فى إطار تصاعد الغضب الشعبى ضد أداء البعض فى الحكومة الحالية على عكس إرادة الشعب ، ومنها الإصرار على تعديل الدستور بدلا من عمل دستور جديد ، وتصاعد نغمة الخروج الآمن للإخوان بدلا من الإتفاق مع الشعب على ضرورة محاسبتهم على الجرائم التى ارتكبوها فى حق المصريين
فى إطار تصاعد الغضب الشعبى ضد أداء البعض فى الحكومة الحالية على عكس إرادة الشعب ، ومنها الإصرار على تعديل الدستور بدلا من عمل دستور جديد ، وتصاعد نغمة الخروج الآمن للإخوان بدلا من الإتفاق مع الشعب على ضرورة محاسبتهم على الجرائم التى ارتكبوها فى حق المصريين، كان هناك رأى لمجموعة مختلفة من رموز القوى المجتمعية والسياسية فى الأوضاع الحالية .
– قالت المستشارة تهاني الجبالي : “إن الشعب المصري خرج في 30 يونيو 2013 بثورة لتصحيح المسار وأسقط بها نظام حكم ، فعلينا أن نحدد الوضعية الدستورية والقانونية لهذا بشكل دقيق.
وأضافت : إن هذا النظام سقط بدستوره وبالتالي فإن تبني محاولات تعديل على دستور سقط بالثورة هو التفاف على إرادة الشعب المصري. إن السلطة الانتقالية القائمة في مصر هي سلطة تأسيسية لمرحلة قادمة ، و ليست سلطة عابرة وحدود سلطاتها هو ما فوضه بها الشعب المصري الذي خرج بمطلب واحد في 30 يونيو هو الهتاف بسقوط دولة المرشد، والشعب المصري لديه من الضمير الجمعي الواعي الذي أعلمه إنه لا يحكم من مؤسسة الرئاسة ، فلم يهتف ضد الدكتور محمد مرسي وإنما هتف ضد التنظيم الذي يحكم مصر، فأصدر قرار تاريخيا بحظر هذه الجماعة التي حملت السلاح ضد الدولة المصرية وأرهبت الدولة والشعب ولم يعد هناك مجال للالتفاف من جانب هذه السلطة بكامل أركانها على مطلب الشعب المصري وقراره ، فهناك عدم قبول بتجاوز دولة القانون وسيادة القانون في محاكمة من ارتكب أي جرم . أن مصر لن تبني إلا كدولة مدنية حديثة خاضعة للدستور والقانون، تقدم مصر للعالم بما يليق بمقامها الحضاري ولو كره الكارهون.
و قال الأستاذ محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر: “كتاب مصر كانوا أول من اجتمع بعد ساعات قليلة من اندلاع ثورة 25 يناير ليصدروا بيانا لدعم الثورة وتبني مطالبها يوم 26 يناير 2011. وكتاب مصر كانوا أول من اجتمع علي جمعية عمومية قبل أن يخرج الشعب إلى الشارع يوم 30 يونيو ليعلنوا رسميا سحب الثقة مِن مَن كان رئيسا آنذاك محمد مرسي ويطالبون بدستور جديد وحكومة جديدة تكنوقراط ، لأن الخطر الحقيقي الذي كانت تواجهه مصر في ظل حكم الإخوان المستبد كان يهدد الهوية المصرية ذاتها قبل أن تهدد أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، من أجل هذا وقف الأدباء والفنانين والكتاب والمبدعين والمفكرين جميعا ضد هذه الدولة وضد هذا الاستبداد وضد الاستيلاء على الهوية المصرية والعربية ، وقاموا بخطوة جديدة وغير مسبوقة في العمل الجماهيري حين انتقلوا من الاعتصامات والمظاهرات إلى العمل الفعلي من أجل تحرير الدولة من الاحتلال الإخواني، ومن هنا جاء اعتصامهم في وزارة الثقافة الذي لم يكن اعتصاما بالوزارة ولا احتلالا للوزارة وإنما كان تحريرا لهذه الوزارة من الاحتلال الاخواني، وقد تبع هذه الخطوة فئات أخرى من المجتمع، فوجدنا في بعض المحافظات من يتصدوا للمحافظين ومن يحرروا المحافظات من احتلالهم ويمنعوهم من دخول المحافظة. كل تلك الجهود أدت في النهاية الى هذا الخروج الذي شهدناه يوم 30 يونيو ، ثم مرة أخرى يوم 26 يوليو والشعب على استعداد ان يخرج ثانية وثالثا ورابعة إذا ما استمرت الأوضاع التي بدأنا نراها حولنا في هذه الأيام.
إننا في مرحلة غاية في الدقة وغاية في الحساسية لأن هذه المرحلة ليست مرحلة انتقالية وإنما كما وصف بحق هي مرحلة تأسيسية وما لم نخذ الخطوات السليمة ، فإن آثار ما يتخذ في تلك المرحلة سيبقى معانا سنوات طويلة وستضطر الجماهير للخروج لتصحيحه كما حدث في المرات السابقة،وتتسم تلك المرحلة بالسيولة الشديدة جدا ، حيث كل الجهات وكل القوى تعمل بحرية شديدة متجاهلة أو بعضها على الأقل ما حدث يوم 30 يونيو، للأسف ومن الأمور الغريبة حقا والتي تجلت يوم 30 يونيو ، إننا وجدنا إن بعض ممن يمتهنون السياسة يتجاهلون إرادة الشعب التي أثبتت نفسها وإن من هم أبعد عن السياسة وهم القوات المسلحة هم من يفهمون ذلك ويرفعون لواء الإرادة الشعبية المصرية.
لقد اطلعت على الحديث الذي أدلى به السيسي في صحيفة الواشنطن بوست واستوقفني كثيرا انه المسؤول الوحيد الذي انتقد الولايات المتحدة ليس من زاوية سياسية أو من زاوية المعونات أو من غير ذلك ، ولكن من منطلق الإرادة الشعبية هذه ؛ حيث قال إنه يأخذ على الولايات المتحدة الأمريكية إنها أدارت ظهرها للإرادة الشعبية المصرية، ولم يقدم لهم ما يودون سماعه ، إنما قدم لهم الحقيقية التي يجب يسمعوها ويتعاملوا معها، وأتمنى أن تحذوا بقية القوى السياسية هذا الطريق وان تسعى من أجل إعلاء الإرادة الشعبية المصرية وأن تفهم قوتها وموقعها، حتى لا نقع في الخطأ ونسمع عن صفقات وخروج آمن والذي إذا حدث ستخرج الإرادة الشعبية لتؤكد حقها في رفض تلك الصفقات.”
وتحدث الحاج عبد المجيد الخولي ممثل الفلاحين، قائلا : “في الحقيقة تعجبت من العالم الأوروبي إنه يمكنه أن يضغط على الحكومات لا الشعوب، إذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر. لقد استطاع الشعب المصري أن يغير المسار ثلاث مرات ، المرة الأولى عندما استقال عبد الناصر ، و الشعب رفض حتى يمكن للوطن أن يكمل ، وعندما استخدم الإخوان اسم الدين واهانوا الوطن، الشعب خرج رافضا وقال لا للإرهاب ولا للقوى الي تستخدم حق ليس من حقوقها، إن ما يحدث اليوم هو توابع لقضايا كبرى لم ننتبه لها، فقد حاولت اوروبا وامريكا ان تركع مصر اقتصاديا وأنا أقول دائما إن لم يكن الطعام من الفأس لن يكون التفكير من الرأس، لابد أن نقول لأوروبا وأمريكا إنه عندما تطالبون بخروج امن لمسجونين متهمين بقتل شعب ، ففي ذلك إهانة للقاضي المصري الذي اهانوه الاخوان قبل ذلك. يجب أن يكون غذاءنا من انتاجنا حتى يمكن أن نلغي المعونة، كى لا تتدخل دول مثل ألمانيا وأمريكا. إن الشعب المصري مثل الذهب المغطى بالتراب وجاء الشباب والثورة فأزالوا التراب، ولابد أن ينهض الشعب المصري ويكمل مسيرته، ويقول لامريكا انه ممكن أن يموت لكنه لن يستعبد ثانية. إن الاخوان اهانوا فكرة الوطن وطرحوا فكرة الجماعة في كل دولة، فكرة انهم يقوموا بتسليح أنفسهم، ويحكموا باسم الدين، وذلك ليس من حقهم، فيجب أن نتناقش سويا كانسان مع الآخر. نحن ندعو لمحاربة فكر يهين الوطن لا إعدام أشخاص، ولو تراجع الإخوان عما يفكروا فيه سنقبل بهم ، لكن لا خروج امن لهم .”
– وقال دكتور سمير نعيم أستاذ علم الاجتماع : “أود أن الفت النظر إلى التزييف في استخدام المصطلحات ، إذ يقولون اعتصام رابعة واعتصام النهضة، فهذا ليس اعتصام، بل مستوطنة واحتلال، المصطلح الثاني الخاطئ هو استخدام العنف، فما يقومون به ليس عنفا بل هم يرتكبون جرائم، فض الاحتلال لا يسمى عنف بل يسمى القوة المشروعة للحفاظ على الأمن وعلى البلد، وهناك مصطلح آخر هو ضبط النفس وهو فيه تزييف، ولاحظوا إن تلك المصطلحات التي نستخدمها الآن بيننا وبين القتلة والمجرمين، كنا نستخدمها بيننا كعرب وبين إسرائيل.
– و قال الاستشاري العالمي المهندس ممدوح حمزة: “أنا أوجه خطابي في ست رسائل للدول الغربية لان ما أقوله كل الشعب المصري يعرفه.
الرسالة الأولى : هي أن موقف الغرب مشين والشعب المصري يشعر بالغضب والإهانة لتجاهل ثورته وصرخته وتجاهل عقله ووعيه الجمعي الذي خرج يوم 30 يونيو و3 و 26 يوليو، ثم تم تشويهه عن طريق إعلام مؤسسة الغرب، وأصبح الغرب لا يعلم إلا من خلال إعلامه إن ما حدث في مصر هو انقلاب، وهي إهانة كبيرة للشعب المصري.
الرسالة الثانية : نذكر فيها الغرب بما فعل بهم التطرف في القرن العشرين، ماذا فعل بهم هتلر وموسوليني!، لقد جاء هتلر بالانتخابات كما جاء مرسي، استنادا فقط على الفقر والتأخر الاقتصادي في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى كما في مصر، ووعدهم بالإمبراطورية الألمانية كما فعل مرسي الذي وعدهم بالخلافة الإسلامية، هل تريدون أن يحدث لنا ما فعله هتلر وموسولوني بأوروبا ! إننا لن نسمح بهذا ، لن نسمح بما فعله التطرف السياسي أن يحدث في مصر.
الرسالة الثالثة : إن ما يعرف بعصر النهضة في أوروبا تم بفصل الدين عن السياسة، وانتم ايها الغرب تريدون أن نحكم باسم الدين، لماذا !؟
الرسالة الرابعة: هي ماذا كان مطلبنا قبل 30 يونيو ؟ كان مطلب ديموقراطي جدا ، وهو انتخابات رئاسية مبكرة، وقد قام بمثلها ديجول وعبد الناصر وجيفارا وتوني بلير وحدثت في نيجيريا واليونان بل تمت في جميع أنحاء العالم، لكن مرسي رفض هذا الطلب الذي طلبه الشعب وتمرد والجيش، مرسي كان ديكتاتوريا ، لذا خرج الشعب على ديكتاتور رفض تنفيذ أداة من أهم أدوات الديموقراطية وهي انتخابات مبكرة، وبعد 30 يونيو ما حدث هو في إطار القانون وليس أقل، لأن هناك تهديد للأمن القومي الداخلي.
الرسالة الخامسة : منذ عدة أيام كنت في ألمانيا مع زملاء من الجامعة، فسألوني ما رأيك في وزير الدفاع الجديد الذي جاء بعد الانقلاب، وذلك يعكس ما توهمهم به الآلة الإعلامية إنه حدث انقلاب وجاءت قيادة جديدة للجيش، وصعقوا عندما علموا إن وزير الدفاع ورئيس الأركان بعد 30 يونيو هم ذاتهم من كانوا قبل 30 يونيو وكلاهما تم تعيينهم بواسطة مرسي.
الرسالة السادسة: الزيارات السياسية الممنوعة واحمل رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ورئيس الحكومة مسئولية أي زيارة سياسية أخرى للسجون للاطمئنان على جواسيسهم، فهذا يجب أن يكون من خلال منظمة العفو الدولية وهيئة الصليب الأحمر وهيئة الهلال الأحمر.