أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن البنوك تتجنب عملة بيتكوين التي تلقى حماسا كبيرا لدى المستثمرين. وتواجه الشركات التي تسعى لتلبية الطلب على البتكوين، متاعب كثيرة في الحصول على حسابات بنكية اعتيادية لتقديم حلول بت كوين وخدماتها
وتتجنب البنوك هذه العملة الرقمية بسبب مخاوف من انتهاك قوانين تبييض الأموال أو التورط بانشطة غير قانوية بحسب ما صرح به مسؤولين مصرفيين. وعبر مشرعون ومسؤولون في بنوك مركزية حول العالم عن مخاوف مشابهة إزاء تنامي الاهتمام بعملة بت كوين الرقمية في الشهور القليلة الماضية.
وتصاعدت شعبية بتكوين مؤخرا بعد أن طرحت هذه العملة قبل أربع سنوات وتعرض سعرها لتقلبات عديدة ليصل إلى أكثر من ألف دولار بعد أن كان 20 دولار لقطعة بتكوين واحدة مطلع العام الجاري.
واستبعدت مؤخرا شركة تحويل الأموال ويسترن يونيون أن يكون تداول عملة بيتكوين الرقمية وشيكان لكن ذلك لا يعني استبعاد ما يجري في الفضاء الإلكتروني مع هذه العملة الرقمية الجديدة خاصة أن هذه العملات الرقمية تؤمن وسيلة تحويل ودفع فوري تستغني فيه عن الوسيط من بنوك وشركات تحويل الأموال، وبالتالي لا مصلحة لويسترن يونيون ولا “باي بال” بل حتى البنوك في رواج أمثال هذه العملة الرقمية. لكن شركات مثل غوغل بدأت تتحوط لتوجهات مستقبلية للعملات على الإنترنت.
واصبح من الضروري استكشاف هذه العملة التي بدأت تتصدر عناوين الصحف ووكالات الانباء حيث انتشرت مؤخرا بضعة أخبار ملفتة عن العملة الرقمية بيتكوين BITCOIN، كان أولها تدشين جهاز صراف آلي في كندا، أما الثاني فهو عن شاب نسي أنه اشترى قبل سنوات بضعة قطع بتكوين بقيمة 27 دولارا ووجد أن قيمتها الحالية قاربت نصف المليون دولار
لكن ما يحدث في مجال العملات الرقمية هذه جدير بالاهتمام لأسباب كثيرة لعل أهمها أن مستقبل قطاع المالي والتقنية قد يسلكان طريقا موازيا. قامت ذراع جوجل للاستثمارات المغامرة Google Ventures مطلع هذا العام بالاستثمار بمؤسسة أوبن كوين OpenCoin، وهي التي تدير بورصة ريبل Ripple وهي سوق تداول للعملات الرقمية مثل بيتكوين لتؤمن حدا من الشفافية لتداول العملات الرقمية.
ما هي عملة بيتكوين؟ تعد بيتكوين عملة رقمية أو إلكترونية ويتم تداولها مباشرة بين الأفراد بلا وسيط ويجري ذلك بشكل كامل على هيئة رقمية مع وجود بعض أجهزة الصراف الآلي التي تؤمن الحصول عليها مقابل دفع أوراق مالية اعتيادية من العملات.
طرحت بيتكوين للتداول للمرة الأولى في العام 2009، ومنذ ذلك الحين يجري تداولها عبر الإنترنت فقط من خلال أجهزة الكمبيوتر والهواتف الجوالة. تتميز هذه العملة بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، لكنها تلتزم بقواعد أساسية تؤمن حمايتها من التلاعب إلى حد كبير، يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات الاعتيادية.
تتميز بيتكوين بأنها تتجاوز مشاكل العملات العادية فهي منيعة نوعا ما ضد التضخم والذي يحدث عادة عدما تطبع الحكومات المزيد من العملات الورقية دون أن تستند لمخزون يضمنها من الذهب أو العملات الأجنبية، إذ أنه هناك عدد محدود من عملة بيتكوين في التداول كما أن سقف العملة أو الحد الأقصى المتاح فيها محدد برقم معين لا يمكن تجاوزه وهو 21 مليون بيتكوين يتحكم بها برنامج بخوارزمية معقدة بدلا من البنك المركزي.
على النقيض من العملات العادية حيث يقرر بنك مركزي تقييد كمية الاموال التي تطبع وتوزع بهدف الحد من التضخم وعدم فقدان العملة لقيمتها، لا يوجد سلطة تتحكم بسيولة البيتكوين بل تعتمد الصفقات على تتبع شبكة كمبيوتر تتولى حل مسائل تقنية ورياضية معقدة للتحقق من الصفقات ومنع التزوير، ويولد هذا النظام عملة بيتكوين جديدة لمكافأة حل المشاكل cryptographic math الرياضية المرمزة، وأدى ذلك لتصميم أجهزة ومعدات كمبيوتر ذات كفاءة أعلى في توليد هذه العملة.
وعموما هناك طريقتين رئيسيتين للحصول على عملة بيتكوين ، وهما إما بشرائها بعملة اعتيادية لإدخالها بمحفظة رقمية أو ما يسمى “التعدين” Mining من خلال تشغيل برامج كمبيوتر بتجهيزات خاصة وبالطبع هناك طريقة ثالثة أمام الشركات وهي قبول دفع الزبائن بهذه العملة وهناك شركات عديدة بدأت بقبول هذه العملة في أوروبا وأمريكا وأستراليا ودول أخرى في آسيا.
ونشرت صحيفة الجارديان حكاية زوجين قاما برحلة حول العالم لم يستخدما فيها نقودا بل عملة بيتكوين ، ولعل طبيعة هذه العملة الرقمية حاليا تشبه وصفهما للرحلة التي استغرقت 100 يوم في آخر يوم منها، وهو: “مأدبة ومجاعة” في تلميح إلى حال هذه العملة وطبيعتها التي تبرز فيها قيمتها المتطايرة والمخاطرة العالية فيها.