حالة من الاستنفار الأمني تشهدها مراكز ومدن محافظة الغربية، في ظل تلك الأجواء العصيبة التي تمر بها البلاد خاصة عقب تفجير مديرية أمن الدقهلية، وكذلك استعدادًا للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وإجراء الاستفتاء على الدستور الجديد، وبالتأكيد كل هذه الأحداث تستدعى رفع حالة الطوارئ القصوى وغير العادية والتي بدأت من أمام مبنى المديرية،
حيث تم تشديد الإجراءات وتكثيفها تحسبًا لأية أحداث طارئة، فضلاً عن فحص أية بلاغات تأتي من جانب المواطنين بالعثور على أشياء يشتبه في كونها مواد قابلة للانفجار.
ومنذ أن تولى اللواء أسامة بدير منصب مدير أمن الغربية، وحتى الآن، لم يجلس بمكتبه بقدر ما يقوم بجولات ميدانية بالشارع الغرباوى وزيارات متكررة على الأقسام والمراكز الشرطية للاطمئنان على الناحية الأمنية، خاصة في ظل تلك الأحداث التي لم تنته، وهو الأمر الذي انعكس على المواطنين في المدن والقرى والذي بدأوا يشعرون بعودة الأمن لطبيعته نوعًا ما.
كل هذا، فضلاً عن قضايا كثيرة تهم المواطنين وتشغل بالهم تم طرحها على اللواء أسامة بدير مدير أمن الغربية ليوضح لنا الصورة من وجهة نظره، حيث أكد بدير في البداية أن أجهزة الأمن عليها حمل كبير وتحد أكبر من أجل مواجهة كافة صور وأشكال الخروج عن القانون، وأن رجال الشرطة لا يدخرون جهدًا فى التصدي لكل المخالفين وهناك بعض القضايا الهامة التى تشغل بال المواطنين فى المحافظة وتؤرقهم لكن هناك أولويات فى ظل تلك الأحداث المتلاحقة وليس معنى ذلك أننا نغفلها أو نتجاهلها وفى مقدمتها ظاهرة إنتشار الباعة الجائلين والسيارات الملاكى التى تعمل كأجرة وغيرها.
وأضاف، أن هناك بعض القضايا لا تحتاج للتدخل الأمنى بقدر ما تحتاج لتدخل المحليات فقبل أن نفكر فى نقل الباعة الجائلين مثلاً علينا أن نوفر لهم مكان آخر بديل وهذه مشكلة كبيرة تحتاج لحل جذرى وكذلك مشكلة السيارت الملاكى التى تعمل بنظام الأجرة يجب أولا توفير وسيلة مواصلات مناسبة للركاب قبل منع هذه السيارات حتى لا نجد اعتراض من قبل الركاب قبل أصحاب هذه السيارات وليس معنى ذلك أننا سنترك الحبل على الغارب لسائقى الملاكى بل أن هناك أولويات حالياً.
وعن الاستعدادات للاحتفال برأس السنة وعيد الميلاد المجيد قال بدير: إن هناك استعدادات أمنية مكثفة جدًا وخدمات معينة على جميع الكنائس بمناسبة رأس السنة وعيد الميلاد المجيد بما فيها الكنائس الصغيرة والمغلقة موضحًا أن هناك تقسيم للكنائس (أ) وهى الكنائس الكبيرة والمطرانيات و(ب) هي الكنائس الصغيرة والمغلقة وتتولى قوات الأمن المركزى وفرق الأمن بالتنسيق مع قوات من الجيش عملية التأمين، وقد تم إقامة حرم آمن أمام كل كنيسة، وتم منع وقوف السيارات أمام الكنائس وهناك أبراج خاصة بها حراسة لحماية المصلين وتم التنسيق مع مسئولى الكنائس لتركيب كاميرات مراقبة على الأسوار والمداخل.
وتم تنفيذ ذلك بنسبة 80% من الكنائس وتم التنسيق أيضًا على تواجد أفراد من الأمن الإدارى بكل كنيسة مع قوات الشرطة بالخارج للتحقق مع شخصيات المصلين وتفتيشهم وتفتيش متعلقاتهم لمنع دخول أى ممنوعات داخل الكنائس وهناك رتب إشرافية تمر على الخدمات المعينة وهناك قطاعات كبيرة معينة بالتنسيق مع القوات المسلحة فضلاً عن الدوريات التى تمر بالشوارع والتى تضم ضباط من المباحث والنجدة والقوات المسلحة لرصد الحالة الأمنية.
وفيما يتعلق بتأمين الاستفتاء قال بدير: إن هناك عدة مراحل للتأمين بدأت بمعاينة اللجان وتحديدها وتم تجهيز الأوراق والصناديق والسواتر وبعد ذلك هناك الناحية التأمينية على كل مدرسة أو كل مركز إنتخابى وهناك قوة من الشرطة مع قوة من القوات المسلحة بكل لجنة وهناك حرم آمن لكل مدرسة أو لجنة وهناك رتبة إشرافية للمرور على المراكز الانتخابية وبالنسبة للقرى والأحياء التى تتواجد بها نسبة كبيرة من المسيحيين سيتم تكثيف الإجراءات الأمنية غير العادية بها.
وأضاف بدير، أن عدد اللجان الرئيسية 702 لجنة على مستوى الغربية لكن اللجان الفرعية لم تحدد حتى الآن لأنها تحدد بمعرفة التنمية الإدارية حسب عدد الناخبين فى المراكز وبعد تنقية الكشوف.
ونفى بدير، ما يردده البعض بشأن عملية القبض العشوائى التى تتم على عناصر تابعة لجماعة الإخوان المسلمين أو غيرهم مؤكداً أن هناك ضوابط يتم من خلالها ضبط أى خارج عن القانون أو مثير للشغب ولا يتم ضبط أى شخص دون الرجوع للنيابة العامة التى تصدر قرارت الضبط والإحضار ونحن بدورنا ننفذها والتى تكون مبنية على التحريات المكثفة التى تجرى بمعرفة الأمن الوطنى والأمن الجنائي.
وأضاف، أنه بالنسبة للمظاهرات والمسيرات التى يتم تنظيمها من قبل أعضاء الجماعة لا يتم ضبط أى شخص سوى مثيرى الشغب والفتن فقط والذين يتلفون المنشآت والممتلكات العامة ويتم توثيق وتصوير ذلك وعرضه على النيابة فى النهاية لتجرى شئونها.
ووجه بدير رسالة لشعب الغربية بعدم الخوف وأن يتوجهوا للجان الإستفتاء بكل أمان وان يثقوا فى رجال الأمن الذين لا يدخرون جهداً فى حماية أرواحهم جميعاً مؤكداً أن شعب الغربية شعب واع ويعرف مصلحته ومصلحة بلده تماماً ومن ناحيه اخرى أعلن أحمد جمال الشافعى، مؤسس حملة “علشان بلدنا” التنسيق مع الجهات الأمنية على مشاركة الحملة فى تأمين الكنائس خلال أعياد الإخوة المسحيين.
وأضاف أن ذلك جاء بعد ما ظهر فى الآونة الأخيرة من عمليات إرهابية وتفجيرات للمنشآت العامة والخاصة وقتل المصريين من الإرهابيين.
وأشار لبيب جورج أمين، اللجنة القانونية بالحملة، إلى أنه ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحى وأن الشعب المصرى يد واحدة وأن تلك العمليات الإرهابية التى تحدث بمصر حاليًا، تزيد من الوحدة الوطنية على أرض مصر ولن يفرقنا أى شئ سوى الموت.