فرضت الأحداث الأخيرة نفسها على الساحة المصرية حيث طالت يد الإرهاب الأسود العديد من الأهداف المصرية ومنها الكنيسة الأثرية للسيدة العذراء بقرية دلجا بالمنيا، والتى يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادى،
ويقدم “وطنى نت” لقرائه تقريرا عن الكنيسة كأثر لا نعلم بعد هل تتمكن مصر من استعادته أم أنه فقد للأبد، مع محاولة للكشف عن الدمار الذى لحق بالدي أثناء الهجوم الوحشى على الأقباط فى دلجا، بعد فض اعتصامي نهضة ورابعة أغسطس الماضي.
تعرضت دلجا لكثير من الاعتدات وخصوصا على كنائسها وأديرتها بل ولم يسلم أهلها من الأقباط من الهجمات البربرية واعمال البلطجة فبعد عزل الرئيس مرسي تعالت اصوات أنصاره منددة بما أسموه الانقلاب على الشرعية وأخذوا فى تكوين مجموعات مسلحة ومسيرات تطوف يوميا شوارع قرية دلجا.
وجاء يوم الرابع عشر من أغسطس 2013 والذى تم فيه فض اعتصام رابعة والنهضة لتنقلب الامور فى القرية فوق رأس المسيحيين، وكأنهم هم المطلوب منهم أن يدفعوا فاتورة الاحداث الجارية واخذ الغوغاء من انصار المعزول فى الهجوم على منازل ومحلات وممتلكات الاقباط بل تعدى الامر إلى أن هاجموا الكنائس وتم تهجير أكثر من 45 أسرة قبطية من دلجا وحرق اكثر من 35 منزلا للأقباط.
وكان لوطنى حوارا مع الأب آبرام طنيسة كاهن كنيسة السيدة العذراء بدلجا حيث قال :”لم تسلم كنيسة السيدة العذراء الاثرية وكنيسة الانبا ابرآم وكنيسة مارجرجس من يد الارهاب الجبان لتحرق وتنهب وتدمر كل شى وقعت عليه أعينهم حتى امتد الأمر إلى سرقة الابواب والشبابيك والمقاعد والمراوح أجهزة التكييف والكمبيوتر ومحتويات المبانى الملحقة بالكنيسة مثل فصول الحضانة ومدارس الاحد والكانتين والمكتبات وقد كان مجمع الكنائس هذا ممتدا على مساحة تقدر باكثر من 800متر وتصل حجم المساحة المحيطة به إلى فدان مقام عليها 7مبانى كل مبنى مكون من طابقين يشمل كل طابق منها على مجموعة من الحجرات التى لم تسلم ايضا محتوياتها من السرقة والنهب قبل اشعال النار بها وكان من بينها14غرفة معدة ومجهزة بالكامل للخلوة وصالة كبيرة للاجتماعات ومكتبة ومعمل للكمبيوتر”.
وتابع :” وعن المعتدين على الكنيسة فيقدر عددهم بمايقرب من ثلاثة إلى أربعة آلاف قام بعضهم بالقفز على اسوار الدير والتسلل للداخل، والبعض الاخر قام بنزع الباب الرئيسى للدير وسرقته بعد تحميلة على عربة ثم اندفعت مجموعات اخري الى داخل الدير وتم اشعال النيران فى المبنى بطريقة غريبة جدا وهى اشعال النيران من اعلى المباني الى اسفلها لتأتى النيران على كل مافى المبنى حتى الحوائط اصبحت آيلة للسقوط ولم ينسوا أن ن يخلعوا اخشاب الارضيات ليتركو المبانى خير شاهد على عظيم جرم انصار المعزول وامتدت يد الارهاب إلى طافوس اثرى بالدير(وهو مقبرة يتم دفن الرهبان والكهنة والاساقفة المقيمين بالدير بعد نياحتهم فيها) معتقدين أن به اثار أو ذهب اوكنوز اخرى يمكن الاستيلاء عليها وعندما لم يجدو فية غير العظام قاموا بالعبث بها بل وتكسيرها وسحقها واللعب بها بالارجل مستهزئين باصحابها كذلك قاموا بانتزاع ارضية المذبح والحفر اسفله اعتقادا منهم بوجود ذهب اواثار تخص الاقباط فى العصور السابقة وهو مالم يجدوه فقاموا بتكسير رخام المذبح وبعد تكسير وحرق كل ماطالتة ايديهم فى الكنائس اعتدوعلي منازل ومحلات المسيحيين”.
ومن المعروف أنه لم يقتصر الحال عند هذا الحد كما اوضح ابونا ابرام بل اخذوا فى الاعتداء على كل من هو مسيحى فى القرية وفرضوا عليهم الاقامة الجبرية وفى حالة خروج احد من منزله يتم التعامل معه بالضرب والخطف من قبل الخارجون على القانون الذين يطالبون الأهالى بدفع الجزية ويفرضون إتاوات على المواطنين بحجة حمايتهم وحماية ممتالكتهم كذلك منعو التجار من فتح محلاتهم او ماتبقى منها الامر الذى اكد على عدم وجود اى صورة للامن فى القرية وعدم سيطرة الحكومة فى تلك الفترة على الموقف مما اعطى الفرصة لللارهابيين لفعل مايشائون لتتفشى بذلك ظاهرة البلطجة والارهاب ولم تقتصرعمليات النهب والسلب والاعتداء والحرق والتشوية على دير السيدة العذراء فقط بل شملت كنائس اخرى للكاثوليك والانجيليين.
وفى يوم السادس عشر من سبتمبر نجح الجيش وعناصر من الداخلية من دخول القرية وقامت بالانتشار على مداخل ومخارج القرية لمنع خروج او دخول اي فرد وذلك لاحكام السيطرة على الاوضاع وتم القبض علي عدد كبير من البلطجية والارهابيين من انصار المعزول من كانوا متورطين فى الاعتداءات على الكنائس والمسيحيين فى دلجا ومازالت حتى الان تقوم بعض العناصر بمسيرات مؤيدة لحكم الرئيس المعزول وتندد بما يزعمون أنه انقلاب حسب زعمهم وتآيد للشرعية وحاولت هذة المسيرات الدخول اكثر من مرة مع قوات الجيش فتم التعامل معهم بالغاز المسيل للدموع لتفريقهم وقد عاد بالفعل بعض المتضررين من الاسر المسيحية الى منازلهم حتى يقومو باجراء عمليات اصلاح وتجديد للمنازل المضارة وازالة اثار الحريق والعيش فيها مجددا وهو مايستلزم معة انفاق مصاريف كثيرة لايتحملها معظمهم لانهم اسر فقيرة جدا ويوجد ايضا اسر حتى الان متخوفة من الرجوع للقرية خوفا من تجدد واشتعال الاحداث مرة اخري ونعلم ايضا بان بعض الاسر غادرت القرية بعد غلق منازلها وفضلوا العيش فى قرى اخرى بعيدة عن قرية دلجا والبعض الاخر فضل الانتقال الى محافظات اخرى بالصعيد او النزوح الى القاهرة العاصمة الكبيرة التى تمكن لهم ان يزوبو بين سكانها ذو التعداد الكبير وان يكونو امنين علي اولادهم وعلى الرغم من التواجد الامني المكثف حاليا بالقرية إلا أن الاقباط الموجدين بها لايزالون يشعرون بقلق شديد بسبب التهديدات المباشرة والغير مباشرة ولاسيما محاولة الاغتيال التى تعرض لها الانبا مكاريوس اسقف المنيا باطلاق النيران عليه فى احدى قرى المنيا واصبح معظمهم حبيس المنازل لايغادرها.
ويقول الأب سلوانس لطفى كاهن الكنيسة ايضا زار الكنيسة وفد من الازهر الشريف للوقوف على مدى فداحة الخراب الذى لحق بالكنيسة وقامت لجنة من القوات المسلحة بمعاينة مكان الاحداث والوقوف علي مدى الخسائر والدمار الذى حدث وعمل مقايسة وخطة لاجراء عمليات بناء وترميم واصلاح سريع لتلك المبانى من كنائس وملحقاتها كما وعد بذلك الفريق اول عبد الفتاح السيسى.
ويضيف ابونا ابرام عن موقع الدير ومحتوياته الاثرية فيقول :” يقع الدير في قرية من أكبر قرى محافظة المنيا و هي قرية دلجا بمركز ديرمواس علي بعد 20 كم غرب مدينة ديرمواس ، في وسط القرية تقريباً و يفصله عن الصحراوي الغربي مسافة تقدر بنحو 7 كم غربا ويتكون الديرقبل الاعتداء عليه من:
سور الدير
الدير من الخارج
كنيسة السيدة العذراء الأثرية:
كنيسة السيدة العذراء هي الكنيسة الأثرية و تحمل أسم السيدة العذراء و تقع تحت الأرض بها ثلاثة هياكل و أربعة مذابح ، الهيكل الأوسط ويحوي مذبح واحد يحمل أسم السيدة العذراء ، الهيكل القبلي و يحوي مذبح واحد يحمل أسم القديس تكلا هيمانوت الحبشي ، والهيكل البحري و يحوي مذبحين الأول يحمل أسم الملاك ميخائيل و الآخر يحمل أسم الملاك غبريال و بالكنيسة الأثرية من الناحية الغربية الشمالية توجد معمودية أثرية بالحائط و هي التي نال فيها الأنبا أبرام أسقف الفيوم و الجيزة و شفيع الإيبارشية سر المعمودية المقدسة. وبالكنيسة أيضاً منجلية أثرية ذات فتيل قلاووظ و أعمدة أثرية مغروسة في الحائط و بعض المخطوطات الأثرية التي نقلت إلي مكتبة المطرانية بديرمواس يرجع تاريخها إلي القرن الرابع الميلادي و تحديداً في عام 400م هي الوحيدة الباقية من حوالي 24 كنيسة أثرية أخرى كانت علي نفس الطراز و التي اختفت أيام الاضطهاد الروماني و دخول العرب. و عند النزول من السلم تجد أمامك عمودين أثريين و باباً حديداً كان باب لمقبرة للكهنة الذين خدموا بالكنيسة ولكن تم أخلائها من الأجساد وكان يوجد سرداب أثري سري في الدير يقود إلي باقي ال23 كنيسة المختفية و أنشئ هذا السرداب للربط بين الكنائس في فترات الاضطهاد و الهرب عند الإغارة علي الكنائس من قبل المضطهدين و يقال أيضاً أن الجدود دخلوا هذا السرداب و ساروا فيه.
الكنيسة الاثرية من الخارج
رسوم قبطية تمثل غزالتين و قربانه ترجع إلي القرن الرابع
كنيسة السيدة العذراء الاثرية قبل تخريبها
كنيسة السيدة العذراء الاثرية بعد تخريبها وحرقها
كنيسة السيدة العذراء الاثرية بعد تخريبها وحرقها
احد القباب قبل الهدم
القباب وقد تهدمت
الكنيسة بعد اسقاط سقفها
كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس :
فقد تم أنشاؤها لتخفيف الضغط علي كنيسة السيدة العذراء مريم و هي عمرها أكثر من 100 عام ولذلك تعتبر أثر و قد تم الاعتداء عليها و تهشمت أجزاء منها و هدمت بعض قبابها وتقع علي الجنوب من كنيسة السيدة العذراء مبنية من الطوب اللبن و بها مذبح واحد يحمل أسم الشهيد العظيم مارجرجس و هي علي الطراز القديم الخالية تماماًِ من الكنب و تسع لنحو 100 فرد.
كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس
كنيسة مارجرجس بعد حرقها
كنيسة الأنبا أبرام:
توجد في مدخل الدير و بها هيكل واحد ويحوي مذبح واحد يحمل أسم الأنبا أبرام أسقف الفيوم و الجيزة و شفيع الإيبارشية و بالكنيسة أيضاً سلم يقود إلي الدور الثاني و هو عبارة عن شرفة للمصليين لحضور القداسات و هي اكبر كنيسة بالدير مساحتها الفعلية تقدر بنحو 500 فرد.
كنيسة الانبا ابرام
كنيسة الانبا ابرام قبل الحرق
كنيسة الانبا ابرام من الداخل واثار الحريق واضح
الشرقية بكنيسة الاتبا ابرام
كنيسة الانبا ابرام
ابونا ابرام امام الشرقية بكنيسة الانبا ابرام
الصور و الأيقونات :
كان بكنيسة السيدة العذراء الأثرية مقصورتان أثريتان بهما أيقونات من رسم انسطاس الرومي ، الأولي من الجهة القبلية و هي تمثل والدة الإله تحمل السيد المسيح ، و الثانية من الناحية البحرية و هي تمثل والشهيد العظيم مارجرجس الروماني كما يوجد بالكنيسة العديد من الصور الأثرية الأخرى .
أنسطاسى الرومى هو رسام أيقونات من طائفة الأروام عاش فى القرن التاسع عشر الميلادى، جاء من أورشليم (القدس) وعاش فى مصر ورسم صور كثيرة فى كنائس قبطية عديدة وكان يضع توقيعه على الصور باسم أسطاسى أو أسطاسيوس، وله أيقونات فى الدير المحرق- الدمشيرية- كنيسة العذراء بدير السريان- العذراء بالمعادى.
الايقونات بعد حرقها
حامل الأيقونات الأثري :
كانت تتميز كنيسة السيدة العذراء الأثرية بوجود حامل أيقونات من الطراز الأثري إلا أنه كان سيحتاج إلي عملية ترميم سريعة نظراً لتهالك حالته . و تتزين الكنيسة بمجموعة من الأعمدة الرومانية الطراز ذات التيجان و هي تفصل حوائط الكنيسة و تربطها بعضها ببعض و أشهرهم العمود الباكي و ترجع هذه التسمية إلي أن هذا العمود ينضح زيت وينزل الزيت مثل الدموع كل عام في وقت الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة و كذلك يوجد بمدخل الكنيسة حجر أثري منقوش علية رسوم قبطية تمثل غزالتين و قربانه ترجع إلي القرن الرابع.
العمود الباكى قبل الحرق
العمود الذى ينضح زيت ( يبكي ) كل عام
ملحقات حديثة الدير:
كانت توجد قاعة للمناسبات ومسرح مفتوح كان سيتم تجهيزه علي أحدث طراز ، و أيضاً مقر للأسقف من الجهة القبلية للدير و أيضاً تم بناء مبنى مكون من طابقين يستخدم كمبنى للاجتماعات والأنشطة و كذلك تم بناء بيت للخلوة من الجهة الشرقية للدير وأيضاً تم بناء سور للدير وللدير منارة واحدة صغيرة و يوجد بالدير أيضاً ملعب كبير لكرة القدم يستخدم في المهرجان الصيفي و في الدورات التي تنظمها الإيبارشية.
مبنى الخلوة