مانديلا .. هذا الرجل الذى فرض اسمه على العالم و فرض ثقافته و مبادئه على بلده فادرا الصراع فيها بحياد و قوة .. لم يفقد نلسون مانديلا يوما الأمل الذي وجده في احلك الظروف ولم يحد يوما عن خط واضح صريح في تغليب كفة انهاء الصراع على حساب المصلحته الخاصة..
و هكذا غلب مانديلا الصراع فى وطنه .. و حينما فارق الحياة منذ أيام جمع تأبينه الاضداد من مختلف دول العالم.. التقط الاتحاد العربى للشباب و البيئة مبدأ مانديللا فى غلبة الصراع ليستخدمه محورا اساسيا فى منتداه العربى الافريقى الخامس للشباب .. و اطلق اسم دورة مانديللا على المنتدى فى دورته من 19 الى 25 ديسمبر الجارى .. و التى تقام حاليا فى الاقصر مدينة الشمس .
بدأ الدكتور ممدوح رشوان الامين العام للاتحاد المنتدى بكلمة حول أهمية قضية المياه قائلا :” ان قضية المياه و الاحواض المائية المشتركة هى اهم القضايا المطروحة على الانسانية فالماء هو سر الحياة وبدونه لا يمكن استمراراها .. لذلك يهدف المنتدى الى خلق الدافعية لدى الشباب من دول حوض النيل ليكونوا همزة الوصل بين القيادات الشعبية و القيادات الحكومية بغرض تقريب وجهات النظر و التغلب على صراعات المياه .”
اما ورش عمل المنتدى فتناولت خريطة الموارد المائية العربية و الافريقية العابروة للحدود ( انهار – احواض – بحيرات – خزانات جوفية ) . كما تناولت الورش الشبابية التحديات البيئية و التنموية لدول حوض النيل و اكدت على الدبلوماسية الشعبية و والمفاوضات فى مجال المياه .”
و عن التغيرات المناخية و تاثيرها على دول حوض نهر النيل يقول محمد حافظ الاستاذ بكلية الاداب جامعة حلوان :” يفترض ان تعاد الصياغة القانونية الدولية فيما يخص مياه نهر النيل بما يتفق مع حماية مصالح الدول .. و من وجهة نظرى لا توجد لدى مصر او دول حوض النيل مشكلة .. و انما هى مسئولية الدول باكلمها التى تطل على الحوض.. و اضاف الى ان التغيرات المناخية لن تؤثر على حصص المياه … و عمليا دول السودان لا تحتاج هى و معظم دول المنبع الا قليلا من المياه ..
اما الدكتورة شهرة قصيعة رئيسة مركز الدراسات المائية و الامن فقالت :” استراتيجيةالامن المائى العربى كانت مقترحا من جامعة الدول العربية و حينما انشىء المركز طلبت منه القمة العربية قبل ثلاث سنوات وضع استراتيجية .. و تم تكليف لجنة من كل المنظمات المتخصصة فى الدول العربية .. كان اهم بنود تلك الاستراتيجية وضع برامج مدتها لا تزيد عن خمس سنوات نظرا لتغير الحالة فربما تاتى فيضانات او جفاف لا احد يعلم .. فضلا عن وضع خطة للادارة المتكاملة للمياه .. دعم التعاون المشترك بين الدول .. حماية الحقوق التاريخية للدول .” عن لبنان و مشاكل المياه فيها تحدث مستشار الاتحاد العربى الافريقى محمد عبد الله اللبنانى وقال :خصها الله بالثلج و المطر و الينابيع .. الكميات العابرة للحدود باتجاه سوريا 540 مليون متر مكعب و باتجاه فلسطين 340 متر مكعب فيتم تسرب المياه او سرقتها من قبل اسر ائيل .. ولا يستفيد بها اللبنانيون .. يوجد فى لبنان 29 مشروع سد لم ينفذ منها الا اثنين فقط .. كما توجد قرية مرجعيون .. مرج من الخضرة و عيون من الينابيع .. فى هذه القرية يشترى اللبنانيون من عربات بيع المياه .. و رغم ان القانون الدولى يحدد العوامل الجغرافية و الهيدروجرافية و الحاجات الاجتماعية و الاقتصادية و السكان و عددهم فى الاعتماد علىالمجرى المائى .. استخدمات المجرى المائى .. و مدى توافر بدائل ذات قيمة مقارنة للمواطنين و رغم ذلك لا ينتبه احد للقانون الدولى فى الصراع على المياه .. ان استطاع لبنان السيطرة على انهاره و ينابيعه و مجاريه المائية سينهض نهوضا لا مثيل له .. تلك نبذة عن مشكلة احد البلدان العربية فى المياه و صراعها مع اسرائيل على انهارها .فى محاولة للاستيلاء على الذهب الازرق – المياه – “
و بالعودة الى اقل من عام مضى نتذكر ما ثار من قلق لدى دولتي المصب، مصر والسودان حينما أعلنت الحكومة الإثيوبية بدء تحويل مجرى النيل الازرق أحد روافد نهر النيل تمهيدا لبناء سد “النهضة” الإثيوبي والذى قد يؤثر سلباً على حصتيهما من مياه النيل .
انذاك دشنت اثيوبيا العمل لبناءها سد النهضة قبل انتهاء اللجنة الفنية الثلاثية المشكلة من الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، لتقييم آثار السد على دولتي المصب.
مما أثار ردود فعل رسمية وشعبية واسعة وغضب فى الأوساط المصرية التي تخشى تجفيف نهر النيل، ذلك الينبوع الحيوي الذى تحصل منه مصر والسودان على نحو 85 % من احتياجاتهما من المياه .
وتحصل مصر على 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل سنوياً، فيما تحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب، وذلك بموجب اتفاقية أبرمت بين البلدين في العام 1959، ولم تكن اثيوبيا طرفاً فيها .
وكانت مصر وإثيوبيا قد اتفقتا على “ضرورة مواصلة التنسيق بينهما في ملف مياه نهر النيل، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، واستنادًا إلى التزام كل طرف بمبدأ عدم الإضرار بمصالح الطرف الآخر”.. تلك الواقعة تتكرر بين الحين و الاخر لذلك يجب ادراة الصراع على المياه و ليس تاجيجه .”
الجدير بالذكر ان الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والري افتتح المنتدى امس مؤكدا على أن الوثيقة الدستورية الجديدة المعروضة الآن على الشعب المصري والتي نصت المادة الأولى بالباب الاول منها على أن “الشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الاسلامي، تنتمى الى القارة الأفريقية، وتعتز بامتداده الآسيوي، وتسهم فى بناء الحضارة الانسانية”.
تسهم في رعاية المنتدى وزارة الشباب ويشارك فيه 250 شاب وفتاة من 22 دولة عربية وأفريقية بحضورالدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية