##هل الله يعوج القضاء أو القدير يعكس الحق## (أيوب8:3).. رسالة حق يوجهها لنا الكتاب المقدس, انطلقت منها جميع الكنائس المصرية الأسبوع الماضي بتوجيه رسائل للعالم لتوضح لهم جرائم الإخوان ضد مصر ومواجهة الدول المصرية للإرهاب, وكيف كانت الكنيسة هي الضحية الأولي لهذا التطرف.
الكنيسة الأرثوذكسية:
أصدر المقر البابوي بيانا, قال فيه: تتابع الكنيسة القبطية المصرية تطورات الأحداث المؤسفة علي أرض بلادنا مصر, وتؤكد وقوفها القوي مع الشرطة المصرية والقوات المسلحة وسائر مؤسسات الشعب المصري في مواجهة جماعات العنف المسلح والإرهاب الأسود في الداخل ومن الخارج, والاعتداءات علي كيانات الدولة والكنائس الآمنة, وترويع المواطنين أقباطا ومسلمين وبما يتنافي مع الأديان والأخلاق والإنسانية.
وإذ نقدر موقف الدول المخلصة والصديقة التي تتفهم طبيعة مجريات الأمور, فإننا نستنكر وبشدة المغالطات الإعلامية التي تنتشر في الدول الغربية, وندعوها إلي قراءة حقائق الأحداث بموضوعية, وعدم إعطاء غطاء دولي أو سياسي لهذه الجماعات الإرهابية والدموية وكل من ينتمي إليها, لأنها تحاول أن تنشر الخراب والدمار في بلادنا العزيزة. ونهيب بوسائل الإعلام الغربية والعالمية الالتزام بتقديم الصورة الحقيقية لما يحدث بكل صدق وحق وأمانة. وإذ نعزي كل الضحايا وشهداء الواجب الذين سقطوا ونتمني الشفاء لكل الجرحي والمصابين, فإننا نتمسك بالوحدة الوطنية الصلبة, ونرفض تماما أي محاولات لجر البلاد نحو الفتنة الطائفية. ونعتبر كل تدخل أجنبي في الشأن الداخلي المصري مرفوض جملة وتفصيلا. وإن كانت يد الشر تقترب لتحرق وتقتل وتدمر, فإن يد الله أقرب لتحرس وتقوي وتبني. ونثق في المعونة الإلهية التي ستعبر بشعبنا المصري في هذه الأيام الحرجة من تاريخنا إلي غد أفضل ومستقبل مشرق يسوده العدل والسلام والديموقراطية التي يستحقها شعب وادي النيل الأصيل.
الكنيسة الكاثوليكية:
أصدر غبطة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك بيانا بالعديد من لغات العالم يسرد فيه غبطته موقف الكنيسة الكاثوليكية تجاه الأحداث الراهنة, قال فيه: تتابع الكنيسة الكاثوليكية في مصر, بكل ألم ورجاء, ما تمر به بلادنا من إرهاب, وإزهاق للأرواح, وحرق للكنائس والمدارس وكل مؤسسات الدولة. لذا انطلاقا من حبنا لوطننا, وبالتضامن مع كل محبي مصر مسيحيين ومسلمين, نحاول بقدر إمكاننا الاتصال بالعديد من الهيئات الصديقة في العالم, لنوضح لهم حقيقة الأمور ونود هنا أن نؤكد علي الآتي:
مساندتنا القوية والواعية والحرة لكل مؤسسات الدولة, وخصوصا الشرطة المصرية والقوات المسلحة, لما تقوم به من مجهودات لحماية الوطن.
تقديرنا لموقف الدول المخلصة التي تتفهم طبيعة مجريات الأمور, ورفضنا رفضا قاطعا لأي محاولة للتدخل في شأن مصر الداخلي أو التأثير علي قرارها السيادي, من أي جهة وبأي حجة كانت.
شكرنا لكل وسائل الإعلام المصرية والأجنبية التي تنقل الأخبار والأحداث بموضوعية ونزاهة, وندين الإعلام الذي يروج الأكاذيب ويزيف الحقيقة, بهدف تضليل الرأي العام العالمي.
شكرنا لشركائنا في الوطن المسلمين الشرفاء الذين وقفوا إلي جانبنا, علي قدر ما استطاعوا, للدفاع عن كنائسنا ومؤسساتنا.
أخيرا نخاطب الضمير العالمي وكل مسئولي الدول أن يدركوا تماما ويصدقوا أن ما يحدث في مصر الآن ليس صراعا سياسيا بين فصائل مختلفة, إنما هو حرب كل المصريين ضد الإرهاب.
واختتم غبطة الأنبا إبراهيم البيان قائلا: نتوجه بالعزاء لكل أهالي وأقارب الضحايا, ونطلب من الرب الشفاء لكل الجرحي.
الكنيسة الإنجيلية:
قال الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الكنيسة الإنجيلية بمصر: نتابع لحظة بلحظة ما يحدث من اعتداءات علي الكنائس وممتلكات المسيحيين في العديد من المواقع لاسيما في صعيد مصر ومع شعورنا بالأسي والأسف فإننا ندعو المخلصين من إخوتنا المسلمين ومعهم رجال الأمن للدفاع عن دور العبادة وهذا ليس بغريب علي الغالبية المعتدلة من المصريين الشرفاء.
وتابع الدكتور القس صفوت قائلا: نناشد الجهات الأمنية مع تقديرنا لحجم المسئولية أن يولوا دور العبادة ومحال وممتلكات المسيحيين التي أصبحت هدفا للعدوان والإتلاف.
واختتم مؤكدا أن الكنيسة تثق في رعاية الله وحمايته فقد حمي مصر عبر العصور واثقين أنه إن كان الله معنا فمن علينا, ومسئوليتنا أن نقدم صورة جيدة لمصر الحضارة ومصر التاريخ, وقبل أن يستصرخ البعض منا المنظمات الدولية وفي ذات الوقت يعتدي علي إخوته المسيحيين شركاء هذا البلد تاريخا وثقافة وبذلا وعطاء.
مجلس كنائس مصر:
أصدر القس الدكتور بيشوي حلمي أمين عام مجلس كنائس مصر بيانا باللغة العربية والإنجليزية بشأن الأحداث الراهنة التي تشهدها, قال فيه: يدين مجلس كنائس مصر بكل شدة الاعتداءات الغاشمة علي أقسام الشرطة والمنشآت العامة والمواطنين الشرفاء.
كما يدين بكل شدة الاعتداءات المتوالية علي الكنائس المصرية وعلي المسيحيين وممتلكاتهم في كافة أنحاء البلاد. ويناشد المجلس رجال القوات المسلحة البواسل أن يدعموا بكل حزم جهود رجال الشرطة الأوفياء لإعادة أمن واستقرار البلاد.
كما يعلن المجلس رفضه التام للتضليل الغربي المتعمد والمتعنت ضد شعب مصر الحر ورفض حق أبنائه في الدفاع عن أنفسهم ضد الإرهاب, ويرفض المجلس أي تدخل أجنبي في شئون بلادنا بأي شكل من الأشكال.
كما قام القس بيشوي حلمي أمين عام المجلس بإرسال خطابات لرؤساء الكنائس العالمية, قال فيها: أود أن اطلع شخصكم الكريم علي الأحداث الجارية عندنا في مصر, وأضاف أن الشعب المصري (مسلموه ومسيحيوه) يواجهة تنظيمات إرهابية مسلحة تهدف إلي حرق الكنائس والأديرة, والمنشآت العامة مثل المتاحف القديمة ومكتبة الإسكندرية بغرض تدمير البلاد كلها. أنتم تعلمون القيمة الكبري للكنائس والأديرة الأثرية للمسيحيين والبشر في كل أنحاء العالم.
وتابع في الخطاب, قائلا: نحن صرخنا إلي الحكومة المصرية والقوات المسلحة لتحمي المصريين وتبقي علي وحدتهم ضد الإرهاب, شعبنا العظيم يواجه الخطر المدمر بكل جهوده والقوات المسلحة والشرطة المصرية يدعمان الشعب في كفاحه ضد هذا العنف المنظم.
واختتم القس بيشوي حلمي خطابه, قائلا: لقد أردت أن اطلعكم علي هذا طالبا صلواتكم من أجل مصرنا الحبيبة.