتام في سن المراهقة، وفقاً لما ذكرته الأم فيبرونيا نبهان، رئيسة دير صيدنايا.وحسب موقع ابونا الاردنى
نشر مقطع فيديو مصور للراهبات،الجمعة الماضية نفين من خلاله أنهن مختطفات، وقلن إنهن في صحة جيدة وإن المقاتلين نقلوهن إلى موقع بعيد عن القتال خوفاً على سلامتهن.
وأثار التسجيل المصور مخاوف المسيحيين الذين تجمعوا مساء امس الأحد لحضور قداس في كنيسة المريمية في دمشق، وهي الكنيسة الرئيسية للروم الأرثوذكس في البلاد.
وقالت أوديت أبو زخم، وهي سيدة تبلغ من العمر خمسة وستين عاماً تعيش بمنطقة باب توما التاريخية المسيحية القريبة “إنهم يتعقبوننا. كل ما فعلوه هو ذبح الناس، كل ما يعرفونه هو القتل”.
وقالت سيدة أخرى أثناء القداس إن الراهبات ظهرن في التسجيل المصور بملابس سوداء، ولم تظهر عليهن أي علامات للرموز الدينية، وأضافت: “لم يسمحوا لهن بوضع الصلبان، لقد أظهروا أنهم لا يستطيعون احترام المسيحيين”.
وأضافت السيدة، التي تحدثت شريطة عدم نشر اسمها خشية الانتقام منها ومن أسرتها “مر أسبوع، إذا كانوا يحتجزونهن خوفاً على سلامتهن، فلماذا لم يسلمونهن حتى الآن”.
وفي عظته خلال قداس الأحد اليوم تساءل يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عن “أي شخص لديه صلات مباشرة أو غير مباشرة” للتدخل لعودة المجموعة، وأضاف: “نأمل أن يحدث ذلك اليوم وليس غداً، ونحث الجميع على الالتزام بمنطق الحوار والسلام، وليس بالعنف والسلاح”.
وحرص يازجي على تجنب وصف الراهبات بالمختطفات أو طلب إطلاق سراحهن -بل صلى فقط من أجل “عودتهن”- في علامة على مخاوف مسؤولي الكنيسة من أن تشعل أي تصريحات الموقف.
وكان ناشطو المعارضة السورية ومسؤولو الكنيسة قد صرحوا بأن جبهة النصرة المتصلة بالقاعدة، هي من تحتجزهن، كما قال ناشط إن رجل أعمال سوريا مسيحياً يحاول التوسط بين جبهة النصرة والحكومة من أجل إطلاق سراحهن.