عشنا هذا العام تفعيل لمضمون إيماننا المسيحيَّ مع الكنيسة الجامعة, رغبة عن طلب قداسة البابا بندكتس السادس عشر، لذا نتأمل في شخصية مريم التي “آمنت بأن ما جاءها من عند الرب سيتم”، لنضع مريم أمامنا لنقتدي بها في حياتنا
.
فالإيمان دعوة بمبادرة حب من الله لنا، فيرسل الله الملاك جبرائيل بمفاجئة لمريم فتاة الناصرة البسيطة المخطوبة لرجل اسمه يوسف، لم تُخفِي مريم تعجبها واندهاشها أمام رؤية الله وطلبه. كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجًلا؟ (لو1: 34). فالله يفاجئنا دائما، ويغير ترتيباتنا، ويضع برامجنا في أزمة، ويطلب منا أن نثق فيه، أن نؤمن بمخططه وترتيبه الإلهي دون خوف، ونسلم له سفينة حياتنا فنخرج من ذواتنا ونتبع طرقه، ونقول مع مريم” فما مِن شئ غير ممكن عند الله” (لو1: 37) هل نثق أن إلهنا اله المستحيل؟ نتأمل فيما يحدث في واقعنا اليومي الشخصي والاجتماعي. هل نخاف من طلب الرب أم نندهش ونقول له “نعم”؟ ” أنا خادمة الرب” (لو1: 38). لقد قالت مريم “نعم” لله، لم يبقى النعم الأوحد بل النعم لمسيرة حياتها كلها، في الأوقات الفرحة، والمؤلمة، قالت كثير من ” النعم” حتى الوصول للصليب، ظلت أمينة، ومؤمنه، بأمانة واقفة حتى النهاية.
الإيمان انفتاح وحضور للأخر، جعل مريم تقوم مسرعة، وتذهب بعناء سفر طويل لمدينه في يهوذا بجبال اليهودية، لتخدم أليصابات بانطلاقة، وحب،وفرح، وسلام الذي حرك الجنين في بطنها وامتلاء من الروح القدس فكشف عن شخصية مريم، فهتفت أليصابات” مباركة أنت في النساء، ومبارك أبنك ثمرة بطنك” (لو1: 42). ونحن اليوم ماذا نفعل بإيماننا؟ هل نخرج بانطلاقة، وانفتاح، وحضور للآخرين، أم مازلنا ننغلق في حصوننا؟ مريم واحدة منا، من بني جنسنا البشري لكنها تطمئن لصوت الله، تثق بكلامه، ومحبته لها. فجعلت من حياتها هديه قدمتها إلى الله بدون شروط، وقدمت حياتها لخدمة من حولها. كما قدمت ابنها يسوع للعالم كله.
الإيمان ثقة ورحمة ومحبه، فتهتف مريم” تعظم الرب نفسي”(لو1: 46) بنشيد التمجيد والشكر لله، ليس فقط من أجل ما قام به الله فيها، وإنما من أجل عمله في كل مسيرة تاريخ الخلاص مع شعبها. فكل شئ هو عطية من الله إن أدركنا ذلك تغمرنا الفرحة في قلوبنا، معترفين أن الله هو مصدر قوتنا. فنعرف نشكره، ونسبحه من أجل كل ما قام به الرب من أجلنا. ففي يومي كم مره أشكر الرب؟ واعظم اسمه؟ فمن السهل الذهاب للرب لطلب شئ ما، ولكن لشكره قلما يحدث. لنتذوق رحمة الله لنا التي تغفر لنا وتسامحنا وتعيدنا من الطرق الملتوية، وتخرجنا بثقة وحب نحو المستقبل مكلل برجاء.
الإيمان أن ننظر ليسوع بعيون مريم، حملته، واستقبلته بترحاب في أحشائها، حافظت عليه فهربت به من عدوان هيرودس إلى مصر، ربته وعلمته الكتب المقدسة فوقف في عمر 12 عام بين علماء الشريعة، والكتبة في الهكيل يرد عليهم فتعجبوا ودهشوا منه. مريم تبحث وتتلهف عليه لأنه غاب عنها فتجده بعد ثلاث أيام. مريم حاضرة له تدفعه للقيام بأول معجزة في عرس قانا الجليل، فيؤمن به تلاميذه وكل الحضور. مريم تتألم عندما تسمع الناس يقولون على أبنها أنه بعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين، كما تحزن انه يتهمونه بالجنون. مريم ترافق يسوع مده رسالته، وتعاليمه فيقول لها من هي أمي، وأخوتي؟ هم الذين يعملون مشيئة أبى الذي في السماوات. مريم تعيش مع يسوع لحظات المحاكمة، وطريق الجلجثه حتى تحت الصليب، تنظر ابنها الوحيد معلقا على خشبه، فالمرأة واقفة بإيمان يعتصر الألم قلبها، ولكنها بقيت قوية تتسلم منه البشرية كلها بعده في شخص يوحنا الحبيب، تستحق أن تفرح بقيامة ابنها، وانتصاره على الموت. وتستمر مريم بقوة إيمانها مع التلاميذ في العلية تستقبل الروح من الجديد الذي آخذته في البشارة، وتدفعهم للانطلاقة للبشارة باسم ابنها للعالم كله. ومازالت مريم لنا اليوم أم حاضرة معنا تنقذنا وتحمينا من كل المخاطر، والتجارب.
صلاة
يا مريم علمينا أن نقول نعم للرب، بأن حياتنا ليس ملكنا، علمينا العطاء، وخدمة الآخرين بفرح، ساعدينا أن نتغلب على وقت مشاكلنا، وضعفنا، ونخرج من ذواتنا، لنمشى على خطي المسيح أن نؤمن بقوته، وقدرته على المستحيل في ظروف حياتنا، اجعلينا يا مريم أن نكتشف أنه يحبنا، طمئني قلوبنا فنسمع صوته يقول لنا “ثقوا أنا هو لا تخافوا”. قويَّ إيماننا يا مريم حتى نصبح نحن أيقونة إيمان مثلك. آمين
فالإيمان دعوة بمبادرة حب من الله لنا، فيرسل الله الملاك جبرائيل بمفاجئة لمريم فتاة الناصرة البسيطة المخطوبة لرجل اسمه يوسف، لم تُخفِي مريم تعجبها واندهاشها أمام رؤية الله وطلبه. كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجًلا؟ (لو1: 34). فالله يفاجئنا دائما، ويغير ترتيباتنا، ويضع برامجنا في أزمة، ويطلب منا أن نثق فيه، أن نؤمن بمخططه وترتيبه الإلهي دون خوف، ونسلم له سفينة حياتنا فنخرج من ذواتنا ونتبع طرقه، ونقول مع مريم” فما مِن شئ غير ممكن عند الله” (لو1: 37) هل نثق أن إلهنا اله المستحيل؟ نتأمل فيما يحدث في واقعنا اليومي الشخصي والاجتماعي. هل نخاف من طلب الرب أم نندهش ونقول له “نعم”؟ ” أنا خادمة الرب” (لو1: 38). لقد قالت مريم “نعم” لله، لم يبقى النعم الأوحد بل النعم لمسيرة حياتها كلها، في الأوقات الفرحة، والمؤلمة، قالت كثير من ” النعم” حتى الوصول للصليب، ظلت أمينة، ومؤمنه، بأمانة واقفة حتى النهاية.
الإيمان انفتاح وحضور للأخر، جعل مريم تقوم مسرعة، وتذهب بعناء سفر طويل لمدينه في يهوذا بجبال اليهودية، لتخدم أليصابات بانطلاقة، وحب،وفرح، وسلام الذي حرك الجنين في بطنها وامتلاء من الروح القدس فكشف عن شخصية مريم، فهتفت أليصابات” مباركة أنت في النساء، ومبارك أبنك ثمرة بطنك” (لو1: 42). ونحن اليوم ماذا نفعل بإيماننا؟ هل نخرج بانطلاقة، وانفتاح، وحضور للآخرين، أم مازلنا ننغلق في حصوننا؟ مريم واحدة منا، من بني جنسنا البشري لكنها تطمئن لصوت الله، تثق بكلامه، ومحبته لها. فجعلت من حياتها هديه قدمتها إلى الله بدون شروط، وقدمت حياتها لخدمة من حولها. كما قدمت ابنها يسوع للعالم كله.
الإيمان ثقة ورحمة ومحبه، فتهتف مريم” تعظم الرب نفسي”(لو1: 46) بنشيد التمجيد والشكر لله، ليس فقط من أجل ما قام به الله فيها، وإنما من أجل عمله في كل مسيرة تاريخ الخلاص مع شعبها. فكل شئ هو عطية من الله إن أدركنا ذلك تغمرنا الفرحة في قلوبنا، معترفين أن الله هو مصدر قوتنا. فنعرف نشكره، ونسبحه من أجل كل ما قام به الرب من أجلنا. ففي يومي كم مره أشكر الرب؟ واعظم اسمه؟ فمن السهل الذهاب للرب لطلب شئ ما، ولكن لشكره قلما يحدث. لنتذوق رحمة الله لنا التي تغفر لنا وتسامحنا وتعيدنا من الطرق الملتوية، وتخرجنا بثقة وحب نحو المستقبل مكلل برجاء.
الإيمان أن ننظر ليسوع بعيون مريم، حملته، واستقبلته بترحاب في أحشائها، حافظت عليه فهربت به من عدوان هيرودس إلى مصر، ربته وعلمته الكتب المقدسة فوقف في عمر 12 عام بين علماء الشريعة، والكتبة في الهكيل يرد عليهم فتعجبوا ودهشوا منه. مريم تبحث وتتلهف عليه لأنه غاب عنها فتجده بعد ثلاث أيام. مريم حاضرة له تدفعه للقيام بأول معجزة في عرس قانا الجليل، فيؤمن به تلاميذه وكل الحضور. مريم تتألم عندما تسمع الناس يقولون على أبنها أنه بعلزبول رئيس الشياطين يُخرج الشياطين، كما تحزن انه يتهمونه بالجنون. مريم ترافق يسوع مده رسالته، وتعاليمه فيقول لها من هي أمي، وأخوتي؟ هم الذين يعملون مشيئة أبى الذي في السماوات. مريم تعيش مع يسوع لحظات المحاكمة، وطريق الجلجثه حتى تحت الصليب، تنظر ابنها الوحيد معلقا على خشبه، فالمرأة واقفة بإيمان يعتصر الألم قلبها، ولكنها بقيت قوية تتسلم منه البشرية كلها بعده في شخص يوحنا الحبيب، تستحق أن تفرح بقيامة ابنها، وانتصاره على الموت. وتستمر مريم بقوة إيمانها مع التلاميذ في العلية تستقبل الروح من الجديد الذي آخذته في البشارة، وتدفعهم للانطلاقة للبشارة باسم ابنها للعالم كله. ومازالت مريم لنا اليوم أم حاضرة معنا تنقذنا وتحمينا من كل المخاطر، والتجارب.
صلاة
يا مريم علمينا أن نقول نعم للرب، بأن حياتنا ليس ملكنا، علمينا العطاء، وخدمة الآخرين بفرح، ساعدينا أن نتغلب على وقت مشاكلنا، وضعفنا، ونخرج من ذواتنا، لنمشى على خطي المسيح أن نؤمن بقوته، وقدرته على المستحيل في ظروف حياتنا، اجعلينا يا مريم أن نكتشف أنه يحبنا، طمئني قلوبنا فنسمع صوته يقول لنا “ثقوا أنا هو لا تخافوا”. قويَّ إيماننا يا مريم حتى نصبح نحن أيقونة إيمان مثلك. آمين