القى قداسة البابا تواضروس الثانى مساء أمس الاربعاء 27 نوفمبر محاضرته الاسبوعبة و التي كانت بعنوان “فضيلة الملامة “، فبدأ قداسته تعاليمه قائلاً ان فضيلة الملامة هي احد الفضائل التى تساعد الانسان على السمع الداخلى،
مضيفاً ان الملامة تقود الي التوبة فالقديس داود النبى الذي كان ملكا و نبيا عظيما، سقط، لانه انسان فى الضعف و لكن مشاعر التوبة بدأت تتحرك فى قلبه عندما حدثه ناثان النبى و جعلته هذه المشاعر يلوم نفسه فى مزمور التوبة الذى نصليه “أرحمنى يالله كعظيم رحمتك، لك وحدك اخطأت و الشر قدامك صنعت”
و أضاف قداسته انه عند تقدم توبة يجب ان تقيس نفسك على قامة ربنا يسوع المسيح ذاته، فتجد نفسك صغيرا جدا و ضعيف جدا و هذا هو السبب الذى لأجله قال لنا السيد المسيح له المجد “كونوا كاملين كما ان اباكم هو كامل”، مضيفا ان مشاعر التوبة لكى ما تتحرك فى داخل الانسان و يستمع للوصية ينبغى ان يبدا بالملامة، و تعلم ان تلوم نفسك فى صلواتك فى قرأءتك و فى حياتك الخاصة عندئذ تبدأ مشاعر التوبة معك، و عندما تسقط فى أى شكل من اشكال الضعف او الخطية لا تبحث عن سبب الا نفسك و لا تلق باللوم على غيرك.
و تابع قداسة البابا قائلاً ان فضيلة الملامة تجعلك تكسب نفسك، موضحاً ان النفس هى اغلى شئ كما يقول الكتاب المقدس “ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه”، فنحن نجاهد لنقتنى انفسنا كما فى الآية “بصبركم تقتنون انفسكم” و كذلك تعبت القديسة مونيكا -ام اغسطينوس- بالدموع و الصلاة و بالصبر لتقتنى نفس ابنها، مضيفاً انه فى كل موقف تمتدح فيه تذكر خطاياك لكى ما تلومك ذاتك، و تذكر ضعفات كثيرة و لوم نفسك و تصير حياتك باستمرار حية و قلبك حساس لأى ضعف.
و أختتم قداسته قائلاً أن فضيلة الملامة تجعل الانسان يكسب الاخرين، و علينا ان نتعلم دائما فى الحياة كلمتين هما كلمة اخطيت و كلمة حاضر، و الكلمتين مرتبطين بالاتضاع و التواضع، هاتان الكلمتين تربطان حياة الانسان الصحيحة .. و يحكى لنا تاريخ البرية انهم سألوا الانبا باخوميوس أب الشركة ماهو اجمل منظر رأيته؟ و كانت اجابته ان اجمل منظر هو منظر الانسان المتضع.