لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني.. افتح شفتاي فيخبر فمي بتسبيحك (مز 50:11, 15)
إنه النبي والملك والمرتل, ترك للكنيسة تراثا عظيما هو سفر المزامير الذي يحتوي طلبات وتضرعات تصلح لكل المناسبات, ومن أهمها مزامير التسابيح التي تمجد الله الخالق,ففي بعضها يهتف أيها الرب ربنا ما أعجب اسمك علي الأرض كلها وتارة أخري يصرخ السماوات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه (مز19:1).
أدرك معلمنا داود النبي أن التسبيح هو عمل الملائكة وأنه لغة السمائيين ولذلك كان يطلب من الله افتح شفتاي فيخبر فمي بتسبيحك.
هذا المزمور وهو الخمسون في ترتيب المزامير من أهمها كلها, لذا رتبت كنيستنا الأرثوذكسية أن يكون مقدمة لكل الصلوات وكما يسميه قداسة البابا تواضروس الثاني مزمور التوبة فقد ذكر في كنوزه الذهبية الجديدة أننا نسير به دون أن تجرح أقدامنا من أشواك العالم. تضرعات وتوسلات كثيرة يحتويها هذا المزمور, لعل أهمها حين يطلب بلجاجة: روحك القدوس لا تنزعه منيلقد أدرك بروح النبوة أن يفارقه روح الرب يصير كالغصن الذي حين ينزع من الكرمة يجف ويحترق, وأن روح الله القدوس يعلمنا ويرشدنا ويعزينا (يو16:13) هذه الأيقونة الأثرية النادرة تصور صموئيل النبي يدهن داود بدهن المسحة المقدسة. ويحل تذكار نياحته الأربعاء المقبل.