كان يقدر سكان مصر فى عام 1805 إلى أربعة ملايين نسمة، سكان القاهرة فقط قدروا بحوالى مئتين وخمسين ألف نسمة ولم يزد عددهم حتى موت محمد على فى عام 1849.
كان يقدر سكان مصر فى عام 1805 إلى أربعة ملايين نسمة، سكان القاهرة فقط قدروا بحوالى مئتين وخمسين ألف نسمة ولم يزد عددهم حتى موت محمد على فى عام 1849.
يقدر الأقباط بحوالى عشرة آلاف نسمة واليهود مقدرين بحوالى ثلاثة آلاف نسمة والمغاربة والسوريين كان يتراوح بين خمسة عشر ألف نسمة وعشرة آلاف تركى واربعة آلاف مسيحى يونانى كاثوليكى وألف مسيحي مارونى وخمسة آلاف يونانى والفي ارمنى.
أما الشعب الصغير الذى كان يقف دائماً مشاهداً ليس فاعلاً فقد كان من التجار والحرفيين والفلاحين الفقراء المعدمين ومن الشيوخ والعلماء.
وكان الشيوخ والعلماء لا يتلقون اجوراً نظير عملهم بالتدريس، ولكنهم كانوا يتمتعون بمزايا عديدة عن طريق مؤسسات الدينية كالأوقاف والمعاشات والرواتب والمكافآت العينية والمادية، مع بعض الهدايا والمساعدات المالية هذا غير الاعفاء الضريبي.
كما أن بعضهم انشأ لنفسه مورداً اقتصادياً لزيادة الربح المادى فعمل بعضهم كاصحاب مكتبات أو خطاطون أو نساخون.
وكان بعضهم فاحش الثراء نذكر منهم الشيخ السادات الذى قدر له منزل عام 1792 بأربعمائة وخمسين ألف بارة.
وكانوا دائماً يلعبون دور الوسيط بين العامة والطبقة الحاكمة لأنهم وبحكم وظائفهم الدينية فقد كان الشعب يلجا اليهم لنقل مظالمهم إلى السلطان.
وهذا يفسر ان المستعمرين الأجانب سواء المماليك او العثمانيين او الفرنسيين كانوا يطلبون دائماً الدعم من شيوخ الأزهر فى حالة نشوب اى نزاع سياسي.
وهذا دائماً ما يجعلهم فى موضع متضارب بين العلاقات المادية والاجتماعية التى تربط الشيوخ بالطبقة الحاكمة، وبين الدور المفترض القيام به كناطق رسمى بأسم الشعب.
نذكر منهم فى تلك الفترة الشيخ الشرقاوى الذى عين عام 1804 شيخ للأزهر وانتخب من قبل المشايخة وبموافقة الزامية من السلطات المدنية للقاهرة، إضافة إلى أمين التجار المحروقى الذى عينه بونابرت في هذا المنصب وعندما ثارت القاهرة على الاستعمار الفرنسي انحاز بجانب العثمانيين، والشيخ السادات الذى سبق ذكره، وهما معاً على رأس المتصوفه، وسيد عمر مكرم الذي يحمل لقب نقيب الاشراف وعرف بكونه بطل شعبي، لعب دوراً سياسياً هاماً فى عامي 1798 وعام 1800.
وكان جورج او جرجس الجواهرجى يحتل الواجهة لدى المسيحيين، وهو ثري قبطى كان قد عينه بونابرت مقتصداً عاماً للضرائب.
واستطاع ان يحتفظ بمكانته بعد رحيل الفرنسيين.
ولكن إذا ما تم التصديق على ما جاء به الجبرتى فان كل هؤلاء الشيوخ مشكوك فيهم بالأساس.
فهم محمد على أن الفتح العسكري لا يكفى بل يجب عليه استماله الشعب المصري عن طريق الشيوخ والوجهاء.
وهكذا لجأ محمد على إلى استعمال كل ما يملك لأستمالة الشيوخ إذ لم يتردد فى احد الأيام بأن يخرج بلباس شرقي وذهب به الأمر إنه ادعى بأنه سيعتنق الاسلام هو وكل جيش الشرق. وكان هذا إغراء فعال.
يُتبع…
الجزء الأول
تاريخ مصر الحديث (1) السيسي والبرديسي…. https://www.wataninet.com/watani_Article_Details.aspx?A=44521 |