بمناسبة وضع حجر الاساس لمتحف قناة السويس بالاسماعيلية و اطلاق مشروع ترجمة الاوامر العسكرية لنابليون فى مصر ..نظم المجمع العلمى المصرى بالقاهرة ندوة دولية حول موضوع قناة السويس و فرنسا .
و تحدث فى الندوة مسيو ارنو راميير دى فورتانييه رئيس ارشيفات فرنسا و رئيس الجمعية الفرنسية لاصدقاء قناة السويس محاضرة عن العلاقات المصرية الفرنسية من خلال دور المجمع العلمى بالامس و اليوم و كشف فيها عن مشروع فرنسى كبير لتزويد المجمع العلمى بمكتبة العالم الفرنس الراحل ادوار جوبى الى المجمع العلمى و كذلك اهداء مكتبة اكاديمية فرساى الى المجمع و ذلك لاثراء مكتبة المجمع بعد الحريق الذى تعرضت له فى ديسمبر من عام 2011 .
كما القى الدكتور احمد يوسف الاستاذ
بجامعة السربون و منسق عام مشروع متحف قناة السويس بالاسماعيلية محاضرة بعنوان “قناة السويس فى الفكر الاوروبى قبل عصر ديليسبس من امراء البندقية الى نابليون بونابرت و كشف د. احمد يوسف ان العالم الغربى قد اهتم بمشروع حفر قناة تصل البحرين الاحمر و المتوسط منذ الحروب الصليبية ،ثم تصاعدت الفكرة بين معسكرى الحكم فى اوروبا (محور البندقية المانيا –و محور فرنسا اسبانيا البرتغال ) بعد اكتشاف البرتغاليون طريق راس الرجاء الصالح عام 1498 و هو الاكتشاف الذى ضرب التجارة بين البندقية و الاسكندريةو اصابت الاقتصاد المصرى فى ذلك العصر بخسائر فادحة .
و هنا ارسل دوق البندقية سفارة الى السلطان الاشرف قنصوة الغورى فور توليه الحكم فى عام 1500 و اقترح عليه فيه وصل البحرين الاحمر و المتوسط عن طريق قناة بينهما ،الا ان السلطان رفض المشروع لانه يستغرق زمنا طويلا و فضل ان تعلن كلا من مصر و البندقية الحرب على البرتغال . ثم عاود امراء البنذقية المحاولة تلو الاخرى على السلطان الغورى فارسلت بخرائط لحفر القناة فى اعوام 1502-1504 ثم دخل السلطان فى معارك بحرية دامية لمعاقبة البرتغال فى البحر الاحمرو من هنا حاول الامراء الجرمانيون اقناع السلطان سليم الاول العثمانى الذى قد قضى على جيش السلطان الغورى 1516و احتل مصر ،بحفر قناة لتصل البحرين الاحمر و المتوسط و لكن السلطان راى ان هذا قد يجلب على مصر اطماع الدول الاوروبية ،فحاول الالمان مرة اخرى مع السلطان يايزيد فى القرن السادس عشر ثم السلطان مصطفى فى القرن السابع عشر.و كان السلاطين العثمانيون يفضلون اعادة احياء قناة امير المؤمنين التى كانت تربط بين النيل و البحر الاحمر لانهمكانوا يعتقدون ان هذه القناة ستعيد بشكل اكبر تجارة المسلمين اما قناة البحرين فانها لن تعيد الا التجارة مع الغربو فى كل الاحوال لا يمكن حفرها الا باموال الخزانة العثمانية حتى لا يطمع فيها احد . و ظلت هذه الفلسفة العثمانية تحكم مشروعات حفر قناة السويس حتى عصر محمد على فى مصر ، الذى احتفظبنفس الفلسفة و رفض مشروع حفر قناة السويس الذى عرضه عليه السان سيمونيون فى عام 1833 بنفس منطق عدم امكانية قيام المشروع الا باموال خزانة الدولة المصرية حتى يتجنب الاطماع الاوروبية فى القناة .و لم يتم التفكير فى تنفيذ المشروع عمليا ، الا عندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر ، و كان امر حفر قناة السويس احد اهم الاوامر التى اعطتها الحكومة الفرنسية لبونابرت لتنفيذها فى مصر . و بالفعل ذهب القائد الفرنسى و معه مجموعة من العلماء و معه العالم الفرنسى لويير لاستكشاف موقع الحفر عند مدينة السويس ، الا ان العالم الفرنس اخطأ فى دراسته عندما ظن ان مستوى البحر الاحمر اعلى من مستوى المتوسط و ان حفر القناة قد يصيب مصر جميعها بالغرق و هو ما اثبتته الدراسات السان سيمونيونبعد 33 عام و قامت اللجنة العلمية الدولية التى انشأت لهذا السبب عام 1864 ان امكانية حفر القناة قائمة اذا تم اتخاذ قرار سياسى و هو ما سوف ينجح فيه الدبلوماسى ديليسبس يوم 10 اكتوبر عام 1856 عندما جاء الى مصر لتهنئة سعيد باشا بتولية العرش . و استطاع اقناعه بمنحه امتياز حفر قناة السويس و هو ما كان يشكل نهاية مطاف طويل فى الفكر الاوروبى ، بدأ منذ الحروب الصليبية و تشكل عند امراء البندقية وصولا الى نابليون .
و هنا كشف د. احمد فى نهاية محاضرته عن لوحة نادرة للرسام الايطالى كارلينى فى اوساط القرن التاسع عشر يبدو فيها سفير البندقية (فينسيا حاليا) بنيدتو سانوتويوجن يعرض السلطان الغورى خريطة لمشروع حفر قناة البحرين (قناة السويس)و هذه تعد اول وثيقة رسمية تكشف بحفر قناة تصل البحرين الاحمر و المتوسط .
و فى نهاية الندوة تم عرض فيلم (بونابرت فى مصر )او ( حلم الامبراطورية )و هو فيلم سينمائى –وثائقى ، انتجه التليفزيون الفرنسى و المقرر عرضه فى فرنسا فى نهاية العام الحالى و عرضه المجمع العلمى لاول مرة و فيه تبدو الخطوات التى اتخذها بونابرت لحفر قناة السويس و حضر الندوة الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس و الدكتور فاروق اسماعيل نائب رئيس المجمع العلمى المصرى و ادار الندوة الدكتور محمد الشرنوبى امين عام المجمع العلمى .