هتافات المعارضة السورية: ” العلوى ع التابوت و المسيحى ع بيروت”
اختراق وخيانات فى الأماكن الحساسة .. فاحذروا السيناريو فى مصر.
فى “صدد” قصفوا الكنائس و ما تبقى منها حطموه و سرقوا أوانى المذبح .
مكانا فى رأسى و سردابا الى قلبى الموجوع على حريات الناس فى كل مكان و
زمان .. بعدما تجولت بين المكلومين على الحدود السورية اللبنانية و استمعت
الى رواياتهم الحزينة .. فأدركت أن الألم يسكن التفاصيل أكثر من العناوين
.. لذلك اروى لكم الحكاية الثانية و تحت خطوطها العريضة تتعدد الحكايات
الموجعة للواقع السورى المرير .. تبدأ بالأمل فى ثورة و تنتهى إلى التنكيل
بالمسيحيين و العلويين و كل من يختلف مع قوى الإرهاب .
” جرمانا ” ..
منطقة ذات تكتل مسيحى درزى .. و هى جزء من دمشق اذ أن المدينة تبعد خمس
دقائق عن “جرمانا ” . . كل المناطق المحيطة بها صارت من المعارضة .. هكذا
قال المواطن السورى ” م . ج . ل ” .. موضحا : ” حينما بدأت الصراعات
المسلحة تغزو الأراضى السورية .. توافد الفارون من الاقتتال الى بلدتنا ..
حتى المسلحين كانوا يرسلون ابنائهم اليها لما تمتعت به – حينها – من هدوء
و أمن ضمن منطقة الشام و ريفها .. ثم صارت اسوأ المناطق بسبب حادث قام به
المسلحون .. سقط على اثره ثلاثة قتلى من شباب البلدة .. فثار شباب اللجان
الشعبية .. ركضوا خلفهم فامسكوا بواحد منهم – و اللجان الشعبية تسمى بجيش
الدفاع الوطنى التابع للجيش النظامى السورى – .. وضعوا المسلح المقتاد وسط
ساحة جرمانا – ما فعلوه كان خطا كبيرا– ضربوه ثم خلعوا ثيابه عنه و قتلوه
.. ربطوه بالأحبال و داروا به فى المدينة كلها .. كان الشاب من منطقة
عقرب .. جن جنون أهالى المسلحين .. و أعلنوا هجوهم على ” جرمانا ” ..
فصارت من أكثر المناطق المستهدفة .. اذ وقعت بها تفجيرات عديدة على اثرها
نزحت انا و عائلتى خارج سوريا ” .
و يروى” م . ج . ل ” الذى رفض مثل
سائر السوريين ذكر اسمه خوفا من بطش القوى المتصارعة .. يروى قائلا :”
صارت التفجيرات فى الخامسة صباحا كنا نائمون .. ابنى بغرفته وحده كان عمره
وقتها ثلاث سنوات .. فجاة استيقظنا على صوت انفجار قوى هز منزلنا .. أول
وهلة رحت قفزت فوق عائلتى خفت انهيار زجاج البيت عليهم .. أصوات رهيبة كنا
نسمع كل شىء بدقة .. توقعنا تفجيرا اخر بعد قليل كما هو معتاد .. ابتعدنا
نحو المطبخ الطفل سكت عن الصراخ .. أصابته صدمة نفسية وضعناه على الرخام
..امه صارت تبكى و ابنى صامت .. هربت الى الحمام اذ لم اتمالك نفسى من
البكاء رفضت أن ابكى أمامهما حتى لا يزيد شعورهما بعدم الأمان… مرت
الدقائق ثقيلة ثقيلة كانها الدهر كله .. لم نفهم ما صار .. عويل النساء و
بكاء الأطفال .. وانين المجروحين تهتز له الأرض .. صوت الرصاص يخترق
قلوبنا .. لف السواد كل شىء حولنا ..
و كما توقعنا بعد قليل صار
تفجير اخر بنفس القوة بل أكثر .. مات فى التفجيرين أعداد كبيرة .. لم تمض
ساعة بين التفجيرين .. هزة نفسية شديدة اصابتنا .. شعرنا انه لا أمان فى اى
مكان بعد أن دخلت التفجيرات الى “جرمانا” الامنة .. رتبنا أحوالنا على
الرحيل .. فما عاد لنا سكن فى هذا المكان .. بمجرد ان تم فتح الطريق خرجنا
.. من يومها لم اعد الى بيتى حتى اليوم منذ عام .. رغم عودتى إلى سوريا
لكننى لم اذهب الى جرمانا و استقر الحال بى فى لبنان ..
التطرف و المسيحيين
سألته
عن استهداف المسيحيين تحديدا .. نكس رأسه قائلا :” القصف و التفجير يعم
سوريا كلها .. ومن يموتون ينتمون لكل الطوائف فالقذائف لا تميز بين مسيحى و
مسلم بين سنى و شيعى أو درزى .. لكن بعد فترة بدأ يستخدم كعقاب للمسيحيين
و الدروز باعتبارهم موالين للنظام .. فالمسلحون يعتبرون من ليس معهم هو
ضدهم و يوقعون العقاب عليه بأياديهم فى الحال.. و للاسف لانهم يعرفون بعضهم
جيدا فمن السهل تصنيف العائلات .. قاطعته مستفسرة :” هذا يعنى أن
المسلحين من ابناء سوريا ؟؟” .. اجاب :” نعم فالمعارضة السورية المسلحة ..
خاصة من منطقة بيت سحم – عقربة – بالغوطة .. التطرف لم يأتيها من الخارج
بل بدأ ممن هم بالأصل لديهم أفكار متطرفة من الداخل السورى .. نعرفهم و
يعرفوننا جيدا .. ثم توافدت اعداد على سوريا من متطرفى الدول الاخرى .
و
للحق لم يكن استهداف المسيحيين منذ بداية الصراع.. و انما بدأ منذ عام
تقريبا ربما مع دخول أجانب من كل الجنسيات .. لكن ما هو ثابت ولا شك فيه
أن التصريحات الطائفية الطائفية تخرج على ألسنة المسلحين من المعارضين
السوريين .. و هذا يؤكد أن الفكر كان ملوث منذ البدء .. و قمعه الذى استمر
سنوات قبل اندلاع الأحداث ساهم فى انفلاته فور تردى الأوضاع .. ما يحدث
الان هو تأجيج الوضع لتهجير المسيحيين من سوريا .. حتى يهتفون فى
الشوارع.. ” العلوى ع التابوت و المسيحى ع بيروت ” .. حينما قاوم
المسيحيون التهجير تغيرت المقولة و صارت ” الاثنين على التابوت ” .
لى
صديق تم اختطافه تابع لفرقة نشاط رروحى بالكنيسة .. اقتيد الى حيث لا يعلم
احد لمجرد انه مسيحى .. عشرة أيام مختفى ..ثم بدأت المفاوضات على المصارى
.. باعتبار اموالنا و دمانا حلال .. هذا تم منذ اشهر فلو كان الأمر فى
الأونة الاخيرة لما عاد ابدا .
و يستكمل م . ج . ل حديثه قائلا :” فى
منطقة ” القصاع ” و هى منطقة مسيحية .. تم اختطاف البنات و اغتصابهن .. من
تعود لا يذكر اسمها و من تقتل يتم نشر اسمها على شبكات الأخبار فلكل منطقة
شبكة اخبارية ترصد و تنشر الخبر لحظة بلحظة .. فها هو الشهيد فادى ابراهيم
اليازجى من ” مرمريتا ” متزوج وله ولدان بعمر الزهور
التحق بالدفاع
الوطني مركز” القصاع”.. أصيب باحدى المعارك برصاصة في صدره وعند شفائه عاد
الى القتال علماً أن الرصاصة لاتزال في صدره.. ثماستشهد في درعا دفاعاً عن
سورية و الصورة لولديه يبكيان على تابوته .
الرجل البخاخ
وسط التردى
الامنى و الاقتصادى و توقف أعمال البعض انتشرت السرقات و البلطجة .. ثم
تحول الأمر الى سطو لتمويل المسلحين أو دعم اسرهم بعد ان فقد العديد منهم و
ظائفهم و انضموا للجماعات المتطرفة التى مولتهم لاحقا .. و من تبقى فى
عمله من مؤيدى المعارضة صحيح لا يحمل السلاح لكن تطابق الفكر مع المعارضة
المسلحة يدفعهم لدعمهم فيما يستطيعون ..و هكذا تعكرت اجواء العمل حتى ترك
البعض عمله بسبب المشادات اليومية ..و ليس أشهر من قصة ” الرجل البخاخ ”
الذى كان يكتب على الحوائط .. التقطه الامن وضربوه ثم احتجزوه قليلا ..
ثم أفرج عنه ..عاد بعمله لكن مجرد صورة .. لا يمكنه أن يمارس اى عمل أو
يعرف اى معلومة لان زملاء العمل يخشونه باعتباره محرضا .. رغم انه لم يكن
مسلحا .
و الأمانة هنا تقتضى ذكر أن فصيل من المعارضة كان يرى –
مثلما نرى جمعيا – ما فى سوريا من فساد و رشاوى و تآكل حقوق المواطنين .. و
سيطرة فئة معينة على الاقتصاد و هم التابعين للنظام ..
ما حدث من
طائفية تجاه المسيحيين لم يكن وليد لحظة كنا نامل أن تصبح ثورة .. و انما
كان رصيد تراكم من الأفكار الطائفية .. انفجرت فى وجوهننا حينما توارت
سطوة الأمن .. فلم يكن من المسموح أن يسال احد الاخر عن ديانته ..
بالماضى من حكى بالطائفية مثله مثل من سب الرئيس و مصيره ايضا ..و اعتقد أن
هذا نتيجة عدة أسباب فمن حمل السلاح لديهم حقد دفين على مسيحيى سوريا ..
فهناك عائلات فى ” معلولا ” .. هى من سهلت للمسلحين دخول معلولا و ممارسة
الفظائع بها و قاموا بتمويلهم .. و ارشادهم بالعناوين و الاسماء و مواقع
الحواجز و تركز الامن .. لم يكونوا معلومين لدينا منذ البداية .. اذ عاشوا
الكبت تحت سطوة الامن .. و ربما لو تركت لهم الحرية لاساءوا استخدامها ..
و الان و قد حصلوا على الحرية عن طريق السلاح … افصحوا عن رؤيتهم
الحقيقة نحو المسيحيين ..
نظرتهم للبنات المسيحيات انهن عاهرات ..
يحرمون اى اختلاط .. يحللون خيانة المسيحى و ماله .. كل ما اقوله مؤسس على
وقائع اسردها الان ليتعظ المصريين و يتخذون منها عبرة .. لان التفاصيل
تتشابه مع الواقع المصرى الذى نخشى جميعا أن يلحق بالواقع السورى و نتمنى
ان يظل متماسكا و ينتبه المصرين للمقدمات .. فمثلا لى صديق صاحب شركة-
مسيحى – كان يعمل لديه بعض العمال .. لم يعلم الا مؤخرا انهم ينتمون
للمعارضة المسلحة بالتأييد .. يعلمون عنه كل شىء .. يمدون المسلحين
بالمعلومات اللازمة ..فى الوقت المناسب اختطفوا سيارتين و طلبوا “مصارى” و
اعد كمين لاختطافه .. استطاع صديقى الهرب بعد أن تعرف على شخصياتهم ..
ترك لهم السيارتين و هرب .. ثم اغلق الشركة تماما .. بعدها علمنا أن
العمال انضموا للمعارضة المسلحة بشكل صريح بعد ملاحقتهم قانونيا .. و
للعلم هناك جزء من السوريين انضم الى المسلحين حتى بدون هدف سوى الحصول
على اموال لاطعام عائلاتهم نتيجة الركود الاقتصادى .
اختراق و خيانة
كل
الجهات باتت مخترقة .. لان المخطط كان يهدف اولا لزرع – مؤيدى المعارضة
المسلحة – كرؤس فى أماكنهم بالعمل لتسهيل مهام المسلحين .. بالجيش و
الوزارات و أماكن العمل الخاصة سواء صغيرة الحجم أو المتوسطة .. لتسهيل
الحصول على المعلومات عن المواقع الحساسة بالدولة و تامين تحركات
المسلحين .. حتى السرقات صارت توظف لتمويل التسليح ..غياب الامن شل البلد
اقتصاديا لاستقطاب أعداد أكبر للاصطفاف ضد النظام .. و ازدياد الضغط عليه و
بالتالى السيطرة على الدولة و الوصول للمرجو من المعارضة المسلحة .
قوائم الشبيحة
اما
عن استهداف النشطاء فيقول ” م . ج . ل ” :” و على غرار ما يحدث فى مصر من
وضع قوائم سوداء لبعض الشخصيات المناهضة للمسلحين تم وضع قوائم .. تستهدف
أصحاب التصريحات أو الفاعلين على شبكات التواصل الاجتماعى فيتم تصنيفهم
فورا مع قائمة ما اسموهم بال ” الشبيحة ” و المقصود بهم كل من يؤيد النظام
.. سواء بالكلمة عبر اى وسيلة نشر نظامية او الكترونية او ورقية .. او ممن
يحملون السلاح للدفاع عن المواطنين من لجان الشعبية – جيش الدفاع الوطنى
التابع لنظام بشار .. بالاضافة الى كل مسيحى و كل درزى و كل علوى يعتبرونه
شبيح .. فالقوائم الحالية تطورت ايضا اذ اصبح من غير الضرورى ذكر اسماء
محددة بها لكن يكفى لاستهداف الشخص كونه احد التابعين لهذه الفئات . لذلك
يحرص العديد من السوريين على عدم ذكر اسمائهم او وضع صورهم فى تصريحات خوفا
من الانتقام
و الصور المرفقة توضح استهداف الكنائس و الرابط المرئى ”
الفيديو ” المرفق يوضح استهداف المسيحية و استهداف اخلاء سوريا من
المسيحية ليس فقط من المسيحيين ..بعد أن قام المتطرفون بإمساك تمثال السيدة
العذراء و تكسيره مع الوعد بانه لن يعبد الا دين اللهو دين محمد ابن عبد
الله فى ارض الشام على اعتبار أن المسيحية ليست ديانة الله و أن المسيحيين
كفرة .
الرابط : https://www.facebook.com/photo.php?v=730749813605624&set=vb.144842059021735&type=2&theater
الأدلة
كثيرة و كلها موثقة فيمكن الرجوع الى كاهن ببلدة ” صدد ” التى تم الهجوم
على كنائسها .. و الذى اثبت بشهادته انه أينما حلّت “القاعدة”، نكلّت
وخربّت وقتلت، و في سورية “صدد” نالت نصيبها من “الداعشية” .. الداعشية هم
تنظيم على غرار القاعدة لكن أكثر شراسة .. فحملت صدد صليبها شأنها شأن هذا
المشرق المعذّب .. الكاهن ميخائيل خليل شهد قائلا :” كنيسة تيودوروس أصيبت
بقذيفة، ومن الداخل فمحتوياتها خربّت والثمين منها سرق . تمّ دعس
المحتويات حتى أصبحت طحيناً .. حصّة كنيسة مار جورجيوس التي اصيبت بقذيفة،
وحصان القديس “خضر” تمّ تدميره نهائياً .. سرقت أدوات المذبح، وتمّ وضع
عبوة ناسفة داخل الكنيسة للأذية فقط .. الله كبير سنعاود ترميمها، وللأسف
تمّ استخدامها كحمامات ..
في البلدة توجد 16 كنيسة، ستة منها مستخدمة
بشكل دائم، والبقية تُستخدم في وقت أعياد القديسين، جاء المسلحون إلينا
ليهينوا الرموز الدينية، وكانوا يشتمون الناس لمجرّد أنّ دينهم مختلف،
وسعوا فرض نظامهم على الناس، وعندما سعيت إخراج بعض الأشخاص من البلدة
بالتنسيق معهم، بدأوا يطالبون النسوة بارتداء الحجاب. كان معظمهم من
الشيشان ” هكذا يتم التخطيط لاخلاء المشرق من المسيحية بخطط غربية صهيونية
لا تعرف إلا السلطة و المصالح ولا تتحدث الى لغة الدم .