تحت عنوان “سماع صوت الله” القى قداسة البابا تواضروس الثانى مساء أمس الاربعاء 20 نوفمبر عظته الاسبوعية، فبدأ قداسته تعاليمه الاسبوعى قائلاً ان الانسان يسمع صوت الله و يستجيب لصوته ايمانيا برغم من صعوبة الاحداث المحيطة به،
كما استمع ابراهيم ابو الاباء لصوت الله فمكتوب ” قال الله لابراهيم اترك ارضك عشيرتك و اهل بيتك و اذهب الى الارض التى أريك”.. هل كان ابراهيم يعرف المكان الذى طلب منه الله ان يذهب اليه او عنده فكره عنه او كلمه احد عن امكانيات المكان .. هل فكر ابراهيم انه سيذهب الى المجهول ! و لكن ابراهيم كان يقول فى نفسه انه ذاهب الى المجهول عند البشر و لكنه معلوم عند الله، و يذهب ابراهيم فى رحلة طويله فى دروب الصحراء و كان من الممكن ان يفقد الامل و الرجاء، و لكنه استمر الى ان وصل الى الارض الموعوده له . استجابه او طاعة ايمانيه .
و أضاف البابا ان الانسان عليه ان يفتح قلبه كاليديا بائعة الارجوان، فهى كانت امرأة من قمة السلم الاجتماعى فى مدينة فيلبي ، عندما حدثها بولس الرسول او استمعت اليه بدأت تفتح قلبها ، فعل فتح القب او غلقه فعل ارادى من ارادة الانسان .فتحت قلبها و قبلت ما تعلمته من القديس بولس الرسول فصارت اول مؤمنة فى مدينة فيلبي .
و أكد قداسته انه علي كل أحد ان يعمل بما استمع اليه لان الحياة المسيحية ليست مجرد نظريات و لا هى فلسفات و لا هى كلام حلو ، الحياة المسيحية حياة عمل حياة فعل ، فالسيد المسيح علمنا العمل ، تعمل بما استجبت له ايمانيا و فتحت له قلبك و تبدأ تعمل لهذا الصوت، مثل الانسان الذى بنى بيته على ارض صلبه و من بنى بيته على ارض رمل ، ارض صلبه تحملت الصدمات ارض الرمل جاء السيل اخذ كل البناء .
و تابع قداسة البابا تواضروس قائلاً ان صوت الله فى العهد القديم كان دائما و مستمرا من اجل الارشاد و التوجيه، و كان صوت الله من خلال الشريعة المكتوبه مثل الوصايا العشر او من خلال الانبياء المرسلين الذين اتوا عبر التاريخ اليهودى مثال أرمياء النبى المسمى بالنبى الباكى و كان بكاءه لانه ياتى و ينقل رسائل الله و الناس لا تسمع بل احيانا كانوا يهزاءوا بالكلام ، فكانت وسيلة صوت الله فى العهد القديم الشريعة المكتوبة و اصوات الانبياء، مضيفا انه العهد الجديد استمر صوت الله يصل للبشر و لكن من خلال روح الله من خلال الروح القدس .. فالاسفار المقدسة هى صوت الله و من حظ الانسان انه يجد صوت الله مسجلا كتابة و سجل فى مخطوطات او على جلد الحيوانات او اى وسيلة الى ان وصل لنا مطبوعا بعد اختراع الطباعة، كما يصل صوت الله لنا من خلال الاسفار المقدسة ومن خلال الكنيسة و اباءها لان روح الله يعمل كل يوم .
و عن مواصفات صوت الله يقول قداسة البابا ان صوت الله قريب جدا ف قد يتكلم اليك الله من اقرب انسان اليك ، او من طفل صغير و ربما من الشريك او من الصديق …هو فعلا على الباب يقرع و الباب هو باب القلب و القلب هو من كيان الانسان، قريب جدا. يقرع و ينتظر الاستجابة، و مثال لقرب صوت الله هى كلماته القليلة و هو على الصليب عندما كان يقول لجالديه و لصالبيه ياأبتاه اغفر لهم لانهم لا يعرفون و لا يعلمون ماذا يفعلون ، و سمع اللص اليمين هذا الكلام و تعجب و ابتدأ حوار قصير بينه و بين اللص الاخر و كانت نتيجة الحوار انه قال العبارة الجليلة اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك فاستمع مباشرة الى صوت الله اليوم تكون معى فى الفردوس لذلك عندما تكون حاضر فى القداس او اجتماع استمع منتبه يقظا . كن فى غاية الاصغاء فقد تاتى لك كلمات الله لك فى رساله ، لماذا نقول ان صوت الله قريب، لان الله نفسه عندما وجد الانسان فى حالة خطية قال انزل و اكون بجانب الانسان لا ابقى فى السماء و اتكلم عن بعد بل آتى الى الانسان و اتكلم معه ، قريب للغاية، صوت الله ممكن يرسل من خلال اشخاص انقياء اتقياء و دائما الطفولة فى براءتها و نقاوتها معبر جيد لصوت الله.
و قال قداسته ان الله مشتاق للانسان بمعنى ان الله لا يرسل رسالئه فقط للانسان انما يرسل رساله و هو يشتاق ان تستمع اليه هو يشتاق ان تكون هناك استجابه، يقول فى سفر النشيد “صوت حبيبى قارعا افتحى لى ياأختى ياحبيبتى ياحمامتى ياكاملتى لان رأسى قد امتلء من الطل و قصصى من ندى الليل” يشتاق الى من يستجيب، مضيفاً ان الله طويل الاناه ، و يكون السؤال كم مرة قرع الله على باب قلبك ؟ ان قرعات الله تختلف هناك قرعات رقيقة: مثلا عندما تفتح الانجيل تجد بعض الآيات و كانها تلمع امامك او فى عظة او قراءات روحية متعددة او فى البركات الزمنية كالصحة و النجاح . و له ايضا قرعات شديدة كالتجارب او احيانا المرض او احيانا المشاكل و المتاعب فى قرعة قد تكون شديدة و لكنها لخير الانسان . كلها طرق لصوت الله المشتاق اليك.
و من صفات صوت الله انه مستعد ان يعمل معك فلن يعاتبك لتاخرك او معرفتك له فى اخر سنين عمرك او بعد ان عشت الحياة طولا و عرضا .. لن يعاتبك بل من حلاوة صوت الله انه لا ينظر الى الماضى هو يبدأ صفحة جديدة كما نصلى كل يوم “فلنبدأ بدءا حسنا” بل بمجرد ان قال لزكا اسرع و انزل اليوم قد حصل خلاص لهذا البيت و يتحرك زكا و يتخلى عن عبادته لماله يتخلى عن كل هذا و يبدأ من جديد و يعمل الله معه و يدخل بيته . الله ينتظر من يسمع قرعاته فيدخل اليه و يتعشى معه .
فيقول هانذا واقف على الباب اقرع ان سمع احد صوتى و فتح ادخل اتعشى معه و كلمة ادخل و اتعشى معه تعبرعن الاقامة معه، تبدأ العشرة الروحية و الحياة الاصيلة.
و أوضح قداسة البابا فى نهاية تعاليمه الاسبوعى انه من اسباب عدم سماع صوت الله، هو غلظة القلب، الكبرياء، العناد، و الخوف.
و أختتم قداسته العظة قائلاً ان الكنيسة احيانا نصلى مرابعة خورس قبلى و خورس بحرى فترات الصمت فى التقليد المسيحى هى فترات لاستماع صوت الله، و لذلك تدرب و انت تصلى ان تجعل فى صلواتك فترات صمت لكى ما تعطى فرصة ان يتحدث اليك الله.