الموقف ضبابي .. غير واضح .. مئات التصريحات وعشرات الشخصيات التي تُوصف بأنها ذات ثقل سياسي تتحدث بلا توقف .. المؤسستين الأمنية والعسكرية يضعان الجميع في موقف يُشبه ما قبل حرب أكتوبر 73 من حيث الضبابية وعدم اتخاذ موقف حاسم مما يجري على الأرض.
بداية قوة تمرد أنها جاءت من شباب لم يتم حرقهم أمام الناس ولا الإعلام ولا يوجد خلاف عليهم من أي أحد، لذا فالكوادر التي يجب أن تظهر لابد أن تكون من نفس النوعية ..
شباب يفهم السياسة كما يفهم الثورة ..
وبالرغم مما فعلته المؤسسة العسكرية من الوقوف إلى جوار القرار الشعبي بتنحية جماعة الإخوان من الحكم ، إلا أن هذا قد يُعتبر خروج آمن للعديد ممن تلطخت أيديهم بدماء المصريين إبان حكم المجلس العسكري – وهناك العديد ممن يحاولون تأكيد الصورة بالرغم من نفي مؤسسة الرئاسة والقيادات العسكرية – كما أن البعض سيعتبر موقف القوات المسلحة ليس تنفيذاً لأمر الشعب، وإنما هو جميل وعلى الشعب أن يرده وينتخب جنرال متقاعد لإكمال الصورة الديمقراطية ..
وهو مالا نقبله ..
يجب الضغط في الفترة الانتقالية .. نحاكم القتلة .. الثوار يخرجون من السجون والمعتقلات .. يتم إلغاء مجلس الشورى الذي صنعه السادات كمكافأة نهاية الخدمة لرجال النظام .. يجب أن نبني بسرعة كوادر تستطيع دخول انتخابات مجلس نواب ..
والأهم أن نتفق من الآن على مرشح رئاسي واحد ..
كذلك هناك محاولات بدأت حتى قبل عزل مرسي لجعل الفريق سامي عنان أو الفريق حسام خير الله رئيساً عن طريق انتخابات نزيهة، وهذا عن طريق محاولة ترسيخ أن حكم الجنرالات “مفيش أحسن منه” بالنسبة للبسطاء، و أن “كل النخبة مالهمش لازمة” وهذه حقيقة بالفعل ..
يجب أن يعرف كل الناس أن حلها الوحيد كما تم جعل الجيش في طريق الحماية لا الحكم أن يظل هذا الوضع ، وأن المؤسسة العسكرية تبقى بعيداً عن أي حكم ..
كما لا يجب أن يتعجب أحدنا من هجوم وسائل الإعلام الأميركية على وقوف الجيش بجوار الثورة واعتبار ما يحدث “انقلاب عسكري” على الشرعية المزعومة .. فما حدث وضع الرئيس الأميركي في حرج بالغ أمام الكونجرس وأمام شعبه .. ولو أضفنا عودة “الدب الروسي” إلى حظيرة الصداقة المصرية ، سنجد أن أميركا ستعمل بكامل طاقتها لإجهاض المشروع المصري وتحالفه مع الروس حرصاً على المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، ويزيد من إثبات هذ الحرج يوما بعد يوم – وهو ما يؤكد في الوقت ذاته قوة التنظيم الدولي للجماعة – الزيارات الكثيرة والمتعاقبة للعديد من الشخصيات الدولية مثل “كاثرين آشتون” و “جون ماكين” للمعزول ورئيسه الفعلي “خيرت الشاطر”، ما يؤكد أن الأنظمة الغربية في خطر بسبب سقوط المشروع المتأسلم الذي بدأت المخابرات الأميركية في رعايته منذ بداية الحرب السوفيتية في أفغانستان.
لا تتسرع .. الموقف الآن لا يحتم عليك سوى المشاهدة .. والصمت.