السياحة صناعة تشبه القاطرة التي” تجر” الوطن إلى مزيد من الاستقرار والنمو الإقتصادي، قبل 25 يناير حققت السياحة لمصر دخلا قوميا وصل إلى 14 مليار دولار، وقدمت للوطن أربعة ملايين فرصة عمل و225 الف غرفة فندقية،
الرقم الكبير لم يقنع القائمين على صناعة السياحة، هناك سلبيات كثيرة كانت بمثابة معوقات تحول دون التقدم والنمو المناسب لمصر ومقوماتها السياحية المتنوعة، كان لدكتور “حسام هزاع”عضو لجنة السياحة الخارجية بغرفة السياحة والعضو السابق لنقابة المرشدين السياحيين آراء حول قصور ماقبل 25 يناير وكيفية الخروج من الأزمة الحالية لصناعة تحمل أمال وطن كامل يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة نتيجة لثورتين خلال أقل من ثلاثة سنوات
*ماذا كانت تمثل السياحة قبل 25 يناير ؟
– مصدر رئيسي للدخل القومي، السياحة كانت تحقق نحو 14 مليار دولا دخلا سنويا لمصر بالرغم من أننا لم نكن نملك إلا 225 الف غرفة فندقية فقط، بجانب الدخل كان يعمل في مجال السياحة حتى 25 يناير 2011 أربعة ملايين فردا ما بين مباشر وغير مباشر
* غير مباشر…!
– هناك من يعمل بشكل مباشر مثل المرشد السياحي وموظفي شركات السياحة والفنادق وشركات النقل السياحي أما غير المباشر مثل العاملين في صناعات تقوم على هامش صناعة السياحة مثل شركات التجهيزات الفندقية وشركات التوريد، صناعة السياحة كانت تخدم سائق التاكسي والفلاح ، ومع النمو الطبيعي كان من المتوقع تضاعف عدد السياح ليصل إلى 28 مليون سائح
* وماذا يعني ذلك
-تضاعف عدد الأشخاص العاملوزن في الصناعة سواء مباشر أو غير مباشر وتضاعف عدد الغرف الفندقية – الخطة كانت تتضمن الوصول إلى نصف مليون غرفة – وطبيعي جدا تضاعف قيمة مساهمة السياحة المادية في الدخل القومي لتصل إلى 28 مليار دولار….والذي لايعمله أحد أن كل هذه الأرقام لم تكن مقنعة لنا كقائمين على صناعة السياحة؟
* كيف ؟
– لوجود قصور شديد في قطاعات مرتبطة بالصناعة مثل احتكار مصر للطيران للخطوط الداخلية وتحكمها في سعر الطيران الداخلي فضلا عن ارتفاع أسعار الطيران بالمقارنة مع شركة عالمية مثل “لوفتهانزا”.
* وماذا أيضا ؟
– مكاتب هيئة تنشيط السياحة المنتشرة في العالم لم تقم بدورها على الوجة الأمثل
من المفترض أن دروها الأساسي يقوم على التسويق والترويج لمصر وتحقيق الاستفادة القصوى من مميزات مصر كمقصد سياحي متنوع البرامج السياحية من سياحة ثقافية لسياحة شواطىء ومشاهدة الطيور وغيرها من المنتجات السياحية التي قلما تتجمع في مكان واحد، وأيضا القطاع الخاص يفتقد دائما خبرات التسويق والترويج والعلاقات العامة ويجب التعاقد فورا مع شركات عالمية متخصصة في الجوانب المذكورة لبيع المنتج السياحي المصري بشكل مختلف
*مختلف!
نعم .. من الممكن الآن – بصرف النظر عن الأحداث – ترويج مصر كمنتج متخصص في سياحة المؤتمرات مع عدم التركيز على القاهرة فقط ، فمناطق مثل الساحل الشمالي والصعيد وجنوب سيناء كلها تصلح تماما للترويج في هذا المجال.
*نقلت الحديث من 25 يناير إلى الوقت الحالي …ماهو المطلوب للخروج من الأزمة لتحقق السياحة المطلوب؟
– علينا أن نبدأ بطريقة صحيحة لنتجاوز أخطاء الماضي ..أولا تفعيل دور مكاتب هيئة تنشيط السياحة وعلاج كل حالات القصور في أدائها والبدء فورا في زيادة عدد الغرف الفندقية تكلفة البناء الآن ستكون أقل بكثير من الأعوام القادمة.
*وبعد ..
– التعليم مثلا يقع عليه عبء تحقيق الخطوات المأمولة فيجب إضافة مناهج جديدة لمراحل التعليم المختلفة وأيضا الدراسات العليا تعلم الطبة التسويق والترويج والعلاقات العامة فضلا عن كيفية إدارة الأزمات والموراد البشرية ،والأخيرة بالتحديد أهيمتها تعود إلى أنها تؤهل موظفون متخصصون في تنمية العمالة من خلال دورات تدريبية ترتفع بمستوى الأداء إلى المستوى العالمي للخصائص الوظيفية لأي مهنة.
* وغير التعليم …
– هناك مسئولية كبيرة تقع شركات القطاع الخاص العاملة في السياحة في تحسين صورة مصر وعلى رجال الأعمال شراء صفحات في الصحف العالمية للدعاية لمصر فضلا عن ساعات في فوكس نيوز ويورو نيوز على سبيل المثل لإظهار الصورة الحقيقية لمصر أمام العالم ومواجهة التنظيم الدولي للإخوان الناجح في اختراق وسائل الإعلام العالمية وتقديم صورة سلبية عن الوطن.
*بالنسبة لموسم الشتاء القادم …
– لا نستطيع فصل الساسية عن الواقع البداية في سرعة القضاء على مظارهات الإخوان التخريبية وبروز دور الأمن ، والتعجيل في اصدار الأحكام القضائية ضد الإرهابيين ..فالاحكام بمثابة رسالة إلى العالم تؤكد استقرار الأوضاع في مصر، بالإضافة إلى تنفيذ خطوات خارطة الطريق بدقة
*وماذا عن الترويج لموسم الشتاء؟
-علينا أن نستغل قرار بعض الدول الخاص برفع الحظر عن زيارة مصر – باستثناء القاهرة – في الترويج لموسم الشتاء فضلا عن فتح أسواق جديدة في دول شرق أسيا وأمريكا الجنوبية ودول الاتحاد السوفيتي السابق.
* هل هناك امكانية لتنفيذ أفكار جديدة؟
– نعم يجب التخطيط لأحداث عالمية تجذب جمهور وصحافة وإعلام في الوقت نفسه، مثل سباق الفورميلا أو سباق للدرجات أو سباق يخوت وحفلات غنائية لنجوم عالميين ..لأن وضع العاملين في قطاع السياحة شديد السوء
*كيف؟
– ترك العمل في صناعة السياحة أعداد لاتحصى معظمهم على كفاءة مهنية عالية جدا ومتميزة ولديهم خبرة كبيرة جدا ..والمشكلة تكمن في حالة عودة السياحة لن نستطيع تعويضهم كفائتهم كما أن الصورة الذهنية المكونة عن العمل في قطاع السياحة باتت سيئة جدا لعدم الاستقرار الوظيفي والطلبة يهربون من دراسة السياحة فهبط درجات القبول في كلية كانت منذ سنوات قلبلة من كليات القمة إلى أدنى مستوى لها منذ البدء في الدراسة فيها في سبعينيات القرن الماضي.