بمناسبة عيد الشكر الكوري “تشوسوك” الذي يصادف يوم الخامس عشر من الشهر الثامن من السنة القمرية، أقام المركز الثقافي والإعلامي بسفارة كوريا الجنوبية الأربعاء 18 سبتمبر احتفال شارك فيه عدد من الأطفال والعائلات، وقد بدأ الاحتفال بعرض فيلم تسجيلي عن عيد الشكر الكوري
بمناسبة عيد الشكر الكوري “تشوسوك” الذي يصادف يوم الخامس عشر من الشهر الثامن من السنة القمرية، أقام المركز الثقافي والإعلامي بسفارة كوريا الجنوبية الأربعاء 18 سبتمبر احتفال شارك فيه عدد من الأطفال والعائلات، وقد بدأ الاحتفال بعرض فيلم تسجيلي عن عيد الشكر الكوري، أعقبه فقرة الألعاب الكورية التقليدية والذي استمتع بها الأطفال كثيراً، وفي النهاية قاموا بتجربة الملابس الكورية “الهانبوك” والتقطوا الصور التذكارية.
وحرص المستشار الثقافي د. بارك جاي يانج Park, Jae Yang على حضور الاحتفال، وقال يانج إن عيد “تشوسوك” يمثل أحد عناصر التراث الثقافي المشترك بين مصر وكوريا مشيراً إلى أنه مثلما يحتفل المصرين بعيد الحصاد وهو أحد الأعياد المصرية الفرعونية القديمة احتفاءً بقدوم فصل حصاد المحاصيل الزراعية وجني الثمار والغلال، يحتفل الكوريون أيضاً في منتصف موسم الخريف بالحصاد المثمر في عيد “تشوسوك” والذي يعتبر من أقدم الأعياد التي لا تزال كوريا الحديثة تحتفل بها.
وأوضح أن عيد الشكر الكوري يعتبر مناسبة جيدة لجمع شمل الأسرة وإحياء ذكرى الأجداد الراحلين ولذلك يحرصون على زيارة المقابر، كما يتناولون فيه كعك الأرز المخصص لعيد “تشوسوك” ويسمى “سونج بيون” وهو مصنوع من بذور السمسم والفول والكستناء، ومن بين مظاهر الاحتفال بالعيد رقصة «كانج كانج سولليه» والتي يقوم بها النساء والأطفال وفيها يتكاتفون في دائرة ويغنون. ويرجع أصل هذه الرقصة إلى “حقبة مملكة تشوسن”؛ حيث ابتكر الجيش الكوري هذه الرقصة كحيلة يوهمون بها الأعداء إن عددهم أكبر من العدد الحقيقي. وقد انتصر الجيش الكوري بهذه الحيلة على أعدائه في كثير من المعارك. ونوه إلى أنه في هذا العيد تكتظ الطرق السريعة بالسيارات وتغلق المتاجر أبوابها لثلاثة أيام، ويتزاحم الناس على الطائرات والقطارات.
وفي لفتة إنسانية مميزة، قام المستشار الثقافي وأعضاء المركز بزيارة أحد دور الأيتام من أجل تقديم مجموعة من الهدايا لأطفال الدار وقاموا بأداء بعض الألعاب التقليدية الكورية وقضاء بعض الوقت معهم، وقد ودعهم الأطفال بكل حرارة.
وفي نفس الإطار أقام المركز الثقافي والإعلامي يوم الخميس 19 سبتمبر لقاء جمع يانج مع عدد من الصحفيين حيث تناول اللقاء عدة أمور ثقافية مصرية وكورية. وأفاد يانج إنه وبنهاية هذا العام سيتم افتتاح المركز الثقافي الكوري، وصرح بأن المركز لن يقوم بنقل الثقافة الكورية للمصريين فقط بل سيعمل أيضا على نقل الثقافة المصرية للكوريين أيضا، حيث سيتضمن المركز تعليم اللغتين الكورية والعربية، كما سيقوم بشرح أسلوب حياة الكوريين لمصر وبالعكس، مؤكدا إنه سيكون مركز للقاء الشباب المصري بالشباب الكوري لتكون فرصة للتبادل الثقافي وتبادل الخبرات. وأضاف: “إن المركز سيبحث في أوجه التشابه وتعميق العلاقات بين كوريا وبين مصر والدول المجاورة وسائر الشرق الأوسط”، وأشار إلى أن السفارة مهتمة بتعزيز التبادل الثقافي باعتباره احد السياسات العامة للحكومة الكورية.
وقال إن الشعب المصري يتميز بالمرونة والانفتاح وهو الذي توارثوه من الفراعنة الذين واجهوا الكثير من المحتلين والأجانب، ولهذا لا يخاف المصري من الشخص الأجنبي، حتى الأطفال عندما يرون شخص أجنبي يحاولون الحديث معه، أما الأطفال الكوريين فلا نجد ذلك بينهم، وأضاف إن السعادة لا تفارق وجوههم فالمصري يضحك أكثر من الكوري.
وأكد يانج على أن هناك قواسم ثقافية مشتركة بين الكوريين والمصريين فكلاهما يعتزون بالتماسك الأسري واحترام الكبار كما إنه هناك قضايا اجتماعية وأخلاقية مشتركة، مثل قضية الدروس الخصوصية فالدروس الخصوصية منتشرة في كوريا كما في مصر، لكن في كوريا القانون صارم فمن يقوم بالتدريس خارج المنظومة التعليمية يتم طرده من المدرسة.
كما تطرق يانج إلى هيمنة الثقافة الغربية على كوريا ملمحا إلى أن الشاب الكوري أصبح يحب متعته الخاصة ولا يحب التواجد أو الاستمتاع وسط أسرته وعائلته كما كان يفعل الكوريون قديما، وأوضح أن الحكومة الكورية تدعم الثقافة الكورية فتقوم بدعم الفنانين الكوريين الذين يقدمون الفنون الكورية القديمة كما تدعوهم لتعليم ذلك الفن لتلاميذ من بعدهم حتى يستمر الفن الكوري التقليدي القديم كما إن هناك أقسام لدراسة التراث الكوري مثل قسم التراث بجامعة سونج يون والذي يهتم بدراسة تراث كونفوشيوس.