وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعي لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه لوا:76
إذ نحتفل اليوم مع كنيستنا الأرثوذكسية بهذه البشارة نجد أنفسنا أمام أسرة صغيرة في تعدادها لكنها كبيرة وعظيمة في أحداثها, ولأنها كانت أسرة بارة أمام الرب لو1:6 استحقت أن يكون ضيف الشرف الملاك جبرائيل وهو الثاني في رؤساء الملائكة.. أبونا زكريا الكاهن رأي بعين النبوة ماذا سيحدث بعد أجيال كثيرة فهتف قائلا … خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا.. أن يعطينا أننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا لو1:71-75.
أليس هذا تأكيدا للوعود الصادقة .. وها أنا معكم كل الأيام وإلي أنقضاء الدهر مت28:20, .. علي هذه الصخرة ابن كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها مت16:18
وأنا في اعتقادي أن فترة صمته تسعة شهور كما أعلن له الملاك كانت ذاخرة بالتأملات والنبوات التي احتوتها هذه الأنشودة الذهبية كما ذكرها لنا معلمنا لوقا الإنجيلي في بشارته. أما أنت يا أمنا القديسة البارة أليصابات كم كان حرمانك من الإنجاب سببا في مرارة قلبك أمام المجتمع وعلي الأخص في وقت كان يظن فيه أن هذا عقوبة من الله, حتي صغرت نفسك في عينيك إلي حد أن اعتبرت هذا نوعا من العار!! ولكن الله الذي ليس شئ غير ممكن لديه لو1:37 الله الذي علمنا شجعوا ضعار النفوس كيف لا يداوي صغر نفسك وكيف لا ينظر إلي دموعك ومسكنتك!! لقد أصبحت من أروع الأمثلة في ذلك حتي هتفت بكل الفرح هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي لينزع عاري بين الناس لو1:25.
ومن ثمارهم تعرفونهم فقد كان يوحنا المعمدان ثمرة هذين البارين. إن سيرته أكبر من أن تتسع لها هذه السطور الباقية, فإلي اللقاء عزيزي القارئ في صورة قبطية تالية خاصة بهذا القديس العظيم.
أيقونة أثرية تؤرخ بـ.ق 18 من كنيسة الشهيد مارمينا بفم الخليج.