كونت عدد من منظمات حقوق الانسان منها الشبكة العربية ومؤسسة حرية الفكر والتعبير فريق دفاع ضم المحامين سمير الباجورى ومحمد حجازى وحمدى الاسيوطى واخرين
كونت عدد من منظمات حقوق الانسان منها الشبكة العربية ومؤسسة حرية الفكر والتعبير فريق دفاع ضم المحامين سمير الباجورى ومحمد حجازى وحمدى الاسيوطى واخرين .وذلك للدفاع عن الاديب كرم محمد صابر .والذى صدر ضده حكم بالسجن لمدة 5 سنوات .بتهمة اهانة الذات الالهية .والاعتداء على الاديان .فى مجموعته القصصية (اين الله )والتى سوف يصدر الحكم النهائى فيها فى 22 اكتوبر الجارى .وقال حمدى الاسيوطى المحامى ل وطنى نت ان فريق الدفاع سوف يتبنى عدم اختصاص التقارير التى ناقشت القصص .لانها صدرت من غير ذى صفة .ثم ان مادة التعدى على الاديان مادة استحدثت فى التسعينيات لمواجهة الارهاب .وقد زادت هذه القضايا فى الفترة الاخيرة .لذلك لابد من وقفة ضد المحتسبين الجدد …وفيمايلى نقدم قراءة فى قصص المجموعة
كل الاسئلة الشائكة التى طرحها الاديب كرم صابر فى مجموعته القصصية (اين الله ) الصادرة عن دار نفرو .والتى حكمت محكمة بنى سويف عليه بسببها بالسجن خمس سنوات .فى القضية المستانفه .والتى تنتظر الحكم النهائى .هى اسئلة تكررت فى العديد من الاعمال الابداعية .بل ولها ايضا وجود فى الكتب المقدس فالنبى داود يتسال فى سفر المزامر بالعهد القديم قائلا لماذا تنجح يارب طرق الاشرار ؟بل ويصرخ الى متى تنسانى ؟ويحتج موجهه حديثه الى الله قائلا لعلك للموتى تصنع عجائب .ولماذا تختفى فى ازمنة الضيق ؟وكلها اسئلة تدور فى العقل البشرى المحدود الباحث عن حكمة الله البعيدة عن الفحص .وطرقه غير المستقصاء .وهى اسئلة قديمة ومتجدده .تدور فى النفوس الحائرة .ولا تدل ابدا على الالحاد او الكفر .بل تعبر عن مشاعر قلقه .ومتوترة تقودها الازمات الانسانية المتكررة .والتى يحاول رجال الدين فى كل الاديان تقدم اجابات شافية لها تبرر الالام .وتكشف سر اوجاع البشر .وتقوى الايمان ..واذا كان دور رجال الدين يتمثل فى تقديم اجابات .فان دور رجال الادب هو طرح الاسئلة .وهذا مافعله كرم فى قصصه والتى قد تصدم القارئ لاحتوائها على عدد ملغم من هذه الاسئلة .فالمجموعة تضم 11 قصة .تثير احداثها واشخاصها حالة من الفوران والغضب من عدم الفهم لانتشار الظلم والالام بصور متعددة .فتطرح قصة لغة الاحاسيس ماساة اصم ابكم جاء على لسانه (حين كان الاولاد يعيروننى بقطع لسانى .والرجال على المقاهى يضحكون كنت انظر للسماء حزينا واعاتب الرب الذى خلق كل شئ بحكمة وعدل وحرمنى نعمة النطق والسمع واساله لماذا حرمتنى التعبير مثل باقى الناس عما تجيش به نفسى ؟ كنت اعاتبه واعود للمنزل سريعا لانه حرمنى سماع سخرية الناس لارد عليهم لاقول لهم كما قالت جدتى لااعتراض على مشيئته ) فهذا التساول ينتهى كما يحب رجال الدين بالتسليم بالمشيئة ولكن هذا التسليم لايعنى ان السوال غير مطروح ؟ وفى قصة (الميراث ) يناقش كرم صابر موضوع تقسيم الميراث حسب الشريعة الاسلامية وهى قضية تثار من حين لاخر وخاصة فى جزئية حصول الذكر على حق مضاعف عن الانثى .وذلك من خلال حالة عواطف التى ظلت تخدم اخواتها طوال عشرين عاما بكل حب وعندما اصبحت ارملة ثم توفى والدها رفض اخواتها ان تسكن فى شقة والدها وكان نصيب الشرعى نصف حجرة .الامر الذى ادى بها الى الهذيان والجنون وهى لاتصدق ان الله يفرق بين الاخوة .حتى حرقت نفسها .
وفى قصة ( معروف ) نجد شخصية المصرى الطيب الذى يعبد الله بالقلب لا المظهر ويقابل من يذهبون الى الجوامع بسخرية قائلا الله فى كل مكان ولا يهمه ان تجتمعوا بالجوامع لتصرخوا فمقابلته لاتحتاج لكل هذا الاحتفال .ويناقش معروف شيخ الجامع حول حسية الجنة ولماذا لاتتمتع فيها النساء كما يتمتع الرجال بالحور .
اما قصة (ورقة الماذون البالية ) فتقدم نقد لفكرة الزواج الذى يخلوا من الحب ويقوم فقط على ورقة الماذون .دون اسس الحب .
ويعود الكاتب الى مرفئ روحى رائع يمثل نموذج للحب الالهى .الذى يكرس الاتجاه الصوفى فى قصة ( الحب الالهى )التى تقدم نماذج لشخصيات بسيطة كما يظهر من اسمائهم ( كيلانى – بحبح –مرسى – حجاج – توبة )الذين يذوبون فى حلقات الذكر معتبرين ان بيوت الله .داخلهم ولا يحتاج المؤمن الى الاغتسال لان القلب الطاهر نظيف دائما .هذه الصوفية القريبة الى نفوس المصريين حيث الدين حالة حب لا رعب ولا تخويف .
ومن جديد تعذب الكاتب فكرة غياب العدالة عن البشر .الامر المؤلم ففى قصة الشيخ طه .نجد مقارنة بين لص اصبح سيد ا فى المجتمع وفى عالم السياسية وبين الشيخ طه العامل المسكين الذى يرعى اخوه المريض وامه التى تعانى الفشل الكلوى .وعندما يطلب مساعدة اللص الذى يترشح فى الانتخابات عن حارتهم لايجد الا الاكاذيب .فتحرقه المقارنه بين امانته وقيامه بالصلاة والصوم والفروض .وبين هذا الشرير .فينتحر بالقاء نفسه فى الصرف الصحى .وهى مقارنة تعذب كثيرين بشكل يومى ولكنهم لا ينتحرون ويتساءلون كما تسال دواد النبى لماذا تنجح يارب طرق الاشرار ؟واذا كانت للان لا نجد اجابة شافية فلا يجب ان نلوم الادب ان طرح نفس التساول ؟
وعلى منوال ذلك ينسج كرم قصة ( الفقرى ) راصدا الاشخاص المغفلون .او ضعاف العقول .والذين يتعرضون لمواقف نتيجة لغياب حكمتهم او طماعهم وينتظرون ان يتدخل الله للانقاذهم .ويبدو ان قانون الكون مثل القانون الارضى لايحمى المغفلون ؟
اما قصة (ست الحسن )فهى فجة جدا .ولكنها تدور فى حلم طفل يظن ان الله سوف ياخذ حبيبته لنفسه .ولايمكن ان نحاسب طفل ولامجنون سواء فى الواقع او فى الادب .
والان نجد ان كرم صابر يحاكم بتهمة الالحاد والدعوة للالحاد وقد صدر ده حكم ابتدائى بالحبس 5 سنوات .فهل تدعو قصصه للالحاد وهى تبحث عن يد الله لكى تقيم العدل وتعطى المظلوم اليس هذا هو مبتغى الصلوات كلها .ولكنه يكتبه بلغة الادب ويتسال خاتما مجموعته القصصية كيف تركنا الهنا الرحيم ليتحكم فينا هولاء المتوحشون والشيوخ الذين لايملكون الا الحديث عن القبح والغل والكره والنار والشياطين لينزعوا منا التسامح .اليوم اعتقد ان الله الجميل يرانى ويسمعنى لانى اراءه واسمعه وسوف يعود مرة اخرى لينزع من قلوبنا هذه الكتل الخرسانية ليترك مكانهما خاليا لينشر فى روحنا البراح ….يارب لاتخذل دعاء عبد امن بك
فمن يجرؤ اذن على اتهام القاص فى دينه