شهدت مدينة الإسكندرية مساء يوم الأربعاء بالتاسع من أكتوبر الجاري بدء فعاليات إفتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بنسخته التاسعة والعشرون لدول البحر المتوسط والتى أقيمت فعالياته هذا العام بالتزامن مع إنتصارات حرب أكتوبر المجيدة ،والتى تستمر من 9 إلى 14 أكتوبر 2013،
شهدت مدينة الإسكندرية مساء يوم الأربعاء بالتاسع من أكتوبر الجاري بدء فعاليات إفتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بنسخته التاسعة والعشرون لدول البحر المتوسط والتى أقيمت فعالياته هذا العام بالتزامن مع إنتصارات حرب أكتوبر المجيدة ،والتى تستمر من 9 إلى 14 أكتوبر 2013، حيث وقع إختيار الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما على أن يكون شعار المهرجان لهذا العام “نحو عالم أكثر حرية”، وسط تواجد كوكبة كبيرة من فناني مصر والوطن العربي، بأجواء فنية مُتميزة في رحاب القاعدة البحرية برأس التين، والتي إستضافت المهرجان وسط تأمين القوات البحرية بالإسكندرية، نظراً لزيادة عدد أفراد الفنانين والحضور، حسبما أكد محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي، وذلك بمُشاركة 27 دولة وأكثر من 120 فيلم. تتنافس فى مسابقات المهرجان الأربع
ويعد مهرجان الأسكندرية السينمائى هو المهرجان المصرى الوحيد الذى لم يتم إلغاء أى من دوراته منذ قيام الثورة المصرية ،حيث أقيم عامى2011 و 2012
وقام بتصميم “بوستر المهرجان فى دورته التاسعة والعشرين الفنان التشكيلى المصرى عصمت داوستاشى ،وأهداه للمهرجان ،ويمثل بوستر المهرجان وجه فتاة شابة تحمل فوق رأسها شريط السينما كأنه طوق زفاف وفى مقدمة الرأس حمامة سلام تعبيرا عن الدعوة ليحل السلام فى العالم بينما يحمل الشعار فى جزئه الأسفل شعار مهرجان الأسكندرية هذا العام “نحو عالم أكثر حرية”،بالعربية والإنجليزية.
وبدأ حفل إفتتاح المهرجان داخل قاعة مركز القوات البحرية بمنطقة رأس التين والتى تتسع لنحو 650شخصا،بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء،ثم عرضا لفيلما تسجيليا يستعرض لقطات من تكريم كبار الفنانين وصناع السينما المصريين والعالميين على مدار التسعة والعشرون دورة السابقة وهى عمر المهرجان
وكان اللواء طارق المهدى محافظ الأسكندرية قد أعلن خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد قبل عدة أيام للإعلان عن خطة تأمين مهرجان الأسكندرية السينمائى بأن التنظيم هو أهم ماسيتسم به حفل إفتتاح مهرجان الأسكندرية السينمائى الدولى لهذا العام ،كما أوضح أن حفل الإفتتاح سيتضمن عرضا لفيلم سياحى عن مصر مدته نحو 21 دقيقة
إلا أن وقائع الحفل أثبتت عكس ذلك بداية من الصعوبة المرورية التى أعاقت الوصول فى الميعاد المحدد ،ومرورا بصعوبة السيطرة على هذا العدد الكبير من الحضور وهو الأمر الذى دفع مقدم الحفل الفنان محمد كريم إلى تكرار النداء بإلتزام الهدوء داخل القاعة ،نهاية بالأداء السريع لكل من يتواجد على المسرح أو يقوم بإلقاء كلمة مقتضبة أو حتى يقوم بتحية الحاضرين وكأن الجميع تقمص أداء شارلى شابلن ،وهو ماإستحال معه عرض الفيلم السياحى الذى تم الإعلان عنه فى المؤتمر الصحفى .
وفى كلمته أكد الكاتب والناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان على أنه رغم كل الظروف والتحديات إلا أن مدينة الأسكندرية إستطاعت أن تجمعنا إيمانا بدور مهرجان الأسكندرية السينمائى فى ترسيخ مكانة السينما المصرية محليا ودوليا .
وقال أباظة:”أفخر أنه للمرة الأولى فى مهرجان سينمائى مصرى تشارك 15 دولة عربية ،وكما حطمنا منذ 40عاما أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لايقهر، ستكون قوة مصر الناعمة المتمثلة فى الفن هى حائط الصد ضد أى تطرف وضد أى إرهاب”.
كما ألقى الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة كلمة نيابة عن الدكتور صابر عرب الذى تغيب عن حفل الإفتتاح ،والذى بعث بتمنياته بدورة ناجحة للمهرجان ،وغد أفضل لمصر ،وقال:”مدينة الأسكندرية تحتضن هذا العام مهرجانها فى دورته هذا العام والتى يقودها جيل جديد يكمل مسيرة الرواد ويعطى للمهرجان مذاقا جديدا ،كما يعطى دلالة واضحة على دور المجتمع المدنى وبأنه اللاعب الأساسى بل المحورى فى غد الثقافة المصرية “.
وأضاف عرب:”إن مهرجان هذا العام يعد رسالة لمن يعتقدون أنهم يستطيعون إفساد روح الإبداع والثقافة المصرية…وختم كلمته بعبارة “عاش الفن المصرى سباقا ومغردا”.
وألقى محافظ الأسكندرية اللواء طارق المهدى كلمة حماسية إزدانت بالعديد من الشعارات التى تعلى من إسم مصر حيث قال:”مصر بكرة..مصر المستقبل..مصر المواجهة..مصر دولة ثقافة ،والإبداع هو المكون الرئيسى للمصرى الذى يصنع المستقبل ،الإرادة والمواجهة والتحدى كل هذه المواصفات صنعت الأمل ،بالحق والخير والعدل نحفز الهمم ونرسل رسالة لكل من يريد أن يتضامن معنا على الهدف وهو إعلاء كلمة مصر”.
ووجه المهدى شكره إلى القوات البحرية التى إستضافت إحتفالية المهرجان وقال:”ليس كل ماترونه من أضواء ساطعة هى أضواء كشافات المهرجان ،ولكن هناك أضواء تشعها المدمرات البحرية والغواصات والقوات الخاصة البحرية تعلن فرض سيطرتها وقوتها على البحر المتوسط،نحن الآن فى عبور آخر بعد 40 عاما”.
وتخللت الإحتفالية عرض فيلم تسجيلى قصير حمل إسم “لمسة وفاء” مع نجوم رحلوا وأثروا الحياة الفنية فى مصر والعالم وهم :”الكاتب والسيناريست محمد صفاء عامر ،والمخرج الكبير توفيق صالح ،والكاتب والناقد السينمائى الراحل دكتور رفيق الصبان.
ولأول مرة ينظم مهرجان الأسكندرية السينمائى الدولى 4 مسابقات تشرف عليها 4 لجان تحكيم وهى:”مسابقة البحر المتوسط ويرأس لجنة التحكيم الفنان محمود قابيل ،ومسابقة الفيلم المصرى القصير ويرأس لجنة التحكيم فيها كمال عبد العزيز رئيس المركز القومى للسينما ،ومسابقة الفيلم السينمائى العربى ويترأس لجنة التحكيم الناقد على أبو شادى ،ومسابقة بانوراما السينما المصرية ويرأس لجنة التحكيم فيها الناقد السينمائى دكتور وليد سيف
ينظم المهرجان ورشة تعليم السيناريو يقدمها المخرج عمرو سلامة ،كما تقام على هامش المهرجان إحتفالية محمد بيومى”رائد السينما المصرية”بمناسبة مرور خمسين عاما على وفاته وبمناسبة وقوف أول مصرى وراء كاميرا السينما بحضور مخرج الفيلم ومكتشف دور بيومى فى السينما الدكتور محمد كامل القليوبى
وقام محافظ الأسكندرية ورئيس مهرجان الأسكندرية السينمائى بتوزيع درع التكريم على المكرمين وهم:”إسم مدير التصوير الإيطالى “ماركو أنوراتو” كما تم تكريم المخرج الفرنسى”فيليب فوكون”،والمخرج والممثل “محمد بكرى” من فلسطين، والمخرج والممثل “محمد مفتاح “من المغرب،والمخرج”نورى بوزيد” من تونس،ومن مصر تم تكريم المخرج”محمد خان والفنان محمود حميدة”،والسيناريست “وحيد حامد” زالذى تسلم عنه الناقد السينمائى على أبو شادى درع التكريم ووجه من خلاله كلمة قدم فيها إعتذاره عن عدم الحضور وقال فيها:”مشوار طويل ومجهود كبير قطعته مع عشاق السينما ،مشوار كأنه طريق جبلى أحيانا يصعد وأحيانا يهبط ،ولكننا إستطعنا أن نقدم للمشاهد السينما بكل سحرها ،وهذا التكريم يشملنى بحالة من الرضا فالشكر واجب لمهرجان الأسكندرية السينمائى الذى شهد بداياتى فى الثمانينات وحتى الآن “.
كما تم تكريم الفنانة إلهام شاهين والتى عبرت عن فرحتها من خلال الكلمة التى ألقتها والتى قالت فيها:”أشعر أننى أعيش حالة من الفخر والإنتصار ،أفخر أننى فنانة مصرية ،وأشكر جمهورى الذى ساندنى حتى إنتصرت على طيور الظلام ،وأهدى الجائزة لروح أمى التى لولاها ماكانت إلهام شاهين ،وبشكل خاص أهديها أيضا لكل إنسان مصرى يحب مصر،كما أهديها لجيش مصر العظيم ،وللشرطة المصرية ،وأخيرا أفخر أن أهدى التكريم لقضاء مصر العادل اللى جاب حقى”.
كما قدم رئيس مهرجان الأسكندرية السينمائى الدولى درع التكريم بإسم الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما إلى اللواء طارق المهدى محافظ الأسكندرية لمجهوداته فى دعم ورعاية المهرجان.
وجاءت الطامة الكبرى التى قضت على ماتبقى من نظام بين أركان قاعة الحفل عندما أعلن الفنان محمد كريم مقدم الحفل قائلا”أدعو كل زملائى الفنانين،وجميع الحضور من الفنانين الأشقاء العرب والضيوف الأجانب المشاركين فى المهرجان وأعضاء إدارة مجلس المهرجان ، للصعود على خشبة المسرح لإلتقاط الصورة التذكارية وهو ماأربك الحضور لكثرة الأعداد وبالتالى أربك المصورين اللذين لم يستطيعوا الإلتزام بالأماكن المخصصة لهم ،وهو ماعجل بنهاية الحفل والإعلان عن إستراحة قصيرة يعرض بعدها فيلم الإفتتاح وهو الفيلم الإيطالى “على دو العيون الزرقاء”.