قال غبطة البطريرك ماربشارة الراعي، بطريرك الموارنة الكاثوليك و كاردينال الكنيسة الجامعة، إن المسيحيين يدفعون الثمن الأغلى للحروب في الشرق الأوسط، مضيفا أن “كل ما يحدث في الشرق الأوسط، سواء في مصر أو في سوريا أم العراق، يمثل حرباً ذات بعدين”
قال غبطة البطريرك ماربشارة الراعي، بطريرك الموارنة الكاثوليك و كاردينال الكنيسة الجامعة، إن المسيحيين يدفعون الثمن الأغلى للحروب في الشرق الأوسط، مضيفا أن “كل ما يحدث في الشرق الأوسط، سواء في مصر أو في سوريا أم العراق، يمثل حرباً ذات بعدين”، ففي “العراق وسوريا، الحرب بين السنة والشيعة، وفي مصر بين الأصوليين، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين، والمعتدلين”، وهي “حروب لا نهاية لها”، لكن “وأنا آسف لقول هذا، فهناك بعض البلدان، ولاسيما في الغرب، بل وفي الشرق أيضاً تعمل على إثارة كل هذه الصراعات، وينبغي إيجاد حل لكل هذه المشاكل”.
و تابع غبطته قائﻻ: “نحن المسيحيين نعيش منذ أربعة عشر قرناً مع المسلمين، وقد حملنا إلى هذه الأرض قيماً إنسانية وأخلاقية متعددة الديانات، ترتبط وثيقاً بالتعددية والحداثة”، و”بفضل وجودنا في المنطقة خلقنا في الحياة اليومية في جميع هذه الدول العربية بعض الاعتدال في العالم الإسلامي”، واليوم “نحن نشهد التدمير الكامل لجميع ما بناه المسيحيين في أكثر من 1400 سنة” وفي الوقت نفسه “يدفع المسيحيون دفع ثمن هذه الحروب بين السنة والشيعة وبين المعتدلين والأصوليين، بالنسبة لمصر”.
و ذكر غبطة البطريرك ماربشارة أنه “كما هي الحال دائماً عند حدوث فوضى أو اندلاع حرب يثور المسلمون ضد المسيحيين ويهاجمونهم حتى من دون معرفة السبب، وكأننا كبش الفداء دائماً”، وأردف “للأسف إن الإخوان المسلمين هم من هاجم الأقباط كنائسهم في مصر”، ولسوء الحظ فإن هذه هي عقلية بعض المسلمين”، مبيناً أن “الشيء نفسه حدث في العراق أيضاً، وهو يجري الآن في سوريا ومصر”، وتابع “إنهم لا يعرفون لماذا يهاجمون المسيحيين، لكن هكذا تسير الأمور وجلّ ما يطلب المسيحيون في العالم العربي هو الأمن والاستقرار”.
و لفت البطريرك الراعي إلى أن “المسيحيين في العالم العربي بأسره يقفون إلى جانب المؤسسات، ويحترمون البلاد التي يعيشون فيها وسلطاتها ودساتيرها”، ومن “المعروف جيداً أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر قاموا خلال سنة بخطوة إلى الوراء مع نية تطبيق الشريعة”، في حين “كان الشعب المصري يطالب بالاصلاحات في المجال السياسي، الأمر الذي كانت تطالب به جميع المظاهرات، مما يعني أنها كانت تسير نحو الديمقراطية”.وأضاف البطريرك الماروني أن “الغرب قدّم مساهمته كالعادة على شكل مليارات من الدولارات لجماعة الإخوان المسلمين لكي تصل إلى السلطة”، والتي “ما أن تقلدتها حتى بدأت بتطبيق الشريعة، أي أنها قامت بخطوة إلى الوراء، ومن المؤكد أن يعارض المسيحيون هذا الأمر، فهم يريدون أن لمصر الإصلاحات والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وهم دائما مخلصون للدولة والمؤسسات”.
أما بشأن مستقبل منطقة الشرق الأوسط، فقد أشار الكاردينال الراعي إلى أن “هناك مشروع محدد لتدمير العالم العربي من أجل مصالح سياسية واقتصادية”، وكذلك “مشروع لتوسيع الصراعات الطائفية قدر الإمكان في العالم الإسلامي بين السنة والشيعة”، ولذلك “فإن المشروع حقيقي ويهدف إلى دمار الشرق الأوسط”، وإختتم بالقول “لسوء الحظ فإن هذه السياسة تأتي من الخارج” في إشارة الغرب.