أعلن وديع حنا المستشار بوزارة العدل ورئيس لجنة التدريب والإعلام باللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الفساد أنه تم الاتفاق بين وزارة الأوقاف والكنيسة على توحيد خطبة الجمعة فى المساجد والعظات فى الكنائس المصرية فى الجمعة الأخيرة من كل شهر، وسيخصص هذا الخطاب الدينى الموحد لكشف ومكافحة الفساد، وبيان نهى الأديان عنه، وتحريم الرشاوى أى كان سببها.
الواقع أنه يجب أن يكون هناك إتفاق بين المسجد والكنيسة على الموضوعات الملحة والمشاكل التى تتعرض لها مصر وضرورة علاجها بالخطاب الدينى المناسب فى المسجد والكنيسة؛ لأن شعب مصر نسيج واحد، وله عادات وتقاليد واحدة ومن هنا يجب أن يكون الخطاب الدينى واحد، وبخاصة أن فلسفة الأديان واحدة، وكلها تدعو إلى الايمان بالله الواحد والصلاة والصوم وعمل الخير من الزكاة وإيواء الغريب وزيارة المريض والمسجون والعطف على اليتامى والأخذ بيد الأرامل وعمل الخير بكل صوره، هذه فلسفة الأديان بعامة وهدفها سعادة الانسان وصحته الجسمية والنفسية.
وهذا الاتفاق بين المسجد والكنيسة لهو انجاز كبير ومهم لثورة الثلاثين من يونيو2013 التى أعادت مصر إلى شعبها وأعادت المصريين إلى أحضان بلادهم.
وهذا الخطاب الدينى الموحد سيكون له نتائج إيجابية ملموسة على صعيد المجتمع كله.
لعلنا نذكر هنا قداسة البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث، فقد إقترح يوما أمام الرئيس الأسبق أنور السادات أن تحاول وزارة التربية والتعليم تأليف وإعداد كتاب يقدم أهم المفاهيم والأخلاق والتعاليم المشتركة فى الدين الإسلامى والمسيحى، يشترك فى تأليفه لفيف من كبار رجال الدين معا، حتى يتعرف التلاميذ على أهم المفاهيم فى الأديان وفلسفة الأديان الواحدة، ثم يتعلمون احتراما عقائد الآخر وشخصيته، واحترام الأديان كلها، وهكذا يتعلم تلاميذنا الحب وعدم التعصب منذ نعومة أطفارهم، ونال إقتراح البابا شنودة الثالث إعجابا كبيرا من معظم المهتمين بالتربية والتعليم ورجال الدين المستنيرين، لكنه كأى إقتراح عظيم فى مصر ذهب مع الريح بعد ذلك.
من هنا فنخن نرجو تطبيق هذا الاقتراح الجديد فى توحيد الخطاب الدينى على الأقل فى الجمعة الأخيرة من كل شهر فى البداية لما له من هدف نبيل يوضح أهمية تعاليم الأديان المشتركة وبحثها عن سلام وسعادة ورفاهية الإنسان.
الحقيقة أن وزارة الأوقاف مع الأزهر الشريف يقومان بنشاط ملحوظ ودعوات رعوية دينية مفيدة لنشر تعاليم الإسلام السمح والوسطية الإسلامية المستنيرة التى تحترم الإنسان مهما كان وفى أى مكان ومع اختلاف الأديان تحقيقا لتعاليم الدين الحنيف.
من القرارات الجديدة فى تنظيم الخطاب الدينى والتى اتخذتها وزارة الأوقاف قرار تحديد زمن خطبة الجمعة ب15 دقيقة، وكأى قرار وجد هذا القرار من يشجعه ومن يخالفه، لكن القرار فى حد ذاته قرارا مفيدا مريحا يهدف إلى تقنين الخطاب الدينى، والمعروف أن خير الكلام ما قل ودل، وأن الكلام الكثير يحتمل الخطأ بل وقد يتوه المتلقى من كثرة الكلام، لذا فكاتب هذه السطور يعتقد أن مدة 15 دقيقة كافية جدا لخطبة الجمعة، بل ويتمنى أيضا أن تكون العظة فى الكنائس المختلفة 15 دقيقة أيضا، والمعروف أن الخطيب أو الواعظ المتمكن المثقف الواثق من نفسه يستطيع فى هذه الدقائق توصيل رسالته كاملة واضحة.
وأذكر أن فى الجامعة كانت مدة المحاضرة 45 دقيقة وكان بعض الأساتذة الكبار فى جامعة القاهرة يدخل قاعة المحاضرة ويلقى علينا محاضرة كاملة مفهومة واضحة فى مدة 15 دقائق فقط، المهم ليس وقت الخطبة أوالعظة، المهم ماذا يقول المتحدث وكيف يوصل كلامه إلى العقل والقلب.