قرية النزلة:
البداية كانت بقرية “النزلة” التابعة لمركز “يوسف صديق” – جنوب بحيرة قارون وغرب الفيوم، والتى يوجد بها كنيستين ودير، عند دخولنا القرية كان الأقباط يصلون أول قداس فى الكنيسة المحترقة..
شاهدنا فى الشوارع وعلى منازل الأقباط عبارات كتبت للتحريض بوضع علامات على متاجرهم ومنازلهم مثل “النصر أو الشهادة ” و”اسلامية اسلامية رغما عن انف النصرانية”.. وكانت نظرات الناس تجاهنا تترقبنا وفي عيونهم الشر..
كنيسة العذراء الجديدة والكنيسة الأثرية:
عند دخولنا كنيسة “العذراء الجديده” ومظاهر الدمار تظهر عليها بداية من البوابة التى كسرت وغرفة الحراسة التى احترقت، ثم الكنيسة التى لم يتبقى منها سوى جدران سوداء من أثار الحريق، حتى ان ارضيات كلا من الكنيسة ومبنى الخدمات التابع لها تم خلعها وتكسيرها، وفضلا عن 4 سيارات متفحمة ملكا لكهنة الكنيسة والخدام .
تحدث لنا “ابرام مكرم” – احد خدام الكنيسة – ” يوم الأربعاء عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة فوجئنا بمكبرات المساجد بالقرية تطالب الخروج لنصرة المسلمين الذين يقتلوا فى رابعة، مطالبا الخروج على النصارى.. فخرج ألاف متجهين إلى الكنيسة وحطموا البوابة الحديدية.. وبدأت عمليات السلب والنهب وأشعالوا النيران فى مبنى الكنيسة وحرقوا السيارات وكسروا حضانة الأطفال ومبنى خدمات – مكون من 5 طوابق ومخزن به مواد وملابس للفقراء .”
أما “عزت نبيل” – عضو مجلس الكنيسة أن الهجوم البربرى على كنائس القرية وهم “كنيسة العذراء الجديده وكنيسة العذراء الأثرية ودير “الأمير تادرس” – وهو به كنيستين، وتابع قائلا: “عقب فض الاعتصام خرج ألاف يهتفون ويكبرون بعد نداءات مشايخ المساجد “اخرجوا على عباد الصليب وانصروا اخواتكم فجاء الالاف بجراكن البنزين والملوتوف ومواد تستخدم فى تصنيع الألعاب النارية نظرا لأن قرية “النزلة” مشهورة بتصنيع الشماريخ والألعاب النارية.. وبدأت عملية حرق الكنيسة والمبانى وصعدت مجموعات أعلى القبه المرتفعة وتسلقوا بالحبال وقاموا بإنزال الصليب وسط هتافات التكبير وقاموا بكسر الصلبان أعلى القباب الأخرى .
وتابع “عزت” ان المعتدين كانوا يستخدمون تفجيرات الالعاب النارية وهذا تسبب فى تدمير الارضيات التى تبين بها العديد من الحفر نتيجة وضع قنابل يدوية التي تسببت فى تدمير هياكل الكنيسة المقدسة وسقوط الرخام الموضوع على الحوائط .
وكان شىء مؤلم ان تدمر هذه الكنيسة التى ظل اقباط القرية يبنون فيها لمدة 13 عام من قوت ابنائهم الفقراء وهم يجمعون التبرعات بعد الحصول على قرار جمهورى لها عام 2000، وتم تدشينها بيد الأنبا ابرام – اسقف الفيوم فى 13 ابريل الماضى.. وما تم بنائه خلال 13 عام دمر فى 10 ساعات.. فكان المعتدين يقومون بالتدمير ثم يذهبون لصلاة الظهر والعصر ويعودون مرة أخرى للتدمير.
وقال عزت “ان اقباط لقرية لن يتسامحوا هذه المرة ولن يكون هناك تصالح قبل معاقبة الجناه ورد كرامة الأقباط بالقرية، وتعويض خسائرهم وتطبيق القانون على الجناه لاسيما أن من قام بهذه الافعال معروفين بالأسماء والشرطه قادرة على القبض عليهم حيث انهم حرقوا نقطة شرطة القرية ومجلس القرية.
“نادر فايز” – احد ابناء القرية قال “ان المعتدين لم يتركوا شىء حتى الاشجار قاموا بحرقها واسوأ الاشياء قيامهم بحرق كنيسة العذراء الأثرية شرق القرية التى سقطت نتيجة شدة الحريق وعدم وجود سيارات اطفاء مشيرا ان بعض المسلمين حاولوا التصدى لهم ولكن لم يستيطعوا مواجهة هذه الاعداد الغفيرة فى الهجوم التى خرجت تهتف ضد الأقباط دون أن نعلم ما ذنب الاقباط بفض الاعتصام او الصراع السياسى، حتى تدمر بيوت الله مشيرا كان يزعم البعض ان الكنائس بها اسلحة وذهب وهم اليوم يقتحمون كل الكنائس ولم يجدوا فيها سوى سلاحنا الوحيد وهو الصليب والكتب المقدسة التى احرقت” .
وأضاف “نادر” ان المتشددين قاموا بوضع علامات على منازل ومتاجر الأقباط بكتابة عبارات مثل “النصر او الشهادة” او “اسلامية اسلامية” او “عبارات اهانة للبابا” كما قاموا بكتابة عبارات على جدران الكنائس بعد حرقها مثل ” الدين عند الله الاسلام” و”اسلامية اسلامية” و”يسقط حكم العسكر ” و”لا اله الا الله “.
وروى القس “شنوده موسى” – كاهن كنيسة العذراء المحترقة “كنا نصلى صلاة الثالث لأحد الأقباط المتنيحين. وفجأة بدأت المساجد تطالب بالخروج على المسيحيين، وفى أثناء طريقهم للكنيسة تم تكسير متجر لأحد الأقباط يدعى “داود جرجس يوسف” ثم اكملوا على الكنيسة بحرق المبانى بعد هروب الحراسة التى على الكنيسة نتيجة التجمعات الضخمة.
وأشار “الأوضاع كانت فى البلده هادئة ولكن بعد عزل مرسى بدأت تخرج مسيرات بالقرية طوال شهر رمضان وهم يهتفون “اسلامية اسلامية رغم انف النصرانية” ولكن لم يحدث مساس بالأقباط حتى تم فض الاعتصام ليتم مهاجمة الأقباط وحرق كنيسة العذراء الجديده التى دشنت من 4 شهور وسط فرحة كبيرة، وكان انذاك صوم القيامة وبعدها تم اقامة احتفالية لدعوة مسلمى القرية وتم تقديم كرم الضيافة ولكن كل هذا تناسى يوم الاربعاء لتحرق الكنيسة بالكامل.. حتى ان مواسير المياه فى الأرض تم اقتلاعها من الأرض واسلاك الكهرباء من الجدران وقاموا بانزال الصلبان من أعلى الكنيسة وقاموا بالتكبير أعلى الكنيسة وسط هتافات “اسلامية”..
وتابع القس شنوده ” ان كنيسة “العذراء الأثرية” انهارت نتجية شدة الحريق كما انهار سقف كنيسة “الامير تادرس” – بالدير وكنيسة “الانبا صموئيل” – بنفس الدير – ومبنى الخدمات وسكن الراهبات، نتيجة شد الحريق ولم يتبق فى الدير سوى الجدران، وحتى الأن لم تقوم النيابة بمعاينة الخسائر أو فرض تواجد امنى بالقرية.”
واشار القس شنوده ان الاقباط قاموا بالصلاة يومى الجمعه والاحد الماضيين بكنيسة “العذراء الجديده” ودير “الامير تادرس” كتحدى ورفض للارهاب وخشية من ان يقوم المعتدين باقامة صلاة الجمعه بهما، وعاد ليؤكد ان ما يحدث هجمة شرسة ضد الاقباط ولكن كل ما يشغلنا مصر وان يحفظ الله بلادنا..
كنيسة العذراء الأثرية
كنيسة العذراء الأثرية
كنيسة العذراء الجديدة
كنيسة العذراء الجديدة
كنيسة العذراء الجديدة
كنيسة العذراء الجديدة
كنيسة العذراء الجديدة
دير الأمير تادرس:
صعدنا إلى دير “الأمير تادرس” – شرق القرية الذى يقع على تبة عالية. وعند وصولنا كانت هناك بوابة تم بنائها بالطوب بعد حرق البوابه الأصلية. وشاهدنا انهيار تام لكنيسة “الامير تادرس” وتصدعت الحوائط.. أما كنيسة “الانبا صموئيل” المجاورة لكنيسة “الامير تادرس” سقط سقفها بالإضافة إلى سقف كل من مبنى خدمات وسكن للراهبات يضم 12 غرفة واحرق مبنى خدمات مجاور.
قال “عادل جندى” – احد خدام الدير – ان المعتدين قاموا بالهجوم على الدير واشعلوا النيران باستخدام مفرقعات مما ادى لسقوط السقف ولم يتركوا شىء إلا محروق ومدمر، حتى ان هناك مقبرة لكهنة الكنيسة تم فتحها، و قاموا بفتح خزان المجارى الصحية – وهم يبحثون عن أى شىء بمزاعم ان الكنيسة بها ذهب – وقاموا بحرق الاشجار بحديقة الدير وسرقة مواتير المياه وتدميرها، وكذا حرق أتوبيس الدير الذى كان يستخدم فى نقل الأقباط من القرى الخمس البعيده التى لا توجد بها كنائس للصلاه بالدير.
* حصر لخسائر الأقباط:
* مركز يوسف الصديق – غرب الفيوم |
* قرية النزلة |
تكسير متجر – ملك داود جرجس يوسف |
حرق كامل سيارة بيجو 504 – ملك القمص شنودة موسى كاهن كنيسة العذراء |
حرق كامل سيارة 128 – ملك عزت لبيب |
حرق كامل سيارة سوزوكى سويفت – ملك نادر ميلاد |
حرق كامل سياره لادا – ملك عادل حليم |
حرق كامل دراجة بخارية – ملك أسامة مجدي |
حرق كامل دراجة بخارية – ملك مكرم حنا |
حرق كامل دراجة بخارية – سامي عوض |
قرية الزربي:
واسفر الهجوم على أقباط قرية الزربى – بمركز طامية بالفيوم عن حرق كنيستين ونهب وتدمير 5 منازل و6 متاجر وحرق 3 سيارات، وكانت قرية الزربى ” دار السلام ” تعرضت لحرق كنيسة “الشهيدة دميانة” وتدمير ونهب الكنيسة الانجيلية .
وقال القس “ماجد وديع” – راعى الكنيسة الانجيلية – إن الهجوم بدأ بحرق وتدمير كنيسة الشهيدة “دميانة” للاقباط الارثوذكس بعد نهبها ثم قاموا باقتحام بوابة الكنيسة الانجيلية – المقابلة لكنيسة الشهيدة دميانه – ونهبوا كل ما بها ودمروا النوافذ ودورات المياه.. وحتى الان مازلنا غير قادرين على الصلاة بالكنيسة.. وفي يوم الجمعه 16 اغسطس حاول بعضهم هدم سور الكنيسة الانجيلية وإقامة صلاة الجمعه بها، الا ان بعض المسلمين تصدوا لهم ومنعوهم” .
وأضاف أن عدد من المنازل بالقرية تم تدميرها وحرق البعض الأخر.. وقاموا بمحاصرة بيت كاهن الكنيسة الارثوذكسية القس “ايساك” إلا أن المسلمين تصدوا لمحاولة اقتحام المنزل.
وقال أحد اهالى القرية “ان المتاجر التى تعرضت للنهب والتدمير هى ملك “حلمى عاطف” – بقاله و”وسيم فايز حنا” – بقاله و”وليد عيسى فؤاد” – حدايد وبويات و “رامى مجدى ثابت” و”هانى منير يعقوب” – أصحاب متاجر للاخشاب، فضلا عن نهب 5 منازل وحرق سيارات كلا من “جرجس مجدى ثابت” والقس “ايساك” والقس “ميساك” – كاهنى كنيسة “الشهيدة دميانه”.
وفى مركز طامية حاول المتشددين احراق منزل القمص “روفائيل سامى” – كاهن كنيسة “مارجرجس” وقاموا بإلقاء الملوتوف عليه، إلا أنه تم التصدى لهم من قبل العقلاء..
انتقلنا لمركز طامية والتقينا القمص روفائيل بمنزله حيث قال ” انه فوجىء فى مساء الخميس عقب فض الإعتصام بتجمعات لبعض المتشددين خارج منزله – شرق القرية، وقاموا بإلقاء زجاجات ملوتوف واشتعلت النيران فى بعض المقاعد خارج المنزل وبعض النوافذ، ثم حاولوا اقتحام المنزل إلا أن المسلمين والأقباط جيرانه تصدوا لهم.. وأشار أن هؤلاء كانوا يريدون إشعال المنزل بهدف سحب الأقباط إلى منزله فيقوموا بالتوجه لكنيسة “مارجرجس” لحرقها، ولكن لم ينجح مخططهم فقد شكل الأقباط والمسلمين لجان لحماية الكنيسة التى دشنت هذا العام بعد إعادة ترميمها.
* حصر لخسائر الأقباط:
* مركز طامية |
* قرية “دار السلام” – الزربي |
نهب وتدمير بقالة ومخزن – ملك حلمي عاطف |
نهب وتدمير بقالة – وسيم فايز حنا |
نهب وتدمير متجر حدايد وبويات – ملك وليد عيسى فؤاد |
نهب وتدمير متاجر للاخشاب – ملك رامي مجدي ثابت وهاني منير يعقوب |
نهب وتدمير متجر – ملك ماجد رمسيس |
نهب وتدمير بقالة – ملك غطاس عياد |
نهب وتدمير متجر للاخشاب – ملك جودة صموئيل يعقوب |
حرق سيارة دايو لانوس – ملك القس أيساك شارلي – كاهن كنيسة الشهيدة دميانة المحترقة |
حرق سيارة فيات 131 – ملك القس ميساك معوض – كاهن كنيسة الشهيدة دميانة المحترقة |
حرق سيارة 128 – ملك وليد عيسى فؤاد |
حرق سيارة بيجو 305 – ملك مجدي ثابت |
كنيسة الشهيدة دميانة بالزربى
كنيسة الشهيدة دميانة بالزربى
كنيسة الشهيدة دميانة بالزربى
الكنيسة الإنجيلية بالزربى
الكنيسة الإنجيلية بالزربى
الكنيسة الإنجيلية بالزربى
قرية دسيا:
وانتقلنا بعد ذلك إلى قرية دسيا – التابعة لمركز الفيوم، حيث تم حرق كنيسة “الامير تادرس” وتم رصد أثار الحريق على الهياكل المقدسة للكنيسة ومبنى الخدمات والمكتبة.
وقال شهود عيان أن مسلحين وقفوا أمام الكنيسة يوم 16 اغسطس بسيارة “جيب” ونزل ملثمون منها وحاولوا اقتحام البوابة فلم يفلحوا فتسربوا من البوابة الخلفية بعد القفز على السور وقاموا بإشعال النيران فى أجزاء منها.
وفى اليوم التالى جاءت اعداد كبيرة واقتحمت البوابة بعد ان اطلقوا عدد من الرصاص عليها وقاموا بإقتحام هيكل الكنيسة واشعلوا النيران فيها كاملا – باستخدام المولتوف وأنابيب الغاز، دون أن يتصدى لهم أحد.. ثم فروا هاربين.. وكان عدد من الشباب القبطى يجلس أعلى الكنيسة لحمايتها بعد حرقها خوفا من تجدد الهجوم عليها مرة اخرى.
مدينة الفيوم:
وتحدث الينا القمص “ميخائيل استراس” – وكيل مطرانية الفيوم الذى قال ان معمل البحث الجنائى قام برصد الخسائر ورفع الأدلة الجنائية فى جمعية “اصدقاء الكتاب المقدس” – بالفيوم وبعض الكنائس. وأضاف انه حتى الأن لم تقوم لجنة النيابة بإجراءات المعاينة، وننتظر اللجنة المشكلة من القوات المسلحة لحصر الخسائر لإعادة بنائها على نفقة القوات المسلحة لتقوم بزيارة الكنائس المحترقة بالفيوم وهم ستة كنائس وجمعيتين قبطيتين – “جميعة اصدقاء الكتاب المقدس” و”جميعة الشواشنه” – اضافة لتدمير الكنيسة الانجيلية – بقرية الزربى، مناشدا سرعة انهاء الاجراءات لاعادة تعمير الكنائس لاسيما تدمير ثلاثة كنائس فى قرية “النزله” التابعة لمركز يوسف الصديق.
جمعية الأصدقاء