احتلت محافظة المنيا المرتبة الأولى فى حصاد حرب الكراهية التى ظهرت فى أبشع صورة من الإخوان المسلمين يوم 14 اغسطس الأسود. وكان مركز المنيا أولى المراكز التى حرق فيها كنائس “الأنبا موسى الأسود” – بمنطقة أبو هلال وكنيسة “الأمير تادرس” والكنيسة الإنجيلية -بجاد السيد وتم الإعتداء على كنيسة “مارمينا” فضلا عن المدارس والملاجئ . وفيما يلى تقرير شامل لخسائر المنيا..
5- ملوى:
بدأت الأحداث في ملوي عقب فض إعتصامي رابعة والنهضة بإستهداف مجمع المحاكم ومتحف ملوي الآثرى بعد اشتباكات ضارية بين مسلحين وقسم شرطة ملوي، وبالطبع لم ينسى المتطرفون الهجوم على كنائس وممتلكات الأقباط ، فحرقوا ودمروا الكنيسة الإنجيلية لدرجة أن سقفها إنهار وأيضا نهب حرق أجزاء من كنيسة “العائلة المقدسة” الكاثوليكية وحرق مدرسة الراعي الصالح التابعة لها، بالإضافة إلى قذف مطرانية ملوي للأقباط الكاثوليك بالملوتوف وكنيسة “العذراء” بالصاغة ، وكنيسة المثال الإنجيلية فضلا عن عدد من منازل ومتاجر وسيارات يملكها أقباط.
كنيسة “العائلة المقدسة” للكاثوليك:
نالت كنيسة العائلة المقدسة للكاثوليك المجاورة للكنيسة الإنجيلية وكذا مدرسة الراعي الصالح نصيب من الحرق والنهب.. إلتقينا القس “ملاك” – راعى الكنيسة لرصد الخسائر، وقال القس: “إن الأوضاع منذ فض الاعتصام كانت تنذر بخطر استهداف الكنائس، وأثناء تواجدنا بالكنيسة يوم الجمعة 16 أغسطس خرجت مظاهرات بالمدينة، أعقبها سماع دوى إطلاق الأعيرة النارية الناتجة عن اشتباكات بين الشرطة وأنصار مرسى أمام مركز الشرطة فى محاولة لاقتحامه.”
وأضاف أنهم تحولوا إلى ممتلكات الأقباط والكنائس، “وبدأ حرق الكنيسة الإنجيلية وسمعنا أصوات بالشارع بتقول “فى كنيسة اهى” وبعد فشلهم في الدخول من الباب الرئيسي اقتحموا الكنيسة من بوابة مدرسة الراعي الصالح المجاورة للكنيسة من خلال ساحتهما المشتركة معا.”
وأكد أنه مع بداية النهب والحرق انقسموا إلى مجموعتين، الأولى اتجهت للكنيسة والثانية للمدرسة، فتحركنا إلى السكن الخاص، وسرعان ما تبعونا لإقتحامه، فهربنا إلى منزل مجاور للكنيسة مع بدء نهبهم السكن ثم حرقوا كل ما فيه من أثاث ومكاتب. وأوضع القس أن الهجوم كان عن طريق مجموعات منظمة ومجهزة مشيرا إلى وجود آخرين يقفون أمام الكنيسة لتأمين من يقوم بالحرق في الداخل.
وأضاف “إن حجم الخسائر فى السكن الخاص والمدرسة والكنيسة كان مفاجأة، صحيح أن أبناء الكنيسة نجحوا فى السيطرة على النيران قبل انتشارها، ولكن النيران إلتهمت السكن الخاص وأجزاء كبيرة من مدرسة الراعي الصالح ومبنى الخدمات التابع للكنيسة” وألقى القس “ملاك” الضوء على هتافهم بصوت المنتصر بعد قطعهم رأس تماثيل – ليس تكسير التمثال ..قطع الرأس فقط – السيدة العذراء والسيد المسيح.
وقال: “إننا فى حالة ذهول ونسأل لماذا يتحمل الأقباط الهجمات الإرهابية فى أى صراع سياسى يحدث؟ فتحرق كنائسهم وممتلكاتهم رغم تسامحهم التام مع الجميع، لذا صممنا على الصلاة بالكنيسة المحترقة، ولكن فى النهاية المسيحيون يحبون الوطن ويرفعون مصلحتة فوق كل شيء بما فيها الكنائس المحترقة.”
تجولنا بالكنيسة والمدرسة وسكن الراعي لنرصد حجم الإرهاب والكراهية فى تدمير الممتلكات وإلتقينا بمديرة المدرسة التى كانت فى حالة حسرة وهى تقول “ماذا أقول على هذا الدمار ونحن نقترب من العام الدراسي الجديد ولا نعرف أين يذهب الطلاب بعد حرق المدرسة”.. واكتفت بهذا وهى تنظر إلى قاعات الدراسة التى أحرقت.
وهنا تدخل “هاني فايز” – خادم بالكنيسة وقال: “السيسى رسم الخريطة لعمار مصر والإخوان رسموا الخريطة لدمار مصر، والهجوم كان شديد ومعهم مواد شديدة الاشتعال أدت لإنفجار الرخام وكانوا يضعون هذه المواد مع زجاجات الملوتوف قبل التفجير ولكن نحن نصر ونؤكد إن كل شيء فداء لمصر والأهم أن لا يسقط الإرهاب بلادنا كما قال البابا (كنائس مصر قدمت قربانا لمصر) .”
الكنيسة الانجيلية:
توجهنا إلى مقر الكنيسة الإنجيلية حيث إنهار سقفها تماما ومنارتين وأيضا حرق الجناة مبنى الخدمات وقاعة للمناسبات، فضلا عن إنهيار المكتبة والكانتين، وأصر الشعب على الصلاة في خيمة نصبت بعد حرق كنيستهم.
روى لنا الدكتور “ناجى حلمي” شيخ الكنيسة الإنجيلية وقائع الأحداث “بدأت بإطلاق مجموعة مسلحة النار أثناء ركوبهم سيارة يوم الجمعة 16 أغسطس، بعدها اقتحموا عمارة يمكلها “رامي رفيق” المحامى بجوار الكنيسة وإحراقها، ثم توجهوا للكنيسة يحملون اسطوانات غاز واقتحموا البوابة وبساحة الكنيسة كانت سيارة لأحد الأقباط فجروها وبدأت عملية نهب الكنيسة ومبنى الخدمات وبعد عملية النهب قاموا بتفجير اسطوانات الغاز داخل الكنيسة مما أدى لإنهيار سقف الكنيسة والمنارتين وبعدها إحرقوا دار الضيافة والمكتبة والكانتين وأشعلوا النيران فى الكتب المقدسة.
وأضاف أن الأشخاص الذين هاجموا الكنيسة معروفين لكن شهود العيان المسلمين يخشون الإبلاغ خوفا من بطشهم، مشيرا إلى أن بعض المساجد لعبت دورا فى عملية التحريض بعد فض اعتصام رابعة والنهضة رغم أن الكنيسة كان لها دورا فى الدعوة لبيت العائلة ولها علاقات طيبه بشيوخ الأوقاف.
وتابع أن الآثار النفسية الناتجة عن الأحداث سيئة جدا لأنهم لم يرحموا الأطفال والأرامل- فاقتحموا منزل أرملة ونهبوا محتوياته، ولم يكن هناك طريق للهروب لها سوى القفز من الدور الثاني ومعها بناتها ولم تجد من يرحم صريخها مشددا على الأسرة مازالت تحتاج لعلاج نفسي طويل.
واستمر الدكتور ناجى فى الحديث قائلا “نصبنا خيمة بجوار الكنيسة المنهارة للصلاة ورغم ما حدث لانطلب لهم سوى الغفران وحماية مصر. وبالنسبة للخسائر فهي تقدر بـ مليوني ونصف المليون، بجانب قيمة الكنيسة الآثرية فتاريخ بناءها يرجع إلى 1870، مشددا أنها تحتاج لإحلال وتجديد فالجدران مستمرة في الإنهيار حتى الآن، وننتظر تقرير لجنة الجيش التى قامت بمعاينة الكنيسة.
وأوضح أن الأوضاع الأمنية ا تشهد تحسن بعد فترة من الفوضى ولكن نحتاج إلى عملية تجفيف لمنابع الإرهاب بالمدينة لأن ما حدث من هجمة منظمة على الأقباط سببه استغلال تجار الدين لبساطة الشعب.
خسائر الاقباط:
حصرت وطنى نت خسائر الأقباط بملوى وهى:
حرق معرض “ملوي تريدنج” للأجهزة الكهربائية – ملك مكرم فرانسيس |
نهب مكتب هندسى – ملك أمير كرم |
نهب محل “الكتريك سنتر” للأجهزة الكهربائية – ملك بهجت يوسف |
نهب سوبر ماركت “سانت ماريا” – ملك صموئيل جبرائيل |
نهب محل “بزنس” للاتصالات |
نهب محل “سان جورج” للحلويات – ملك اسكندر كمال اسكندر |
نهب متجر “البتول” للعطور والتجميل ومخزن تابع له – ملك أشرف ثروت |
حرق كامل لمنزل مكون من ثلاثة طوابق كان يعيش فيه ثلاث أسر – ملك رأفت ناثان |
نهب وتدمير محل بقاله – ملك حسام حسني أمين |
نهب متجر للدش والرسيفر – ملك ماهر عزت |
نهب وتدمير متجر “جيفنجى” للإكسسوار والعطور |
نهب وتدمير متجر “المهندس” للأدوات الكهربائية – ملك فارس نصيف حنا |
نهب وتدمير محلات “سيراميك المحبة” وحرق سيارتين وسرقة سيارتين أخرتين تابعتين للمتجر – ملك رأفت صديق حنا |
حرق منزل وسيارة – ملك ريمون رشدي ثابت |
حرق واجهة منزل – ملك نشأت ورمسيس رؤوف رياض |
تدمير ونهب متجر “الطرابيشى” للموبايلات |
نهب محل موبايلات – ملك كيرلس إميل |
نهب وتدمير منزل – ملك طلعت بسلا |
نهب وتدمير منزل لثلاثة عائلات ومحل للكاوتش وخدمة السيارات – ملك فؤاد جرس |
حرق صيدلية “صبحى” – ملك د. أشرف صبحي اسكاروس |
نهب وتكسير صيدلية “بلاس” – ملك بيتر رمسيس |
نهب وتدمير صيدلية “تريزا” – ملك د. تريزا نبيل نصيف |
نهب صيدلية وسرقة مخزن أدويه – ملك د. ماجد ساويرس |
حرق كامل لمنزل ومكتب – ملك المحامي رامي رفيق عضو المجلس الملي |
نهب وتدمير مؤسسة “ابو الزين” للملابس والادوات المنزلية |
نهب وتدمير استوديو “العريس” – ملك مينا أنور حبيب |
تكسير واجهة محلات ذهب “الأمانه” – ملك نادية أنور زيادة |
تكسير واجهة محل ذهب – ملك عادل عزمى |
الاعتداء على ونهب منزل – ملك زغلول مهني عياد |
نهب وتدمير كشك – ملك باسم سعد توفيق |
نهب محل ملابس – ملك موسى ناجي سمعان |
نهب وتدمير محل فضيات – ملك أسامة متولي تادرس |
حرق سيارة – ملك القمص لوقا صموئيل |
حرق سيارة – ملك القمص بولا أنور |
حرق سيارة – ملك فهمي مؤنس |
حرق سيارة – ملك ماجد نسيم كامل |
حرق سيارة – ملك صفوت شخلول |
حرق موتوسيكل – ملك أشرف فؤاد توفيق |
حرق سيارة – ملك عصام فتح الله أبو الزين |
فى البداية توجهنا إلى منزل “رأفت ناثان” – فى الشارع المواجه لقسم الشرطة – ويظهر المنزل المكون من ثلاثة طوابق متفحم تماما. قال “يسرى غبريال” – أحد سكان المنزل بالدور الثاني – “إنه فى الساعة 9 مساءا الأربعاء 14 أغسطس جاء مسلحين من الشباب وقاموا بكسر البوابة الحديد وسرقة ما بالعقار المكون من ثلاثة طوابق. قفز أبناء وزوجة “ناثان” على سطح الجيران – مشيرا إن المعتدين هاجموا المنزل عندما وجدوا صلبان على واجهة المنزل وبعد السرقة والنهب حرقوا المنزل بالكامل.”
وقالت زوجة يسري غبريال وهى تروى تفاصيل الرعب التى عاشتها الأسرة إن خسائرهم فادحه بعد نهبهم لكل محتويات المنزل وبعدها فجروا اسطوانتي غاز بالمنزل الذي أصبح لا يصلح للترميم ويحتاج إلى الهدم وإعادة البناء من جديد، وتدخلت معها فى الحديث سيده تدعى “صباح” – تعيش بالدور الأرضى بالمنزل وأشارت إن المعتدين سرقوا جهاز ابنتها ومبلغ 200 ألف جنيه خاصة بزوجها بالخزينة التي كانت بالمنزل.
وقفت أمام المنزل ثلاثة سيارات محترقة ملك للكاهن واثنين من الأقباط وبجواره مجموعه من المتاجر التى نهبت فيقول “صموئيل جبرائيل” – صاحب متجر سوبر ماركت “سانت ماريا” الذى نهب تماما “إن الهجوم على متاجرهم بدأ بإطلاق الأعيرة النارية لترويع الأقباط وبعدها وفتحوا الأقفال بإطلاق الرصاص عليها. قاموا بنهب متجرى وتقدر خسائرى بـ100 ألف جنيه”والجدير بالذكر أن هذا المتجر يعيش على رزقه أربعة أسر شركاء فى المتجر.
وأتفق معه “هاني يوسف” – صاحب متجر للأدوات الكهربائية فى الرواية بالهجوم المكثف للارهابين على متاجر الأقباط وإطلاق الأعيرة النارية المكثف، مشيرا أنهم نهبوا متجره بالكامل وأشعلوا النيران فيه ولكن يرى إن الخسائر النفسية التى لحقت بالأقباط أكبر من الخسائر المادية. لاسيما أنهم أصبحوا هدف للاعتداء فى أى لحظة في ظل استمرار مسيرات الأخوان وعدم القبض على الجناة والمحرضين.
أكد “إسكندر كمال” – صاحب متاجر “سان جورج للحلويات” أنه بعد نهب وسرقة متجره قطع رزقه وأغلقت متاجر الأقباط نتيجة الترويع التى يعيشها الأقباط فى ظل مسيرات الإخوان بالمدينة وغياب الأمن عن ردعهم.
الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى فى حواره لوطنى
التقت وطنى نت نيافة الأنبا “ديمتريوس” أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين بمقر المطرانية وأجرت معه حوار حول الهجمات التى استهدفت الاقباط حيث وصف الهجوم بالمنظم والممنهج وتظهر فيه سمات التعصب والتطرف مؤكدا أن خسائر الاقباط فادحة والكثير منهم مازال فى حالة ترويع تخوفا من تجدد الهجمات فى أى وقت رغم بدء سيطرة الشرطة على الأوضاع تدريجا ولكن تظل التعويضات عامل مهم تتحمله الدولة لمساعدة المتضررين على استنئاف حياتهم .
• نريد فى البداية معرفة كيف بدأت الهجمات على الأقباط بعد فض اعتصام رابعة؟
يوم الأربعاء 14 أغسطس بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة بدأت تجمهر المتشددين بالمدنية مرددين هتافات عدائية وتجمعوا حول مبنى المطرانية وتم إلقاء زجاجات ملوتوف على المبنى وكنت وقتها فى طريقى للصعود للإستراحة وفوجئت باشتعال النيران على سلم خشبى بالمقر النيران كانت شديدة وأشعتلت فى السجاد بالمبنى بعد كسر النافذة والقاء الملوتوف، تم السيطرة على الحريق باستخدام الطفايات دون وقوع خسائر وفشل المتجمهرين فى اقتحام بوابة المطرانية فقاموا بقذفها بالحجارة قبل أن يتحركوا إلى ممتلكات الأقباط لتدميرها ، كما القوا زجاجات الملوتوف على كنيسة العذراء بالصاغة وتم حرق كبل الكهرباء للتكيف المركزي ولكن دون إلحاق خسائر بمبنى الكنيسة وخرج الأقباط والجيران المسلمين وتم السيطرة على النيران وكانت مخاوفنا من انفجار الكبل ولكن الله أنقذ الكنيسة، وفى يوم الجمعه 16 أغسطس وبعد مسيرات لهم قاموا بمهاجمة وحرق الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الكاثوليكية ومدرسة الراعى الصالح.
• هل كانت الاعداد كبيرة عند الهجوم ؟
بالفعل كانت ضخمة وكانوا منظمين ويتحركون بشكل منظم، وكانت المطرانية مستهدفه حيث كانت هناك قناصة أعلي مبنى سكنى قريب من المطرانية يصوبون أعيرتهم نحو المطرانية ، حتى إذا تحرك أى شخص أعلي مبنى المطرانية كانوا يطلون النيران عليه ، ومازال آثار الطلقات تشهد على ذلك، وبعد أربعة أيام من يوم الأربعاء تم القبض عليهم ، والأوضاع كانت سيئة فالمدنية لم يكن بها أى فرد أمن للتصدى الهجمات لإنشغال مركز الشرطه بالدفاع عن نفسه من محاولة اقتحامه حتى أن سيارات الإطفاء لم تتحرك لإخماد الحرائق لعدم وجود تأمين لها، لاسيما بعد إشعال النيران خمس سيارات كانت تقف بجوار المطرانية وكذا حرق الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الكاثوليكية ومدرسة الراعي الصالح.
• ماذا عن خسائر الأقباط بالمدنية ؟
الهجوم بداء يوم الأربعاء بحرق المحكمة وبعد ذلك تم اقتحام عدد من المنازل والمتاجر بدأت باقتحام منزل “فؤاد جرس” وأشقائه وورشة الكاوتش ومستلزمات السيارات الخاصة بهم ونهب كل محتوياته.
ورغم مرور وقت على الحادث إلا أن العائلة تحت تأثير حالة الذعر والخوف حتى الآن ، خاصة وأن النساء تعرضن لمحاولات الإعتداء عليهن وسرقة الذهب الخاص بهن، لدرجة أن أحد الإرهابين كاد أن يقطع ذراع سيده بالمنزل لسرقة الذهب ولم يتركها إلا بعد أن خلعت الذهب من يدها، وأيضا تعرضت طفلة للإصابة بسكين فى يدها بعد أن رفضت ترك تليفونها المحمول لإرهابي منهم .
وبعد ذلك توجهوا للمنزل المقابل له وقاموا بالاتصال بصاحبه، ” طلعت بسلا” وطالبوه يفتح الباب دون مواجهات لأنهم قادمون لأخذ أثاث المنزل، ولم يتصور صاحب المنزل الموقف وعندما بدأ يستغيث كان المعتدين وصلوا للمنزل واقتحموه فأسرع بتهريب زوجته وبناته وظل واقفا يشاهد نهب منزله أمام عينه حتى أن أحدهم كان يحمل ثلاجة فقال له ” ثقليه عليك تحب أساعدك ” فى مشهد ينتمي إلى الكوميديا السوداء، وتم نهب كل شيء بالمنزل تماما، وتواصلت بعد ذلك تم عمليات نهب لمنازل ومتاجر الأقباط فى مناطق متفرقة .
ومن القصص الأخرى أيضا لدينا خادم بالمطرانية اسمه “مجدي لمعي”، استغاثت به ابنته المتزوجة فأسرع للمنزل برفقة ضابط – أمر جيد إن يوافق على الذهاب معه- أطلق الرصاص على المسلحين بالمنزل، وأثناء فرارهم كادوا يقطعوا رقبة “مجدي لمعي” لولا أنه تفادى ضربة السيف، فهذه نماذج للترويع والهلع الذى عاشه الاقباط بالمدنية على مدار اسبوعا كاملا .
ومن النماذج الأخرى متجر سان جورج للحلويات لم يستطيع صاحب “إسكندر كمال” مواجهة مقتحمي متجره – بهدف النهب والسرقة – ووصل الأمر للإعتداء على “إسكندر” أثناء محاولتهم اقتحام منزله وأيضا حرق وتدمير مكتب “رامي رفيق” عضو المجلس الملي للابراشية، ليصل عدد الممتلكات التي أضُيرت بالاعتداء والنهب والحرق والسرقة ما يزيد عن 25 متجرا ومنزلا وخمسة صيدليات وأكثر من 10 سيارات .
• كيف تصف هذا الهجوم المنظم فى وقت واحد؟
الهجوم كان منظما واستهدف الأقباط في المقام الأول بشكل واضح والدليل حرق أربعة متاجر يملكها أقباط، في حين لم يمس متجر لأحد جيرانهم المسلمين الكائن بوسط متاجر الأقباط بسوء، الأمر الذي تسبب فى أضرار نفسية أكثر من المادية على الاقباط وبات كل قبطي ينتظر الهجوم على منزله أو أبنائه في أي لحظة، أما الهجوم على المتاجر كان متوقعا لوضع علامات “اكس اواس” في إشارة أن المالك مسيحي، ولاشك أنهم كانوا يريدون إحداث الفوضى بضرب الطرف الضعيف والذي دائما يحمل قيم التسامح والمحبة فكان الأقباط على قائمة من دفع ضريبة غالية لثورة الشعب، فهدفهم إحراق مصر كلها لذا ضربوا أقسام الشرطة والمحاكم والكنائس وأيضا متحف ملوي وهو تراث عالمي لا يعرفوا قيمته وشىء محزن أن ينهب تاريخ مصر من جماعة أرادت تحويل البلاد لساحة حرب بعد سقوطها .
• ما هو الوضع الآن فى ملوي فى ظل ضعف التواجد الأمنى ؟
نحن نعذر الأجهزة الأمنية لأنها تلقت ضربات فى مناطق مختلفة فى وقت واحد ونتمنى أن يتم إعادة وترتيب الوضع الأمنى بشكل أفضل وتعقب الجناة .
• هل تعرض دير ابوفانا لهجمات فى الأحداث ؟
دير أبوفانا تعرض لتهديدات وقطعت مجموعات متشدده الطريق المؤدى للدير، وأطلقوا أعيرة نارية ناحيته، وتم منع أى شخص من الوصول للدير وكانوا يهددون بالهجوم على الدير والرهبان في أي وقت الأمر الذي أصاب الرهبان بحالة من الذعر ولم يكن أمامنا سوى إرسال استغاثات متتالية وبعد ثلاثة أيام أرسل الجيش مدرعتين مكثا 16 ساعة فقط ثم انسحبت للتوجه لأماكن أخرى، والأوضاع الآن عادت للهدوء وتم فتح الطريق تدريجا رغم وجود استمرار وجود مضايقات.
• هل تم الانتهاء من حصر خسائر الأقباط وماذا عن التعويضات ؟
نحن نقوم بحصر الخسائرالضخمة ولن تستطيع الكنيسة تعويض الأهالي المضارين والدولة مسئولة عن التعويضات لتقصيرهم فى حمايتهم الشعب.
• هل تمارس الكنائس الشعائر الدينية الآن ؟
نمارس شعائر ولكن بحذر وتقام القداسات مبكرا لأن الظروف مازالت غير مستقرة بالشكل المطلوب وإنا شخصيا من قبل 30 يونيو لم اخرج من المطرانية ليس خوفا لأننا لا نخاف ولكن حتى لا أتسبب فى مشكلة للكنيسة أو للشعب وأتابع أوضاع الإبراشية فى ظل التوترات التى حدث للأقباط منذ عزل الرئيس مرسى .
• كيف ترى الموقف الدولي بعدم إدانة الاعتداء على الكنائس وممارسة الضغوط على مصر ؟
الموقف الدولي معيب وبالتحديد موقف الإدارة الأمريكية التى تسعى لما يتفق مع رغبتها، وتعمل بميزانين وتقيس معيار الإرهاب حسب ما يتفق مع مصالحها ولم تنظر للهجمة الشرسة التى تعرضت اليها من مصر من هذا الإرهاب الآثم.