– السفيرة “سبار”: أستمتع بالتجول في شوارع القاهرة القديمة
– التبادل التجارى و الثقافى من أهم أولوياتى
– أحب احتساء القهوة بالفيشاوى ، والتنزه في الزمالك
– هناك إمكانات كبيرة للسوق المصرية بالرغم من التحديات السياسية
عينت مؤخرا السيدة “شارلوتا سبار” Charlotta Sparre ، كسفيرة جديدة للسويد في القاهرة ، وهى تحمل معالم محددة لرؤيتها لعملها بمصر تتمنى أن تنجزها ، خاصة وأن لديها شغف بتاريخ وثقافة منطقة الشرق الأوسط منذ طفولتها . وهذا الحوار يقدم لمحة من رؤية السيدة السفيرة لمهام عملها بالفترة المقبلة بمصر والشرق الأوسط. وكذلك لمحة عن اهتماماتها الخاصة ، وكيف تنوى قضاء وقتها الخاص خلال فترة عملها بمصر .
يذكر لحضرتك أنك قمتى بدارسة كل ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط ، من تاريخ، و سياسة، وثقافة ، و تاريخ الاديان ، كما عملتي بعدد من الدول العربية مثل ليبيا و الاردن ، علاوة على مصر ، فما هو سر انجذابك للشرق الاوسط ؟
– أجابت السفيرة : بدأ اهتمامي بالعالم العربي عندما كانت طفلة. فبعض من أعز أصدقائي نشئوا بشكل جزئي في الشرق الأوسط ، حيث كان والدهم ممثل أحد البنوك السويدية . وكنت اقضى عطلات الصيف في منزلهم ، والذي كان مفعما بالسجاد والفنون و الكتب الشرق أوسطية . كما كان منزلهم ملئ بالقصص و الأصدقاء الرائعين الذين كانوا يزورنهم باستمرار.
وفي وقت لاحق، عند التحاقي بالجامعة ، قررت الانضمام إلى برنامج دراسات الشرق الأوسط. وكان برنامج متعدد التخصصات مع التركيز على منطقة الشرق الأوسط. و كما هو الحال في جميع مجالات الحياة، كلما درست اكثر، كلما زاد انبهاري و اهتمامي بالمنطقة .
و أكثر شئ سحرنى بالشرق هو وجود هذا المزيج بين أوجه التشابه والاختلاف بين هذه المنطقة و خلفيتي الثقافية. فكثير من تاريخنا وثقافتنا هو في الأصل تراث مشترك. و دائما كانت أوروبا والشرق الأوسط تتشابكان في السراء و الضراء . فعلى جانبي البحر المتوسط ، أعتقد أن لدينا الكثير الذي يمكن أن نتعلمه من بعضنا البعض. ولكن هناك أيضا العديد من التحديات التي لا يمكن التغلب عليها الا عن طريق التعاون معا.
كما ان منطقة الشرق الأوسط ، و مصر خاصة ، هى بالنسبة لي كأوروبية مهد للحضارات . فمن الصعب أن لا ننجذب مثل هذه المنطقة الثرية ثقافيا و تاريخيا، ذات الطبيعة الخلابة والمتنوعة. و لكن ما أحبه أكثر هى شعوب هذه المنطقة. فلديهم الدفء الإنساني والكرم، و بريق ملون يبهرني دائما .
لقد كنتى نائب لرئيس البعثة الديبلوماسية لسفارة السويد بالقاهرة بين عامي 1999 و 2003 . الان و بعد عودتك بعد 10 سنوات ، ما التغيرات التى لاحظتيها في مصر و بالمجتمع المصري ؟ هل هناك فرق محسوس بالنسبة لك؟
– أولا أود أن أقول أنه شرف حقيقي بأن تتاح لى الفرصة لكى أعود مجددا الى مكان مثل مصر . فالعودة أعطتني ميزة لكى أقارن و أشاهد التطورات، الجيد منها و السيء، من منظور زمنى.
فمن ناحية لقد عدت الى ” مصر جديدة ” و أنا أدرك كم الاشياء الذى أود ان اتعلمها عن هذه البلد و ألحق بالتطورات هنا. فعلى الصعيد السياسى، كانت السنوات القليلة الماضية متقلبة . فقد كنت اتابع عن قرب بداية هذه المرحلة الانتقالية في مصر و التى كانت تثير لدى الاعجاب احيانا و القلق في احيانا اخرى .
فبعض الأمور تغيرت إلى الأسوأ: مزيد من الزحام، مزيد من التلوث ، و مزيد من القمامة، الى جانب تزايد التحديات الاجتماعية والاقتصادية. لكن بالتأكيد هناك أشياء أخرى تغيرت للأفضل مثل كسر المحظورات ، زيادة المشاركة السياسية و المناقشات ، وهي جميعها عناصر أساسية للتعامل مع التحديات و إيجاد الحلول.
من ناحية اخرى، اعتقد ان مصر هى نفس الدولة التى تركتها ذات الجذور التاريخية و الثقافية الغنية و العميقة. انها نفس البلد التى كنت أتجول بها كمصورة تستمتع بالتجول في شوارع القاهرة القديمة، فالأساس لم يتغير . فان الاحساس بالانتماء و الهوية المصرية ستساعد البلد في المضي قدما عبر سنوات التحول الصعبة. و اتمنى أن تؤدى عملية التحول الى مجتمع مزدهر و ديمقراطي يشمل الجميع .
مع بداية منصبك الجديد كسفيرة للسويد في القاهرة ، ما هي التحديات الرئيسية لمهمتك فى مصر ؟ ما هو تصورك للعلاقات السويدية المصرية في المرحلة المقبلة ؟
– تجيب السفيرة : في أي منصب جديد ، تكون الفترة الأولى هي “فترة تعلم ” لمحاولة الفهم بقدر الإمكان خصوصيات البلد والمجتمع و الشعب. فانا ابدأ هذه الفترة بتواضع شديد. وسأحاول مقابلة أكبر عدد من الأشخاص، من مختلف فئات المجتمع و مختلف المناطق في مصر. هدفي هو الاستماع و التعلم، ولكن أيضا تبادل الخبرات والأفكار.
ولدي اعتقاد قوي أننا جميعا يمكنا أن نتعلم من بعضنا البعض . ففي كل حوار هناك فرصة للحصول على أفكار ملهمة جديدة. خصوصا في هذه الفترة من التغير التى تمر بها مصر، فضلا عن التحديات التنموية الكبيرة. وأعتقد أن الحوارات والتبادل والتعاون ضروريين للغاية. فتجربة السويد خلال القرن الماضي في مجال السياسية المحلية والاجتماعية و الاقتصادية ، و تحولها الى مجتمع ديمقراطى ينعم باقتصاد قوي ، و بإعتبار السويد دولة ذات رفاهية حديثة ، فإنها قد تقدم بعض الخبرات التي يمكن أن تلهم مصر .
لذا فمن أولوياتى بالفترة القادمة ، أن أسعى للبناء على العلاقات الجيدة بالفعل بين البلدين، و أن نبحث سويا كيفية مواصلة الحوار في مختلف المجالات. وسيشمل ذلك العمل المستمر على قضايا الحوكمة ، فضلا عن بذل الجهود لزيادة التبادل التجارى، و السياسى والثقافى .
ماذا عن حياتك الخاصة خلال فترة عملك بمصر ، كيف ستقضين أوقات فراغك في القاهرة ؟ وما هي الأماكن المفضلة لديك ؟
_ أهم ما يجذبنى فى الحياة هو الثقافة، بكافة أشكالها، فأنا أحب الموسيقى، والمسرح، والفنون والتصميم و الأدب و الطعام. لذا سأحاول استكشاف الثراء الثقافي بالقاهرة وباقي مصر للإستمتاع به بقدر المستطاع. ولدى ايضا شغف بالتصوير و الكاميرا ترافقني دائما . وقد أقمت عدد من المعارض الفوتوغرافية في الماضي و أتمنى أن أقيم معارض هنا بمصر أيضا .
فمصر فيها الكثير من الأماكن الرائعة. ومن الاماكن المفضلة لدى المشي في شوارع القاهرة الإسلامية ، ثم الاستراحة فى مسجد ابن طولون أو احتساء القهوة في الفيشاوى ، كما استمتع كثيرا بالتنزه في حى الزمالك و استكشاف العديد من المعارض الفنية و محلات التصميم.
عرفنا أن حضرتك ستشاركين بقمة قمة الاعمال التجارية للشرق الاوسط و شمال افريقيا، و التي ينظمها المجلس التجاري السويدي (بيزنيس سويدن) فى الفترة من 9 الى 10 اكتوبر بدبى ، فما الهدف من هذه المشاركة ؟
– تجيب السفيرة : اننى اتطلع لهذا الاجتماع الهام، الذى سوف يشارك به سفراء و مفوضين تجاريين للسويد فى المنطقة، بالإضافة الى مجتمع الاعمال التجارية المحليين و الاقليميين و ذلك لمناقشة التحديات الاقتصادية و فرص الاستثمار فى منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا.
و سوف اغتنم الفرصة لعرض ظروف السوق الحالية ، و فرص الاعمال التجارية للسويد فى مصر. وأنا على يقين من الامكانات الكبيرة للسوق المصرية بالرغم من التحديات السياسية، و هذا ما سوف اعرضه على الشركات السويدية المشاركة فى القمة”. كما ستقوم وزيرة التجارة السويدية، ايفا بيورلينج، بافتتاح هذا التجمع التفاعلي و الذى سيتناول نقاشات حول الاوضاع السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية فى المنطقة. و يدور موضوع القمة هذا العام حول “المناخ التجارى فى مرحلة ما بعد الربيع العربى”.