بحيرة البرلس بمحافظة كفرالشيخ رغم الحكومات المتتالية فالمشاكل متراكمة والقرارات مجرد حبر على ورق والوعود تتبخر مع سطوع الشمس وهى محمية طبيعية بقراررئيس الوزراء من عشر سنوات ولكنها محمية تلفظ انفاسها الاخيرة فى ظل صمت المسئولين وسطو الصيادين بالصيد المخالف
صراعات شرسة وإهمال جسيم وفساد مستشري وتلوث يُطل برأسه فى كل الجوانب.. عوامل اتفقت فيما بينها على اغتيال بحيرة البرلس أحد أهم البحيرات المصرية قاطبة, حيث يعانى الصيادون من مشكلات التعدي على مياه الصيدالحر وذلك بسبب تأجير مياه البحيرات وتحكم الإقطاع المائي في الموارد فضلاً عن تعسف شرطة المسطحات المائية وإهانتهم ومصادرة مراكبهم وعدم تطهير البحيرة وسرقة زريعة الأسماك من المورد الطبيعي
فهل تجد من يعيداليها الحياة ليعم خيرها من جديد
يقول عبد ربه الجزايرلى أمين صندوق الجمعية التعاونية للصيادين ببرج البرلس: إن الحيتان “تجار الأراضى” يحاولون بشتى الطرق تأجيرالساحل الشمالى لعمل مزارع سمكية ومحاولة أخرى فى منطقة (الناقعة) وقد تم عمل عقدين بمساحة 220 فدانًا وعندما تم تحرير هذه العقود قام جميع الصيادين بالتظلم إلى الجمعية التعاونية لصيادى الأسماك وتم إرسال برقيات إلى رئيس الوزراء ومحافظ كفر الشيخ فى ذلك الوقت وإلى جميع الجهات المعنية لكن دون جدوى ..
ويضيف: أن هذا التأجير جعل من يؤجر خمسة أفدنة يستولى على ضعفها وأنالمنطقة الشرقية تبدأ من قسم شرطة مسطحات بلطيم وحتى غرب (الشخلوبة) كلها حوش وسدود ويطلق عليها مزارع سمكية أدت إلى استقطاع مساحة منالبحيرة يهدد الصيادين الذين ترك بعضهم مهنة الصيد بالفعل ..
وما يزيد الطين بلة كما يقول محمد عبد المنعم البهوتى أن الذريعة المكون الأساسى للثروة السمكية والتىتعيد للمخزون السمكى توازنه تم اصطيادها من قبل كبار الصيادين, ويقول عبدالمنجد عبد الرحيم الشبة من محطة البحوث المائية ببلطيم : إن ما يحدث للذريعة جريمة ترتكب فى حق صغارالصيادين الضعفاء الذين لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا أمام المافيا وهم معروفون للجميع ولدى الجهات الرقابية لكن بدون حساب لدرجة أن هذه الجريمة أصبح لها سوق تجارية حيث يلتقى التجار والصيادون لبيع وشراء الذريعة بأسعار خيالية ..
ويؤكد أن هناك جريمة أخرىأكثر خطورة وهى قيام الصيادين المخالفين بصيد تقاوى السمك (الأسماك الصغيرة) بكميات كبيرة حيث يتم تجفيفها فى الشمس وبيعها لأصحابالمزارع السمكية كعلف للأسماك
ومن جانبه دعا مركز الأرض لحقوق الإنسان ..
إلى منع طرق الصيد المخالفة للقانون مع التشديد على توقف عمليات الصيد فى فترات التوالد ونمو الزريعة, والإيقاف الفورى لعمليات تجفيف البحيرات وسرقة الزريعة ومعاقبة موظفى الهيئة المتواطئين عن تطبيق القانون, وضرورة العمل على سرعة إزالة أسباب تلوث المصايد لما لها من تأثيرسلبى على المخزون السمكى ذاتهأو على البيئة التى يعيش فيها الأسماك ووقف كل وسائل إنتاج الأسماك المخالفة للقانون وتشديد الرقابة والتطبيقالصارم لقانون البيئة ..واثبتت الدراسات التى أجرتها كلية الزراعة جامعة الإسكندرية عام 1980م(فى إطار مشروع لقياس مستوىالتلوث فى بحيرة البرلس) احتواء البحيرة على بقايا 15 مبيدًا كلورنيًا منها سادس كلور البنزين والدى دى تى وهبتاكلور , والألدرين , والديلدرين وذلك فى الماء أو فى القاع وتصل هذه المبيدات إلى البحيرة عن طريق المصارف التى تصب فى هذه البحيرة حيث تحملالمصارف بقايا هذه المبيدات بعد تطبيقها ورشها فى الأراضى الزراعية..
ويقول الصيادون: إن حرفةالصيد لم تعد مجزية لأن الصياد أصبح يقاسى البرد والمطر ويتعرض للأمراض من مياه البحيرة بدون عائد، فدخل الصياد فىالماضى كان يتراوح ما بين 20 إلى 30 جنيهًا والآن أصبح بلا دخل حقيقى ..
وأشاروا إلى أن الأهالىيقومون بإلقاء المخلفات الأولية فى البحيرة حيث لا يوجد شبكة للصرف الصحى للمنطقة بالإضافة إلى القمامة وأنواع كثيرةمن المخلفات الأخرى مما يتسبب فى تلوث البحيرة ويزيد من تدهور حالتها ..
وفى هذا الصدد يقول الدكتور عبد العزيز محمد رشاد على الباحث بالمعهد القومى لعلوم البحار بالإسكندرية ومحطة البحوث المائية ببلطيم :بحيرة البرلس فيها مصارف تحمل العديد من الملوثات منها ما يتعلق بالجانب الكيماوى ومنها ما يتعلق بالجانب العضوى , وتتمثل فى مصرف شرق البرلس وهو أقل المصارف تلوثًا وأقلها صرفًا للمياه محطة تيرة, والسمراء,والإصلاح, ومصرف الهاويس ..
وأضاف أن الدراسات التى أجريت أثبتت احتواء مياه البحيرة على العناصر الثقيلة وفى مقدمتها الرصاص والكاديوم والنحاس والزئبق وأضاف أن معدنالرصاص مصدره الرئيسى هو استخدام اللانشات فى الصيد تحت مسمى (نقل الصيادبمعدات الصيد) ثم تستخدم فيها الصيدالممنوع مثل لانشات (اللقافة) حيث تصب العادم الناتج من استخدام الوقود فى البحيرة أضف إلى ذلك تغيير زيوت المحركات وإلقائها فى البحيرة يؤثر على الصحة العامة وتؤدى إلى أمراض خطيرة مثل الفشل الكلوى وفيرس سى وتدمير الخلايا العصبية وتدمير خلايا الكلى ..
فى نفس السياق قال الدكتور أشرف السيد الحمضى أستاذ الكيمياء وسُمية المبيدات بكلية الزراعة بكفر الشيخ فى إطار (مشروع لقياس مستوى التلوث فى بحيرة البرلس حيث أثبتت الدراسة احتواء البحيرة على بقايا (15) مبيدًا كلورنيًا منها سادس كلوريد البنزين ونظائر الدى دى تى وهبتاكلور والألدرين وخلافه وذلك فى الماء والقاع وتصل هذه المبيدات إلى البحيرة عنطريق المصارف حيث تحملبقايا هذه المبيدات بعد تطبيقها ورشها فى الأرض الزراعية ..
وأشار الحمضى إلى أن البحيرات المصرية دائمًا مصدرًا رئيسيًا للإنتاج السمكى حيث كانت كمية الأسماك المصطادة منها تمثل 60% من الإنتاج السمكىللبلاد وتغطى الأسواق فى جميع البلاد والقرى المصرية وبأسعار رخيصة ولكنأصبح هذا المصدر السمكى يتضاءلباستمرار مع مرور الزمن بسبب تلوث هذه البحيرات وأيضًا بسبب تجفيف أجزاء كبيرة منها لتحويلها إلى أرض زراعيةبل لبناء المبانى عليها وهذه البحيرات هى مسطحات مائية خملة وشاسعة تقع فى شمال الدلتا المصرية والبحيرات