أقيمت يوم أمس مناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث نادر ألفي ذكري في كلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وكان موضوع المناقشة هو “دراسة الفنون القبطية في مصر المملوكية”.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الأستاذ الدكتور سمية حسن محمد أستاذ الآثار المصرية والقبطية ووكيل كلية السياحة والفنادق لشئون خدمة المجتمع والبيئة السابق – كلية السياحة والفنادق – جامعة حلوان، و الأستاذ الدكتور سامي صبري عميد معهد الدراسات القبطية ورئيس قسم العمارة القبطية والمشرف على قسم الفن القبطي، والأستاذ الدكتور هبة يوسف أستاذ الآثار الإسلامية ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب – كلية السياحة والفنادق – جامعة حلوان.
قال نادر: “الهدف من الرسالة هو إلقاء الضوء على فنون التصوير في العصر المملوكي وتأثيره على الفنون المعاصرة له والمحيطة بمصر، وتقديم دراسة تفصيلية حول مظاهر الفن القبطي في ذلك العصر للباحثين والأثريين والمرشدين السياحيين كما تضمنت الرسالة مقارنة بين الفن القبطي والفن الإسلامي”. وأوضح نادر إلى أن دراسات الفن القبطي في العصر المملوكي نادرة في مقابلة الدراسات التي أقيمت على الفن القبطي في الفترتين الأيوبية والفاطمية السابقتين للفترة المملوكية وكذلك الفترة العثمانية اللاحقة لفترة حكم المماليك.
كما تطرقت الرسالة إلى العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ساعدت على ازدهار الفن القبطي خلال الفترة التي شملتها الدراسة، ولأن معظم تلك القطع في حالة سيئة فقد أوصى نادر بتوثيقها حفاظا على تراث مصر القومي للأجيال قادمة.
ومن بين الملامح الفنية للعصر المملوكي التي أبرزها نادر في دراسته انتشار الأيقونات الثنائية والثلاثية والأيقونات متعددة الموضوعات وهي الأيقونات التي تحكي قصة حياة القديس أو الشهيد منذ مولده وحتى مماته. موجودة كما تطرقت الدراسة إلى الجداريات الموجدة بالكنائس والأديرة والتي تمثلت أغلب موضوعاتها في تلك الفترة في موضوعات وقصص من العهد القديم مثل الثلاث فتية وإبراهيم وأيضا موضوعات من العهد الجديد تمثل السيد المسيح والعذراء مريم وأعياد مختلفة مثل الصعود والبشارة. وأشار نادر إلى أن المخطوطات في ذلك العصر قلت فيها الرسوم الآدمية وزيادة في الرسوم الهندسية والزخارف تأثرا بالفن الإسلامي.
هذا وقد قالت سمية إن اختيار مادة الموضوع جاء تلبية للحاجة لإخراج الدراسات القبطية للنور، فالكثير من القطع الفنية القبطية اندثر والآلاف المخطوطات لم تدرس بعد، واعتبرت إن تلك الدراسة هي خطوة في طريق إبراز أهمية الفن القبطي والدراسات القبطية.
فيما أشار سامي صبري إلى أن الرسالة بُذل فيها مجهود ضخم، وقد قام الباحث نادر فيها بمجهود ضخم في جمع المعلومات والتوثيق. ووصف الدراسة بأنها كتاب موسوعي عظيم.
وأوضحت هبة خلال المناقشة إن المماليك وإن كانوا قد اضطهدوا الأقباط فهم بشكل عام كانوا دمويين فاضطهدوا جميع فئات الشعب، ولم يكن أحد آمنا على نفسه أو أسرته أو محاله. وذلك بسبب أن المماليك قدموا من بلاد باردة وتم أسرهم وإتيانهم إلى بلاد بعيدة فماتت مشاعرهم. كما تطرقت إلى أن احتفالات الأقباط في العصر المملوكي كانت رائعة وتتسم بالفخامة والأبهة، حيث كان المماليك يهتمون بالاحتفالات.