استهجن منير محمود -مسئول الأنشطة الثقافية والتعليمية بأكاديمية أفاق الدولية ورئيس تحرير بإدارة الإنترنت بقطاع الأخبار باللغة العبرية- حادث اعتقال محامي الإسكندرية بتهمة التخابر متسائلا هل يعقل لشخص يتخابر لصالح الموساد الإسرائيلي ويتواصل معهم من خلال مقهى انترنت ويتحدث العبرية بصوت عالٍ
استهجن منير محمود -مسئول الأنشطة الثقافية والتعليمية بأكاديمية أفاق الدولية ورئيس تحرير بإدارة الإنترنت بقطاع الأخبار باللغة العبرية- حادث اعتقال محامي الإسكندرية بتهمة التخابر متسائلا هل يعقل لشخص يتخابر لصالح الموساد الإسرائيلي ويتواصل معهم من خلال مقهى انترنت ويتحدث العبرية بصوت عالٍ، وأوضح إلى أنه عادة ما يتم تحقيق حول الشخص المتهم بالتخابر لعدة أشهر، وليس بناءا على بلاغ من أشخاص سمعوه يتحدث لغة غريبة أو إنه يتحدث العبرية أو إنه لديه أصدقاء إسرائيليين على مواقع تواصل اجتماعية. والجهة المنوطة باتهامه هي النيابة وليس مديرية الأمن أو مدير الأمن. كما رفض منير الحملة الإعلامية والتي أشار إنها اعتمدت على الأفكار المسبقة وليس الأحداث الفعلية، مؤكدا إن النيابة لم تلق بأي تصريحات أو تقوم بالتحقيق في الأمر، ولو أثبتت النيابة إنه أجرم في حق البلد لوجب إعدامه.
وقال: “طالما اتهم شخص بالتخابر لمجرد إنه يتحدث بالعبرية بصوت عالٍ فما مصيرنا نحن من ندرس اللغة العبرية، هل سيتم إلقاء القبض بعد ذلك على أي شخص لمجرد إنه يحمل صحيفة أو كتاب باللغة العبرية، لقد قمنا بخدمة الدولة وتعاوننا مع جميع أجهزتها لصالح الوطن، فكيف يتم تخويننا بعد كل هذا.”
شيزوفرينيا
وأضاف منير نحن نعيش في حالة من الشيزوفرينيا فنحن نعمل في خدمة الوطن كالجندي المجهول، وبعد ذلك يأتي الشارع ليقول إننا خونة، وقد نجد اثنان إخوة أحدهم درس التاريخ والثاني تخصص في اللغة العبرية فيصبح الأول محترم أما الآخر فجاسوس وخائن لمجرد إنه درس العبرية. وبنفس التشيزوفرينا نجد دولة بها 12 جامعة تقوم بتدريس اللغة العبرية ولديها جيش من الخريجين في هذا المجال وأغلب مؤسسات هذه الدولة وعلي رأسها الإعلام لا يدركون معاني أهمية معاهدة السلام الإستراتيجي بين مصر وإسرائيل للأمن القومي المصري بعد استعادة سيناء بالقوة العسكرية والدبلوماسية المصرية، وأشك أصلاً في أنهم يدركون أبعاد مصطلح “إستراتيجي”، ناهيكم عن إدراكهم للمعاني القانونية الدولية لمصطلحات الخط الأخضر، واتفاقيات الهدنة ( 1948-1949) ومعني المصطلح الدولي مستوطنات غير مشروعة
وأنا أدعو جميع شيوخنا وكبار رجال اللغة العبرية في مصر الذين اخذوا على عاتقهم أن يعملوا في خدمة الوطن طوال ستين عاما أن يفتحوا تلك الملفات للشارع المصري، فقد كنا صامتين من قبل بسبب ديكتاتورية مبارك، لكن بعد ثورة يناير، لماذا نظل صامتين.
الاتجار بالقضية الفلسطينية
وتطرق الأستاذ منير إلى مأساة الاتجار بالقضية الفلسطينية مشيرا مؤكدا إنها قضية مركبة وكبيرة لان الاتجار بالدين يقوم على جهل الناس أما الاتجار بالقضية الفلسطينية فيقوم على المثقفين وهي من مفارقات القدر، لان مثقفينا وإعلاميينا جهلة بالقضية الفلسطينية وأبعادها. وأوضح منير إن هذا الجهل صنعه مبارك كي حتى يستطيع السيطرة على عقول الشعب، ومضيفا إن هذا ما يحدث في كل الأنظمة العربية، فأي مسئول في الأنظمة العربية يريد زيادة شعبيته يقوم بمهاجمة إسرائيل ويردد شعارات مثل “هنحرر القدس” أو “هنحرر فلسطين”، فنجد علي سبيل المثال قطاع كبيير من المصريين البسطاء يقفون في حملة الانتخابات الرئاسية لمحمد مرسي ليقوم صفوت حجازي بإلهاب حماسهم ودغدغة مشاعرهم بالعبارات الشهيرة ” علي القدس رايحين شهداء بالملايين” ثم متابعة نفس القطاع من المصريين البسطاء لزيارة محمد مرسي للأمم المتحدة وهو يخاطب العالم ( باللغة العربية) بضرورة الموافقة علي منح فلسطين صفة مراقب تمهيداً للاعتراف بدولة فلسطين علي حدود 4 يونيو 1967 وهم غير مدركين لأي قدس يقصد وأي حدود وأي فلسطين يقوم بالمتاجرة بهم، وغير مدركين لمعني حدود 1967، وغير مدركين لتفاصيل المبادرة العربية للسلام التي قدمتها السعودية من خلال جامعة الدول العربية.
مساحة إسرائيل
أما هؤلاء الحكام فهم يعرفون جيدا إن كل ما يقولونه لن يحدث، لأن هناك خمس دول هم مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق وقعوا على اتفاقية الهدنة التي تقر بحدود دولة إسرائيل بالخط الأخضر، لأن هناك اتفاقيات دولية وقعت عليها الدول العربية يقر فيها بوجود إسرائيل، فعندما صدر قرار التقسيم وهو قرار الأمم المتحدة رقم 181 والذي منح العرب 43 % ( بمناطق ومدن تواجدهم العربية التاريخية بفلسطين ) مع الإشراف الدولي علي مدينة القدس لحرية التنقل بها لجميع الأديان، رفضوه العرب عن عدم مسئولية وكتمويه على فضيحتهم في اتفاقية فيصل وايزمان عام 1919 التي باعوا فيها القدس وهو اتفاق بموجبه حصلت إسرائيل على 56% بينما يبقى العرب في 44% ، الأراضي المعطاة للإسرائيليين تحتوي على مناطق مثل النصرة والتي بها كنيسة البشارة واكبر تجمعات المخصصة للمسلمين وعكا وبئر سبع، وكل ذلك تم قبل أن تكون هناك دولة فلسطينية أو علم فلسطيني، بالطبع كان هناك شعب فلسطيني لكن لم تكن له دولة. وهنا خاضت الدول العربية حرب 1948 والتي انتصرت فيه الجيش الصهيوني على ما يسمى بالجيوش العربية (7700 مقاتل فقط) واستولت إسرائيل على مزيد من الأراضي وبعد ذلك تم إعلان قيام دولة إسرائيل على ما أخذته من أراضي حيث أقيمت على مساحة 78% من مساحة فلسطين الكلية وتم ترسيم حدودها وفقا لذلك وأطلق عليها الخط الأخضر، وهذا الكلام يعرفه المتخصصين ولا يقوله احد للشعب فأي رئيس يأتي منذ السادات لابد وأن يحترم تلك القرارات.
دولة فلسطينية
وأنا أتوقع من خلال خلفية قراءتي للمشهد السياسي العام للدولة والمنطقة إقليميا وعالميا، ومن خلال قواعد اللعبة الجديدة التي كشف بها المصريون مؤامرة الإخوان المسلمين وتغيير الخطط الشرق الأوسط، إن الظروف الدولية الجديدة والتي لم يكن مخطط لها ستؤدي إلى توقيع اتفاقية سلام فلسطينية إسرائيلية في فترة ولاية أوباما كنتيجة للمحادثات القائمة حاليا إقامة دولة فلسطينية، وذلك لتهدئة الرأي العام وامتصاص الصدمة التي حدثت للشعب المصري والعربي لما تم كشفه من خطط كانت الولايات المتحدة تود أن تنفذها عن طريق الإخوان. وسقام الدولة الفلسطينية على مساحة 22% من مساحة فلسطين الأساسية (وفقا لحدود ما بعد حرب 48) وذلك ما تطلبه كل الدول العربية منذ 10 سنوات فيما يسمى بالمبادرة العربية والتي قدمتها السعودية من خلال جامعة الدول العربية.
ناقوس الخطر
وعندما يتحقق ذلك فإن الشعب المصري سيفوق على كارثة عبارة عن مشهد مأساوي يضحك ويبكي ولكنه سيجعلنا “مسخة” للأسف الشديد في أعين الغرب والعالم المتحضر عندما يكون الشعب المصري صاحب الحضارة العظيمة مهتم بالقضية الفلسطينية منذ بدايتها، وتتم الاتفاقية ويكون الفلسطينيين أول الرابحين وتقام الفلسطينية على حدود 67 وبذلك يتحقق المطلب الرسمي للدولة المصرية وكل الدول العربية، والشعب المصري لا يزال يتحدث عن تحرير القدس وعن تحرير فلسطين وعن عدم قبول دولة إسرائيل بالرغم من إن الصراع العربي الإسرائيلي سيكون انتهى بقيام دولة فلسطينية.
وانوه حتى لا يأتي أحد يقرأ كلامي بشكل خاطئ أو بشكل مغرض أو بشكل مضلل كل ما أقوله الآن هو الوضع القانوني والرسمي الذي قرأه السادات منذ 40 عام والوضع السياسي والوضع الدولي للقضية الفلسطينية، ونحن قد حصلنا على أراضينا المصرية منذ عام 1981 بالسلاح والدبلوماسية والتحكيم الدولي وظلت فلسطين هي القضية الوحيدة للشعب المصري كقومية مصرية وقومية مصرية يرتبط مشاعرها بالحق العربي المسلوب لكنها لا تمس السيادة المصرية فنحن مصريين قبلما نكون عرب وقبلما نكون مسلمين أو مسيحيين وسنظل مصريين في الإطار المصري القومي.
معاهدة السلام
وما يهمنا الآن كشعب مصري هو البنود الأمنية بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية والتي فرط فيها حسني مبارك على مدى 30 سنة لأن في أحد بنودها إنه يحق لأي من الطرفين أن يعيد النظر ويطلب تغيير أي من البنود الأمنية عندما يتراءى له ويحق له ذلك بشكل تلقائي بعد مرور عشرين سنة على توقيع المعاهدة، ومرت السنوات العشرون ولم يهتم مبارك بتعديل البنود الأمنية لأن كان الهم الشاغل لمبارك هو مشروع التوريث، ولذلك يجب أن يكون مطالبنا القومي رقم واحد أن نطالب بتعديل البنود الأمنية بمعاهدة السلام وتظل الحدود آمنة ولا توجد حرب بيننا وبين إسرائيل وتظل أراضينا تحت سيادتنا ونعمر سيناء، أخطائنا نحن من نعالجها وليس الإسرائيليين والأمريكيين. أما الحق العربي في فلسطين فسيكون من السفه والعته أن أصحاب الأرض يقيموا دولتهم ويصبح لهم علم في الأمم المتحدة ونحن لا نتوقف عن الحديث عن تحرير فلسطين وخاصة إن قامة دولة فلسطينية على مساحة 22% هي ما نطالب به منذ 10 سنوات من خلال المبادرة العربية، وهذا هو ما أطلقت عليه ناقوس الخطر لان عندما يتم توقيع الاتفاقية الفلسطينية الإسرائيلية الشعب المصري سيكون مازال كارها –وذلك من حقه من حيث المشاعر وليس من حيث الواقع الدولي الاتفاقية الدولية – وسيرفض ما يسمى حاليا بالتطبيع، وهو لفظ اخترع ليستخدموه ضد و مع، مثل لفظ الفلول والذي اخترعه الأخوان في العام 2011 وصرنا نستخدمه دون أن نميز بين من افسد الحياة السياسية ومن أجرم ومن قتل وبين شخص كان شابا مع بداية ولد في أوائل عهد مبارك وهو الآن في الأربعين من عمره فنطلق عليه فلول حتى لو كان مصري شريف، فألفاظ ومصطلحات مثل تطبيع وفلول لابد وأن يتم مراجعاتها، وأنا من هنا أدعو ثانية بأن نقوم بحملات إعلامية لتوعية شاملة للشعب المصري حول القضية الفلسطينية ومناقشة وتفنيد كل المصطلحات المستخدمة في هذا المجال حتى لا نقع ضحايا جهلنا. ويجب أن تكون هناك مساحة توفر لنا ذلك داخل المؤسسات الإعلامية ولا يتم اتهامنا بالتخوين والتطبيع والعمالة. وألمح الأستاذ منير إلى إنه عندما كانت قناة الجزيرة تعرض أفلام وثائقية عن تاريخ القضية الفلسطينية كانوا المصريون يشاهدونها لكن عندما يتحدث أحد من دارسي العبرية في مصر عن تلك الملفات يتهمونه بالعمالة، قائلا: “نحن لا نطالب أحد بتأييد إسرائيل أو أن ننكر الحق الفلسطيني لكن يجب أن نعرف ما جرى.”