نصيحتى للجماعة ألا يستمروا أكثر فى خيار الانتحار
– فوز مرسى بالرئاسة كان الاغتيال الثانى للشيخ حسن البنا
– المادة 219 مررت بصفقة مع الاخوان .. و الرأى الأخير للشعب
– وصول الاخوان للسلطة كان ” صعود للهاوية “
– نفى د . الكتاتنى انضمامه للجماعة يثير الضحك بكونه رئيس حزب الحرية و العدالة
– بديع مجرد لافتة و لم يكن الرجل الاول فى التنظيم .. و غيابه لن يغير شيئا
– تعجل الاخوان ” قطف الثمرة ” دفعهم للسقوط
– العزل الاجتماعى أقوى من العزل السياسى
– لن يكون خداع باسم الدين و سيأخذ التيار الاسلامى حجمه الحقيقى بالمجتمع
– حزب النور ادرك خطر السياسة على الدعوة السلفية
– رفض الاخوان مبادرة الازهر نتيجة لفشلهم فى السيطرة عليه
اشعال النيران .. هنفجر مصر .. حرب ابادة جماعية .. خطوات تصعيدية , تهديدات ظلت قيادات جماعة الاخوان المسلمين تلوح بها كمخطط لحرق مصر باكملها كسلاح يضمن بقائها كلما استشعرت ازاحتها من سدة الحكم بدء من محاولة الترهيب و اشاعة الفوضى اذا ما جاءت نتيجة الانتخابات الرئاسية على خلاف مرشحهم المنتمى للتيار الاسلامى ووضع دستور غير توافقى مرورا باستباحة التعدى على السلطة القضائية و صدور اعلانات دستورية من شأنها تحصين وضع مجلس الشورى و اللجنة التأسيسية لتأتى اللحظات الفارقة فى تاريخ الجماعة امام حلم ينهار و نظام يسقط وسط مشهد سياسى مرتبك تدخل فيه الجيش ليعلن انحيازه للارادة الشعبية و من ثم عزل الرئيس مرسى لنجد حملات لتشويه الصورة باعتباره انقلاب عسكرى و من ثم خروج عن ” الشرعية ” الى جانب استقواء بالخارج و خطابات تحريضية لتحفيز اعضاء الجماعة على تصدرهم المشهد فى مواجهة الشعب و الجيش و الشرطة باسم الحفاظ على الشرعية لتكشف عن الوجه الحقيقى للجماعة بازدياد حالة الاحتقان و العنف و ارتكاب الاعمال الارهابية داخل الشارع المصرى و لاسيما بعد فض اعتصامى رابعة و النهضة فى صورة اشبه بالانتحار السياسى للجماعة احترقت فيها مصر بنيران الاخوان كان النصيب الاكبر فى تلك الحرب هم الاقباط انفسهم من حرق كنائسهم و التعدى على ممتلكاتهم و ارواحهم داخل محافظات مصر لتحويل قضية الوطن الى حرب طائفية غير ان حقيقة الامر توضح ما يواجهه جماعة الإخوان المسلمين من تهديدات ليصبحوا الخاسر الاكبرعلى الساحة السياسية يسطرون نهاية تاريخهم بايديهم بعدما اساءوا لانفسهم و عدم حسن ادارة الفرصة الذهبية التاريخية التى منحت اليهم على مدار عام كامل .
حول قراءة المشهد السياسى وهل رسمت جماعة الاخوان نهايتها بيدها وقررت الانتحار السياسى بمواجهة الشارع المصرى و لاى مدى يمكنها المصالحة الوطنية لضمان بقائها على الساحة السياسية كشريك فى العملية السياسية ؟ و غيرها من التداعيات , التقت ” وطنى ” بالدكتور عمار على حسن الكاتب و الباحث فى الشئون الاسلامية فكان هذا الحوار …
فى رأيك لاى مدى ستستمر حالة العنف و الفوضى من قبل انصار المعزول ؟
++ تاريخ الثورات فى العالم يقول إن الوصول للاستقرار ليس سهلا و تاريخنا الخاص مع ثورة 1919 يذكر ان الاوضاع داخل مصر ظلت غير مستقرة لمدة اربع سنوات الى عام 1923 و عليه من المتوقع استمرار حالة عدم الاستقرار لفترة لاسيما اننا نواجه تنظيما ذو طبيعة عقائدية ان لم يكيف اوضاعه مع الوضع الجديد و يعيد النظر فى افكاره و ادواره و فى موقعه من الحياة السياسية و ان لم يؤمن بان ما هو ماضى اليه طريق انتحارى اتصور بانه سيكون معنيا بارباك المشهد و بانهاك الدولة اطول فترة ممكنة على قدر استطاعته و على ايه حال منحنى العنف يهبط .. قدرة الاخوان على الحشد تتراجع .. امكانية ان يحدثوا تحول استراتيجى لاعادة الامور لما كانت عليه أو اسقاط السلطة الراهنة تكاد تكون معدومة باعتبار ان الشعب منفصل عنهم انفصال كامل لكن اذا تحدثنا عن ارباك و بعض العمليات الارهابية النوعية فهذا وارد و سيحدث .
كيف قرأت مخطط حرق مصر باكملها بنيران الاخوان بعد فض اعتصامى رابعة و النهضة ؟
كان جزءا من السيناريو الاسود الذى دبرته الجماعة فى حالة فض اعتصامى رابعة و النهضة بما يعيد للاذهان تهديدهم عقب انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية و اعلانهم افتاءات على حق اللجنة العليا للانتخابات فوز محمد مرسى بالرئاسة اذ قالوا اذا اعلن فوز الفريق شفيق هنحرق مصر, وان كان هذا السيناريو قد اخاف المجلس العسكرى السابق بكونه بلا شعبية و لا تقف خلفه الجماهير بدأت معه و انتهت ضده فالوضع مختلف مع المجلس العسكرى الراهن التى كانت الجماهير تطلب منه التصدى لجماعة الاخوان و ارهابها و من ثم اتخذ قراره و لم يستجب لحملة الترويع و التخويف و الردع التى تبعثها الجماعة ظنا منها بانها ستجبر الناس على البقاء فى منازلهم يوم 30 يونيه و تجبر الجيش على ان يبتلع لسانه للابد لكن التحام الجيش مع الشعب واجه هذا التهديد و جعل خطة حرق مصر لن تؤتى الثمار التى كان ينتظرها الاخوان و استطاعت الشرطة فى زمن قياسى الانتقال من استقبال الهجمات الى مرحلة الصد ثم المبادرة بالهجوم كما ظل الجيش متماسكا طيلة الوقت و اعلن حظر التجوال و تعاون المصريون معه و من ثم اضاعوا على الاخوان فرصة مخطط حرق مصر بل على العكس اسفرت عن نتائج سلبية بالنسبة للجماعة اذ زادت من الهوة بينها و بين الشعب و اظهرتها بمظهر الجماعة المجرمة غير الحريصة على المصلحة الوطنية التى بينها و بين تعاليم الدين الاسلامى مسافة كبيرة .
ماذا عن محاولة اشعال الفتنة داخل مصر بحرق الكنائس ؟
كان سيناريو مطروح وحذرنا منه قبل 30 يونيه و قبل فض اعتصام رابعة بالرهان عليه بان يتسبب فى الهاب مشاعر المسلمين لاسيما بصعيد مصر ليتحول الامر كمواجهة طائفية يعجز الجيش عن ايقافها وتحدث حالة فوضى يصور فيها الاخوان المشهد للمصريين على ان المسيحيين انقلبوا على محمد مرسى و تشويه الصورة امام العالم بان الجيش عاجز عن اعادة الاستقرار و حماية الاقباط و من ثم يبررون تدخلا خاريجيا لصالحهم لكن جاء رد فعل الكنيسة و المسيحيين غاية فى الانضباط و الذكاء و الانحياز للمصلحة الوطنية و الفهم ايضا لطبيعة ذلك المخطط و من ثم اضاعوا الفرصة على الاخوان بان تحقق اى نتائج جراء هذا السيناريو و خرجت مصر أكثر تماسكا و الوحدة الوطنية أكثر قوة مما كانت عليه منذ اربعين عام مضت لاعتقاد عدد كبير من المسيحيين قبل ثورة 25 يناير ان المسلمين باجمعهم اما اخوان أو سلفيين لكنهم يخشون أمن الدولة فى اعلان موقفهم فى المقابل يتصور عدد كبير من المسلمين ان المسيحيين يستقون بالامريكان عليهم فرأى المسيحيون كيف ان الامريكان وراء الاخوان و ليس ورائهم و من ثم حل مشاكلهم على ارضيات وطنية كما رأى المسلمون كيف ان المسيحيين حين جاءت اللحظة الفاصلة بين مصر و بين غير مصر اختاروا مصر لذا اتصور ان الوحدة الوطنية اصبحت أقوى فى تلك اللحظة مما كانت عليه فى فترة سابقة .
فى رأيك ما حدث للاقباط من حرق كنائسهم و التعدى على ممتلكاتهم و ارواحهم جاء كعقاب لمشاركتهم ثورة 30 يونيه ؟
جزء منه عقاب و جزء مخطط مدبر بدليل الهتافات التى رددت عقب 30 يونيه بصعيد مصر كانت تقول ” يا للذل و يا للعار النصارى بقوا ثوار ” فى محاولة لتقليب المسلمين على المسيحيين من اجل احداث فتنة طائفية و محاولة تصوير الامر للمصريين ان الذين نزلوا ضد مرسى هم الاقباط و نقول لهم ان الذين شاركوا فى الثورة حوالى 33 مليون و انتم تقولون ان المسيحيين – كما فى ادبياتهم – يقدرون بنحو 4أو 5 مليون , فأيهما نصدق ؟ و هذا عزفا لما جرى وقت الاعلان الدستورى الذى اطلقه د . محمد مرسى حين تجمع أكثر من مليون مواطن عند قصر الاتحادية و قال الشاطر ان 70 % منهم من المسيحيين فكانت دائما هناك محاولة لدغدغة مشاعر المسلمين حتى يقفوا خلف النظام باعتباره مدافعا عن الاسلام فى وجه اعداء الاسلام لكن الرواية المكذوبة لم تنطلى على جموع المصريين بعدما رأوا الفجوة الرهيبة بين ما يفعله الاخوان وما يقولونه و بين الدين و الفجوة بين ما يعدون به و ما يفعلونه فى الواقع رغم انه حين اطلق هذه اللعبة الطائفية سابقا نفعت انتخابات الرئاسة فى الصعيد بمنع اقباط من الوصول للجان الانتخاب و حدث شحن على اساس طائفى للمسلمين فى الصعيد لكى يصوتوا لمرسى ضد شفيق و اطلق الاخوان شائعات وزعت فى منشورات تقول ان شفيق سيلغى تدريس القرآن فى المدارس و يقرر تدريس الانجيل و هذه الشائعة انطلت على عموم الناس فحين ارادوا ان يجربوها مرة اخرى كانت مياه كثيرة قد جرت فى النهر و اكتشفت تلك الاكاذيب و اضاعت الفرصة , و لعل حرق الكنائس كان جزء منه تحقيق هذا الهدف .
هل تعتقد ان الجماعة لجأت للانتحار السياسى بارتكابها اعمال عنف كما ذكرت فى كتابك ” انتحار الاخوان ” بان وصولهم للحكم كان صعود للهاوية و ليس للتمكين ؟
بالطبع روايتى كان فيها نبوءة بسقوط الاخوان و ذلك قبل 30 يونيه باعتباره نظاما يحمل منذ اللحظة الاولى بذور التلاعب و يمثل مدغة غير صالحة ليستوعبها و يقبلها و يهضمها الجسد المصرى الى جانب تعجل الاخوان ” قطف الثمرة ” ظنا منهم ان تصويت المصريين لهم فى الانتخابات التشريعية بمثابة تصويت على مشروعهم على خلاف الحقيقة فكان تصويتا لفئة اعتقد الناس ان لديها مشروع للتنمية و تنزح للاستقرار و تقف الى جانب الجيش فى الفترة الانتقالية و انها فئة نزيهة و بالتالى لم تفسد و لم تخرق كما خرق اتباع نظام مبارك و عليه جاء التصويت ليس على خلفية دينية كما توهموا و من ثم اطلقت على محمد مرسى بعد فوزه باسبوعين بانه الاغتيال الثانى للشيخ حسن البنا بل و اطلقت على ما يسمونه التمكين ” صعود للهاوية ” بكونه نهاية مشروع الاخوان .
رؤيتك بشأن القبض على قيادات الجماعة و مدى تأثيرها على التنظيم المحلى ؟
انزلقت قيادات الاخوان من العمل السياسى للتخطيط للارهاب فكان من الطبيعى للدولة اصدار قرارات من النيابة بناء على اتهامات محددة للقبض عليهم و كان من المتوقع ان اجهزة الدولة الامنية تبذل قصارى جهدها لتحقيق ذلك بكون القبض على القيادة فى تنظيم تعود السمع و الطاعة , افراده ليسوا احرارا وليسوا قادرين على التفكير الابداعى المنفرد يصبح عملية مهمة جدا فى تعويق التنظيم على اعتبار ان القيادات الوسيطة تنتظر الاوامر من القيادات الكبرى و القيادات الصغرى لا تتصل بالقيادات الكبرى مباشرة انما من خلال القيادات الوسيطة فكسر الحلقة الوسيطة و القبض على بعض القيادات الكبرى لاشك انه تسبب فى شلل تنظيم الاخوان و انخفاض قدرته على ازعاج المجتمع و الدولة المصرية و على تنفيذ مخططه الارهابى لمصر .
كيف تابعت التحقيقات مع القيادات فى ظل القاء بعضهم التهم على الغير و انكار البعض الآخر انضمامه للجماعة مثلما حدث مع صفوت حجازى ؟
بالفعل صفوت حجازى ليس عضوا بجماعة الاخوان و انما محبى لهذه الجماعة و قبل الثورة كان قريبا من نظام مبارك و اجهزة الامن بشكل واضح و كرجل دائما يبحث عن السلطة و الدفىء فى ركابها والمنافع فى رحابها كان من الطبيعى يناصر نظام مرسى حتى اللحظة الاخيرة , اما التحقيق مع الدكتور الكتاتنى فيثير الضحك بقوله انه ليس عضوا بالجماعة رغم كونه رئيس حزب الحرية و العدالة كما انه كان نائبا عن الاخوان فى انتخابات 2005, و معروف ان من يدخل الاخوان يظل فيها باستثناء ثروت الخرباوى و أحمد بان هما الوحيدان اللذان خرجا خروجا تاما حتى الآن البعض يختلف مع الطريقة فى الادارة و البعض يتصارع حول المنافع و البعض لديه ملاحظات على الاداء و على الخروج عن فكرة المشروع الاساسى و النزعة القطبية و السرية فى الجماعة بما يصعب الخروج لما تحيطه الجماعة بشبكة عنكبوتية قوية من المصالح و الارتباطات السرية التى تجعل من الصعب عليه فيما بعد ان يخرج عن الجماعة و اذا كان هناك من خرج فقد خرج صامتا و لم يستطع ان يجهر بذلك حتى لا تتضرر حياته الاسرية أو مصالحه المادية أو الجماعة تطلق عليه شائعات انه خائن أو عميل الامريكان و من ثم تنصل هؤلاء من الانتماء للاخوان يثير الضحك بقدر ما يثير الشفقة باعتبارهم افرادا يفترض فيهم ارتباطهم بفكرة عقائدية يصبحون أكثر قوة و صلابة فى مواجهة خصومهم وعلى النقيض وجدنا انهيارا تاما بشأن من حرضوا على الثبات والاستشهاد فى رابعة منهم من حرق شاربه و منهم من غير هيئته ومنهم من وجد فى الصحراء بحثا عن ملاذ للهرب خارج مصر وهو ما اظهر للناس آخر اكذوبة من اكاذيبهم بشأن الشجاعة و البطولة و الاستشهاد .
و لاى مدى آثر ذلك على اعضاء الجماعة بمصر ؟
اتصور تأثير نفسى رهيب بثقة البعض فى القيادات و اتذكر حوارى مع بعض اتباع الجماعة القادمين من الريف بميدان التحرير قلت لو تعرفون عن قيادتكم ما اعرفه لقولتم ما اقوله حين كانوا يعاتبوننى باعتبارى دافعت عنهم ايام مبارك و الآن اقف ضدهم قلت لهم دفعت عنكم وقت ما كنتم مضطهدين , لم ادافع عنكم بقدر ما كنت ادافع عن مبدأ اطلب لكم شرعية سياسية و ارفض تحويل المدنيين منكم لمحاكم عسكرية فاكتشفت من خلال الحوار انهم يعتقدون ان القيادات من اولياء الله الصالحين لا يكذبون هم ملهمون للصواب بالضرورة و كل افعالهم بالقطع ستؤدى الى النجاح فبعد الفشل و ظهور الكذب اعتقد ان هذا سيدب دبا شديدا فى نفوس الاتباع و من ثم سيكون له تأثير قوى على الحالة النفسية لقطاعات عريضة من شباب الاخوان .
ما الشخصيات التى كانت مؤثرة ميدانيا على التنظيم المحلى ؟
خيرت الشاطر فى التدبير و التمويل و محمود عزت فى التخطيط و التنظيم و هؤلاء رجالهم فى الميدان محمد البلتاجى و اسامة ياسين .
هناك تمويه على المرشد الحقيقى للجماعة بعد سقوط بديع , ما الهدف ؟
سبق أن سجن حسن البنا فترة قصيرة و لم يختاروا مرشدا محله كما سجن حسن الهضيبى المرشد الثانى و اعتقل ايام الرئيس عبد الناصر و لم يختاروا مرشدا مكانه ايضا سجن عمر التلمسانى فى اواخر عصر السادات و لم يختاروا مكانه و عليه وارد استمرار بديع على ان يختاروا مرشد آخر حال الحكم عليه بالسجن مدة طويلة , اما عن مسألة الاعلان عن محمود عزت بعد سقوط بديع كمرشد للجماعة و تغييره بشخصية اخرى فهى اما ان هناك من يقوم باعمال المرشد و لم يعلن عنه حتى الان أو انه تم الاتفاق على شخص يحل محل بديع حال الحكم عليه بالسجن فترة طويلة و فى كل الاحوال بديع كان مجرد لافته و واجهه لكنه لم يكن الرجل الفاعل الاول فى تنظيم الاخوان و هذا يعيد للاذهان ما حدث ايام حامد أبو النصر مرشدا للاخوان كان مصطفى مشهور الرجل الثانى فى الجماعة و كان هو المرشد الحقيقى و حين توفى أبو النصر بايعوا مشهور فى المقابر دون ان ينتظروا اجتماع مجلس الشورى أو مكتب الارشاد و قال وقتها المكتب لمجلس الشورى اتفق ولم يكن هذا صحيحا , فغياب بديع عن المشهد لن يغير شىء من قدرة الاخوان ان كانت لديهم قدرة متبقية يمكن تحريكها فى الشارع أو خارج السجون .
هناك آراء تدعو للمصالحة و الحوار .. هل بالامكان المصالحة مجددا مع جماعة الاخوان ؟
لا يمكن التصالح مع الكيان المؤسسى الذى يسمى جماعة الاخوان بكونه كيان غير شرعى حين كان جميعية حلت بعد ان خرج عن قانون الجمعيات ويطرح نفسه باعتباره دولة موازية أو دولة داخل دولة , تمويله و تدبيره و تنظيمه و اجتماعاته خارج الرقابة و لا يمكن لاجهزة الدولة ان تراجعها أو تحاسبها و هذا وضع غير مقبول فلا يمكن التصالح مع التنظيم بهذا الشكل . اما فيما يتعلق بافراد الاخوان فعلينا ان نفرق بين من حرض على العنف أو ارتكب اعمال عنف أو تعاون مع ارهابين أو تآمر على مصر مع عدوان خارجى فهؤلاء يظلوا ماثلين امام القضاء ليفصل فى وضعهم اما من لا يرتكب اعمال عنف عليه الانتظار اذا حلت الجماعة بقرار رسمى أو بحكم قضائى ستكون ممارسة أى نشاط يتبع جماعة الاخوان مجرمة و بالتالى ممارسته السياسة كمواطن مصرى داخل اى حزب لا غضاضة عنه كما يمكنهم ترشيح انفسهم فى الانتخابات أو التصويت فيها ايضا اذا حلت الجماعة و استمر حزب الحرية و العدالة له وجود شرعى و عملوا من خلاله و فصلوا بينه و بين الدين فلا يوجد مشكلة بكون المشكلة فى ممارستهم السياسة ككيان مجمع .
لماذا رفضوا مبادرة الازهر للمصالحة ؟
++ الاخوان طيلة الوقت ينظرون للازهر نظرة ريبة و يحاولون السيطرة عليه و دائما ما يتهمون شيخه بانه موالى للسلطة و ضد الاخوان وعليه حاولوا أكثر من مرة خلق المشاكل من خلال عملية التسميم المنظمة بالمدينة الجامعية و من ثم لا يرغبون التعامل معه كمؤسسة و هذا السلوك ظهر منذ ان وصل مرسى للسلطة حتى اسقط و بالتالى كان من الطبيعى ان يرفضوا مبادرة الازهر خاصة و انها كانت تتعامل مع الامر الواقع لان شيخ الازهر مع بابا الكنيسة حضروا يوم 3 يوليو مباركة لخريطة الطريق التى اسقطت حكم مرسى و من ثم لم يكن الشيخ الطيب ان يطرح مبادرة تتناقض مع الموقف بكون الاخوان ينظرون لما جرى باعتباره انقلابا اسقط شرعية و من ثم لم يكن من المتوقع يتعاونوا مع الازهر فى مبادرته .
رؤيتك بشأن الغاء العزل السياسى كما اقرته لجنة الخبراء للتعديلات الدستورية ؟
الامر يترك للشعب المصرى هو سيعزل من يريد خاصة و ان لدينا تجربة سابقة مع اعضاء الحزب الوطنى بعد حله و نشأ على انقاضه 6 أحزاب و رغم اصرار المجلس العسكرى على وجود تلك الاحزاب و خوضها الانتخابات لم يفز سوى شخص واحد لان الشعب عزل الحزب فاصبح الناس تراهن على الوعى , و عليه لن يكون خداع باسم الدين وسيأخذ التيار الاخوانى و السلفى معه حجمه الحقيقى داخل المجتمع باعتبار ان ما جرى كان مبالغا فيه و لاسيما فى العملية الانتخابية و توزيع الدوائر بما حقق مصالحهم نتيجة ان التيار المدنى كان مفككا كما اتضح بالدوائر الفردية اذ وجدنا مرشح سلفى و آخر اخوانى فى الدائرة الواحدة مقايل 80 مرشح من التيار المدنى و وزعت الاصوات فيما بينهم و كانت النتيجة ان اعلى الاصوات لصالح السلفى و الاخوانى و تمت الاعادة بينهما ليفوز احدهما فى نهاية الجولة و لو كان التيار المدنى موحدا ما كان لهم الحصول على هذه النسبة لذا من الضرورى تنبه الاحزاب السياسية المدنية و القوى الثورية خوض الانتخابات و بينها تنسيق .
فى رأيك ان العزل الشعبى اقوى من وجود قانون يقرر الغاء العزل السياسى ؟
عبر تاريخ الاخوان يذكر انه سواء عارضتهم السلطة أو فرضتهم الا ان المجتمع كان متعاطفا معهم فكانوا بيتمددوا و يقوا بخلاف الوضع حاليا بعدما اصبح المجتمع ضدهم , و هذا تأثيره اقوى بكونه الذى يمد بالمال و بالرجال و بالتعاطف و اصواته التى تترجم فى الانتخابات الى مقاعد فى البرلمان أو كرسى فى الرئاسة و من ثم العزل الاجتماعى أقوى بكثير من العزل السياسى .
ماذا بشأن المطالبة بحل جماعة الاخوان و اعتبارها جماعة ارهابية ؟
++ اذا استمرت جماعة الاخوان التعاون مع التنظيمات التكفيرية و الارهابية التى تستهدف الجيش المصرى و السلطة المصرية و الاقباط و مؤسسات الدولة و المعارضين للاخوان من التيار المدنى و الكتاب و المثقفين قطعا ستسعى مصر بكل الامكانيات لاعلان جماعة الاخوان جماعة ارهابية و من الوارد بعد اتخاذ مصر هذا القرار نجد مجلس التعاون الخليجى اتخذ قرارا مشابها ليعمم القرار بأكثر من دولة عربية ثم يصعد لمستوى العالم الاسلامى و الدولى .
اقرت لجنة الخبراء عدم السماح بتشكيل احزاب على اساس دينى , ما مدى الالتزام على ارض الواقع ؟
امر ضرورى و كان من القوانين اللازمة التى اعقبت ثورة 25 يناير قانونى الاحزاب و مباشرة الحقوق السياسية أو الدستور نفسه بان ينص صراحة على عدم قيام احزاب على اساس دينى كمبدأ دستورى على ان يأتى القانون ليضع التفاصيل من عدم استخدام دعاية دينية أو استخدام المساجد أو تكفير المنافسين السياسيين كل هذه الامور قد تحرم المرشح ترشيحه ليصبح لدى القاضى نصوص واضحة يحكم بها ما اذا كان هذا الحزب أو ذاك المرشح قد خلط الدين بالسياسة من عدمه وقتها و بالممارسة فعليا نستطيع منع قيام السياسة على اساس دينى .
هناك رأى يفضل وضع اسس تحدد طبيعة عمل الاحزاب الدينية بدلا من حلها حتى لا تتجه للعمل السرى ؟
يفترض هذه الكيانات تفصل بين الدعوى عن السياسى بمعنى ان الدعوة السلفية تحصل على ترخيص كجمعية من الازهر و تمارس الدعوة و حزب النور يصبح حزبا سياسيا يضم اليه اعضاء من خارج التيار السلفى باعتباره حزب سياسى و لايستطيع الحزب ان يمنع احدا من الانضمام اليه و كذلك الوضع بالنسبة للاخوان اذا استمروا و اعترفوا بهم كجمعية دينية فقط , و ليست الخلطة التى اخترعها حسن البنا و جعلها دولة داخل الدولة بانها شركة اقتصادية و جماعة رياضية و حقيقة صوفية و دعوة سلفية و طريقة سنية و كأنه ” كوكتيل ” لتبرير وجود دولة داخل الدولة .
حزب النور اعلن مشاركته فى لجنة الخمسين على الرغم من كونه حزبا على اساس دينى . كيف يستوى الامر مع الدعوة لالغاء الاحزاب على اساس دينى ؟
بادر الشيخ ياسر برهامى و قال اننا نعيد النظر فى الدعوة السلفية و علاقتها بحزب النور و التجربة الماضية علمتنا ان الحزب يجب ان يبتعد عن الدعوة بقدر المستطاع و من ثم اصبح لديهم تقبل للفكرة بادراكهم خطر السياسة على الدعوة و خطر الصراع على السلطة على الدين , و تظل مشكلة التيار السلفى مع المادة 219 من الدستور و التى تحتاج لحسم لانها مررت بصفقة مع الاخوان و ليس لها محل من الاعراب و نقول لهم تذكروا ان السادات غير الدستور بدعوة رغبته فى تطبيق الشريعة و فى اطار وضعه للمادة الثانية من الدستور وضع مادة تقول ” يستفتى على رئيس الجمهورية لمدد ” بعدما كانت محددة بمدتين فقط و بموجب المادة ظل فى الحكم الى ان اغتيل وظل مبارك يحكم 30 سنة و اراد ان يورث ابنه و قامت ثورة 25 يناير و حكم ان الشريعة غير مطبقة فهذا تلاعب , و لعل وضع المادة الثانية بشكلها الذى كان فى دستور 1971 هناك توافق تام عليها من كافة القوى السياسية المدنية و اليسارية و الليبرالية حتى الاقباط بمصر ليس لديهم مشكلة معها على الاطلاق و فى مادة اخرى تتحدث عن احتكام احوالهم الشخصية لشرائعهم فالامور واضحة .
المادة 219 يطلق عليها حزب النور مادة هوية مصر , هل ينجح النور فى اعادتها مع التلويح بالانسحاب من لجنةالخمسين ؟
++ المسألة خاضعة للتفاوض و الرأى الاخير للشعب المصرى حين يطرح الدستور للاستفتاء فرأى الشعب هو الذى ينتصر لاى من الفريقين .
رؤيتك لوضع الاخوان و مدى مشاركتهم للحياة السياسية و نحن على مشارف انتخابات برلمانية و رئاسية ؟
هذا متوقف على تصرفهم فى الايام المقبلة اذا القوا السلاح و اعتذروا للشعب المصرى عما حدث و تركوا قياداتهم الماثلة امام القضاء تسير فى مجراها الطبيعى و ارتضوا بالعودة للحياة السياسية وفقا لخارطة المستقبل التى اعلنت فى 3 يوليو و بادروا بمصالحة القوى الو طنية فيمكن للناس تقبلهم غير ذلك سيجدون مقاومة شعبية و مجتمعية اذا ما فكر احدا الترشح . كيف يمكن استمرارها فى حمل السلاح و مناصرة الارهاب و تنظيم سرادقات داخل الشوارع و فى ذات الوقت تطلب من المصريين انتخابهم ,
من هذا المجتمع الذى يمكن ان يسمح لهم بذلك ؟
اذا تصورنا اعتذارهم فقد مضت سنوات عانينا فيها من عملية استقطاب المواطن البسيط بالريف و القرى و النجوع باسم الدين فى الانتخابات .
هل سيحدث ذلك فى الانتخابات المقبلة ؟
لابد من جهد يبذل , الحل ليس كافيا هذه معركة فكرية من خلال التعليم و الثقافة و الخطاب الدينى و سياسية ايضا من خلال قدرة التيار المدنى على ان يطرح بديل مقنع للناس و يصنع شبكة اجتماعية تصل الى كافة ربوع الوطن .
ما وضع جماعة الاخوان بعد ثورة 30 يونيه , هل تستمر دعوية أم سياسية أم تعود محظورة ؟
ما اعرفه عن تاريخ الجماعة لن يتنازلوا عن افكارهم و فكرتهم التى يعتقدون انها فكرة مقدسة و سيحاولوا بقدر الامكان ان يعتبروا ما جرى محنة جديدة و يتجاوزوها لكن آن الآوان على المجتمع المصرى ان يستيقظ لهذه اللعبة و يقاومها .
كيف تعبر مصر من الازمة لبر الامان ؟
مصر مرت بازمات أكبر من هذه بكثير و عبرتها بشرط ان يلتف الناس حول السلطة على ان تكون السلطة عادلة و منجزة و مقنعة .
بماذا تنصح جماعة الاخوان المسلمين ؟
انصحهم ألا يستمروا أكثر فى خيار الانتحار لأن فكرة مواجهة الدولة و المجتمع عبث قد تقضى لافنائهم و لو ان لديهم بعض عقل يجب ان يراجعوا اوضاعهم بشكل جذرى بهذه اللحظة سواء على مستوى الفكرة وعلى مستوى نبذ العنف وعلى مستوى اعادة هيكلة الجماعة و التخلص من القيادات الفاسدة أو نفض افكار سيد قطب المتطرفة من اذهان قطاعات عريضة من جماعة الاخوان .