اعتبرت الصحف القطرية الصادرة اليوم أن العودة الى الحوار والمسار السياسي هو أقصر الطرق لمعالجة الأزمة في مصر، ومنع توجه البلاد نحو مستقبل مجهول. فمن جانبها نوهت صحيفة الشرق، في افتتاحيتها، بالتحرك القطري والاوروبي والامريكي المستمر منذ بداية الازمة
اعتبرت الصحف القطرية الصادرة اليوم أن العودة الى الحوار والمسار السياسي هو أقصر الطرق لمعالجة الأزمة في مصر، ومنع توجه البلاد نحو مستقبل مجهول. فمن جانبها نوهت صحيفة الشرق، في افتتاحيتها، بالتحرك القطري والاوروبي والامريكي المستمر منذ بداية الازمة في محاولة لفتح أفق سياسي يهدف إلى تجنيب مصر وشعبها ويلات الفتنة والعنف، وتداعيات الحلول العسكرية والأمنية التي ربما تقود الى انزلاق البلاد الى الفوضى او حرب أهلية.
وتحت عنوان العودة للحوار، رأت الصحيفة أن الأزمة لا تزال تزداد كل يوم تعقيدا، في ظل أجواء انعدام الثقة بين الأطراف ذات الصلة بسبب التصعيد الخطير واستخدام القوة المفرطة لاستئصال فصيل كامل من الشعب، والترويج لهذه الحملة باعتبار أنها حملة ضد العنف والإرهاب.
واعتبرت الشرق أن السلطة الحالية في مصر استخدمت حالة الطوارئ لإطلاق يد الجيش والأمن ليتخذ ما يشاء من إجراءات استثنائية ضد جزء من الشعب لا لسبب سوى أنه يعارض التغيير الذي جرى في 3 يوليو الماضي، وذلك في ردة عن المكاسب التي أنجزتها ثورة 25 يناير، وفي مقدمتها كفالة حرية التعبير والتظاهر السلمي.
وقالت الصحيفة إن لجوء السلطة المؤقتة الحاكمة إلى اعتماد الخيار الأمني كوسيلة لحل الأزمة التي تغرق فيها البلاد حاليا، لن يفعل شيئا سوى تأجيج مشاعر الغضب والاحتقان، وازدياد التعاطف الشعبي مع ضحايا القمع والانتقاص من شرعية النظام الحاكم.
ونوهت الشرق بمحادثات سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، أمس السبت مع نظيره الألماني الدكتور، جيدو فيسترفيله، في برلين، حيث من المنتظر أن يجري اليوم محادثات مماثلة مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، حول الاوضاع الحالية في مصر.
وأكدت الصحيفة أن هذه المحادثات تأتي من باب حرص دولة قطر على وقف حمام الدم الذي يسفك في مصر، وتجنيب شعبها ويلات ما يجري، ووضع حد للعنف هناك، والعمل على معاونة الأشقاء في مصر على العودة إلى الحوار الذي يشمل كل الاطراف السياسية.
ودعت الشرق من وصفتهم بـ أهل الحكمة العقلاء في داخل مصر وخارجها إلى العمل على دفع الأطراف السياسية نحو التهدئة، واتخاذ إجراءات مثل إطلاق سراح المعتقلين، ووقف التحريض الإعلامي لتهيئة المناخ للحوار.
من جانبها رأت صحيفة الوطن القطرية أن الأزمة الحالية في مصر لا يمكن أن تنفرج بقبضة أمنية صار ضحاياها رهطا من الآلاف، كما لا يمكن أن يبحث أحد لها عن مخرج بينما تجهز الحكومة عتادا سياسيا سيضاف إلى ترسانة الأسلحة التي استخدمت في فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، ثم استخدمتها ثانية في جمعة الغضب التي أضافت عددا ليس قليلا من الضحايا. وتحت عنوان الأزمة المصرية ومآلاتها، قالت الصحيفة إنه في ظل أوضاع أمنية بهذا الاحتقان والتفاقم فإنه سيكون من غير الحكمة الإقدام على تنفيذ اقتراح الحكومة بحل جماعة الإخوان المسلمين فيها، كون ذلك يصب.يتا على نار اتقدت وحرقت ما حرقت.
واعتبرت الوطن أن التصعيد السياسي المكمل للهراوة الأمنية غير الحكيمة التي استخدمت في ضرب ائتلاف المدافعين عن الشرعية سيترتب عليه مزيد من المخاطر، ومنها إطالة عمر الأزمة، والدفع بعناصر الإخوان إلى العودة ثانية إلى العمل السياسي تحت السطح، وبما يتناقض مع أبسط قيم الديمقراطية التي تؤمن للجميع حرية الوجود السياسي في الشارع، وتمنع الإقصاءات، وتحافظ على كل مكونات النسيج السياسي المصري.
وقالت الصحيفة إن بلوغ الحل الأمني لأزمة الشرعية في مصر لم تقسم فقط الداخل إلى فسطاطين، لكنها قسمت أيضا المواقف الدولية والرأي العام العالمي، وبالوسع الآن أن نرى موقفا دوليا واسع النطاق رافضا لنتائج بشعة وخطيرة ترتبت على استخدام هراوة أمنية غير حكيمة، خاصة أنه يفترض بكل العقلاء القناعة بأن اعتماد الحل الأمني خيارا وحيدا قد فشلت معه كل الأنظمة التي لجأت إليه في حل أزماتها.
واعتبرت صحيفة الراية القطرية، في مقال افتتاحي لرئيس تحريرها، أن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي، ووقف الملاحقات هو مفتاح حل الأزمة المصرية التي يتعين على من وصفهم بـ الخيّرين من أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى القيام بمبادرات جديدة لإنهاء هذه الأزمة. وتحت عنوان قطر تدعو لحل الأزمة المصرية سلميا.
قالت الراية إن دولة قطر لم تقصر تجاه مصر الشقيقة، وقامت بواجبها منذ مخاض ثورة 25 يناير، وخلال الفترة الانتقالية إبان حكم المجلس العسكري.. منوها بتصريحات سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، لقناة الجزيرة التي أكد فيها حرص دولة قطر على تجاوز الأزمة الحالية بمصر عبر الحوار وسلميا بين جميع الأطراف ليعيش الجميع في إطار من التعددية السياسية والاجتماعية دون إقصاء لأحد. ورأى رئيس تحرير الصحيفة أن البديل للدعوات المطالبة بضرورة ضبط النفس، وبدء حوار بناء وإيجابي برعاية إقليمية ودولية ترتضيها أطراف الأزمة هو المزيد من العنف وسفك الدماء.. وبالتالي دخول مصر لا سمح الله في دوامة من الفوضى، وعدم الاستقرار.
وقال إنه يجب على المصريين أن يستشرفوا المستقبل، ويتساموا فوق الجراحات من أجل بلدهم، رغم صعوبة الموقف. فلن يستفيد أحد من الأوضاع الحالية وتداعياتها المستقبلية، فشواهد التاريخ تؤكد أن الظلم لن يستمر طويلا، وأن سياسة العصا الغليظة والقبضة الحديدية ستنهار، وأن قلب وتشويه الحقائق وتزييفها والعبث بمصائر الشعوب وحقوق ودماء أبنائها إلى.وال. وأكد أن دولة قطر ستبقى دائما منحازة لتطلعات الشعوب العربية. داعيا الله، عز جل، أن يزيح هذه الغمة عن مصر لتعود مجددا لدورها الطليعي والمحوري.