في أمسية ثقافية مميزة جمعت وجوها مختلفة من المثقفين والكتاب ،أقيمت إحتفالية بدار العين للنشر لتوقيع ومناقشة كتاب ” أمواج العمر ، بين بحر إسكندرية وبحيرة جنيف ” للكاتبة فوزية العشماوي ، والصادر عن دار العين للنشر، ورصدت فيه بنت الإسكندرية
في أمسية ثقافية مميزة جمعت وجوها مختلفة من المثقفين والكتاب ،أقيمت إحتفالية بدار العين للنشر لتوقيع ومناقشة كتاب ” أمواج العمر ، بين بحر إسكندرية وبحيرة جنيف ” للكاتبة فوزية العشماوي ، والصادر عن دار العين للنشر، ورصدت فيه بنت الإسكندرية ، الباحثة المهاجرة إلى سويسرا في بداية السبعينيات، سيرتها الذاتية ، وتجربتها الحياتية.
أدارت الندوة د/ فاطمة البودي مدير عام دار العين للنشر ، كما حضر للمناقشة كل من الروائي الكبير علاء الأسواني والشاعر الكبير أحمد الشهاوي ، في حضور نخبة من الإعلاميين والمهتمين من النقاد والمثقفين والقراء .
قامت د/ فاطمة البودي بتقديم نبذة عن العمل ، موضحة أن الكتاب ترصد فيه الكاتبة الأحداث السياسية والتغييرات الاجتماعية التي عاصرتها في مصر في الخمسينيات والستينيات ، قبل سفرها للدراسة في سويسرا ، كما تقارن أسلوب المعيشة في مصر وفي سويسرا ، وتعرض التجارب التي مرت بها ، والأزمات التي تعرضت لها ، بسبب مواقفها في التصدي لتيارات العداء والإسلاموفوبيا ، ونشاطها المكثف للتعريف بالإسلام المعتدل ، وتصحيح صورة المرأة المسلمة في وسائل الإعلام الغربية .
كما تحدثت مؤلفة الكتاب د/ فوزية العشماوي، عن تجربتها في تأليف سيرتها الذاتية ، والدوافع التي ساهمت بشكل كبير في تحميسها على إنهاء هذا المشروع ، سردت الكاتبة المعوقات التي صادفتها في بداية حياتها العلمية ، وكيف أنها واجهت العديد من المتاعب في مستهل مشوارها العلمي بالقاهرة وسويسرا ، لافتة إلى أن الكاتب الكبير نجيب محفوظ ، كان قد ساهم بشكل كبير في كتابة هذا العمل، حينما ذكر لها ذات مرة، أن طريقتها في الكتابة جيدة، وأن لغتها تقترب من اللغة الشعرية، هذا بالإضافة إلى صلابتها في تحمل تلك الرسالة الواضحة والصريحة التي آلت على نفسها أن تؤديها بطموح وثقة كبيرين ، وكيف كانت النظرة إلى تلك الفتاة التي تناكف الرجال وتنافسهم بما تملكه من عقل وطموح مشروع.
وقدم الكاتب الكبير علاء الأسواني للكتاب بمدخل رائع حول أنواع الكتابة الأدبية الحديثة، وكيف باتت كتابة السيرة الذاتية نوعا عميقا وأصيلا يتداخل بسماته الأدبية مع العمل الروائي أحيانا ، حيث أن السمة الأدبية حينما تتوافر في كتابة السيرة ، يصبح العمل متفوقا في كثير من الأحيان على العمل الروائي .
وأشاد الأسواني بتجربة د/ فوزية العشماوي ، حيث أكد أنها من الاستثناءات القليلة التي لم تؤثر دراستها الأكاديمية للأدب وتدريسها له على كتابتها الإبداعية ، حيث أكد أن القاعدة العامة تشير إلى أن دارسي الأدب أكاديميا في معظم الأحوال لا يجيدون بالضرورة كتابته بشكل أصيل ، وأن هناك استثناءات ضربت مؤلفة ” أمواج العمر ” نموذجا قويا لها في ذلك الاتجاه ، حيث أثنى على تجربتها في ” أمواج العمر ” بما تنتهجه من أسلوب شيق وممتع ، يبتعد بالقارئ عن كل ماهو سطحي، للغور فيما هو عميق وجميل ، فتصبح الحكاية أشبه بعمل إبداعي رشيق لا تقرأ فيه وقائع جافة بقدر ماتقرأ فيه تفاصيل إنسانية مكتوبة بلغة مميزة .
و قام الشاعر أحمد الشهاوي، بعرض أهم ما استوقفه في ” أمواج العمر ” ، حيث أكد في البداية أن الكاتبة اعترفت بأنها لا تمتلك شجاعة مثل تلك التي لـ ” جان جاك روسو ” ، الأديب والفيلسوف الفرنسي الشهير ، والذي لم يخجل من ذكر أشياء تشينه هو شخصيا ، فهي لن تستطيع البوح بأشياء كثيرة قد تؤذي بعض الأحباب الذين تحرص على إرضائهم ، وأوضح الشهاوي أن الكتاب يتميز باللغة الأدبية المميزة ، والتفاصيل الإنسانية العميقة ، وقام بذكر نماذج من بعض المواقف الرائعة التي احتواها الكتاب.
أجواء إنسانية حميمية سادت بين تعليقات الضيوف ، وردود الأفعال بالندوة ، حيث قامت د/ فوزية العشماوي بسرد مواقف تتعلق بما عانته من مشاكل في تعاملها مع الشيوخ والفقهاء من الأكاديميين ، وكيف كانت أطروحاتها تثير غضبهم ، بالرغم من أنها تعتمد في آرائها على آيات قرآنية واضحة لا جدال فيها ، كما يعتمدون تماما ، وأعطت مثالا لذلك بقضية الحجاب ، حيث كانت واضحة فيما يتعلق بالآيات القرآنية التي تتحدث عن الحجاب ، وكيف أن النص القرآني لم يأت به بصيغة الفرض أو الأمر تعبيرا يدل على فرضي الحجاب ، بل إنها كانت صيغا تعبر عن الطلب والرجاء ، لا عن الفرض والأمر . وفي ختام الندوة قامت الكاتبة بتوقيع كتابها للحضور في أجواء احتفالية خاصة .