أوضح ليئور أكرمان رئيس الشاباك الأسبق في مقال له بعنوان “ماذا يحدث بين مصر وحماس” إن توجيه لائحة اتهام شديدة ضد محمد مرسي هو علامة بارزة في تصاعد الأزمة بين حماس ومصر
أوضح ليئور أكرمان رئيس الشاباك الأسبق في مقال له بعنوان “ماذا يحدث بين مصر وحماس” إن توجيه لائحة اتهام شديدة ضد محمد مرسي هو علامة بارزة في تصاعد الأزمة بين حماس ومصر، وأشار أكرمان في مقاله والذي نشر بموقع ذا بوست اليوم إن النيابة أمرت بتمديد مدة اعتقال الرئيس المخلوع محمد مرسي وبدأت تسرب ربما عن قصد –والحديث مازال لأكرمان- تفاصيل لائحة الاتهام والتي تتضمن التعاون مع حركة حماس خلال أعمال الشغب التي وقعت في مصر قبل الإطاحة بمبارك في عام 2011. ولكن الجزء الأسوأ –وذلك بحسب المقال- هو اتهام مرسي بالتآمر مع حماس للهجوم على مراكز الشرطة ومواقع الأمن المصرية ووصف حماس بالجماعة العدائية والتخريبية، وكانت حماس قد أغلقت مكتب قناة العربية في غزة بحجة أن تغطيتها منحازة لمصر.وألمح أكرمان إلى أن لائحة الاتهام تلك خطوة في العلاقات المصرية الحمساوية السيئة فقد كان نظام مبارك، حيث يطارد أعضاء الأخوان المسلمين، ولأن حماس ولدت من رحم أيديولوجية الأخوان، فإن الحكومة المصرية لم تتعاون معها.
وساق أكرمان أمثلة من بينها إن مصر أدانت الانقلاب العسكري التي قامت به حماس عام 2007 واستيلاءها على قطاع غزة ووقفت إلى جانب منظمة فتح، وذلك خوفا من تعزيز العلاقة بين الإخوان وحماس يشكل ضررا بالأمن القومي المصري. وخلال 2008 نقلت القاهرة مبادرة للصلح بين حماس وفتح، من منطلق الحفاظ على الهدوء بطول الحدود المصرية مع غزة. وفي النهاية تم التوقيع على اتفاق يونيو 2008، ولكن في العام 2009 وضعت مصر قوات في سيناء بطول الحدود لمنع عمليات التهريب التي تقوم بها حماس عبر الحدود المصرية مع قطاع غزة. وقد أكد أكرمان إن ذلك الموقف لم يساهم في تحسين الوضع، واستمر عدم اتخاذ إجراءات ملموسة من قبل الجيش المصري تجاه التدريب، وحتى 2011، وبعد أشهر من الانفصال بين حماس وفتح بدأ المصريون جولة أخرى من المحادثات بين الطرفين في القاهرة، وفي أعقابها تم توقيع اتفاق بين المنظمتين على إنشاء حكومة وحدة وطنية، بالطبع لم يتم تنفيذ الاتفاق ولكن ساهم ذلك في تعزيز مكانة مصر بين الطرفين. وأفاد أكرمان إن هذا التوقيع ألقى بظلاله على وضع الإخوان في مصر، فتم تعزيز مكانتهم في الشارع وبدأ التيار الإسلامي التحضير للانتخابات بعد الإطاحة بالرئيس مبارك.
وفي أغسطس 2012 تم انتخاب مرسي رئيس للجمهورية، لكن تصريحاته أثارت المخاوف، حيث صرح مرسي عزمه تعزيز العلاقات مع إيران ودعم فلسطين بلا تحفظ، ولكنه يقصد –والحديث لازال لأكرمان- حكومة حماس. وذكر أنه سيتم النظر في الاتفاقيات الموقعة سابقا ملمحا إلى اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وتطرق أكرمان إلى الشقاق الذي حدث بين جماعة الأخوان المسلمين والجيش المصري والتي يرى إنها بدأت بعد أيام قليلة من انتهاء الانتخابات، عندما قام الجنرالات بإجبار الرئيس على تعيين طنطاوي وزيرا للدفاع. وبعد الشهر الأول لرئاسة مرسي زادت حدة الانتقادات وخاصة بعد الهجوم على الجنود المصريين. مرسي الذي كان في اجتماع مع قيادات حماس قبل ذلك بأيام قليلة، هذا جعل الجيش المصري وقوات الأمن يتأكد أن حماس هي منفذ العملية وانتقدوا مقابلة مرسي مع رجال المنظمة.
ويؤكد أكرمان إن الوضع قد تفاقم بالخلاف الأخير بين حركتي فتح وحماس، في حين ألقت فتح اللوم على حماس لدعمها الحكومة الإسلامية في مصر في تدخلها في الشئون الداخلية لفلسطين، أما حماس فاتهمت فتح بتدخلها في الشئون الداخلية في مصر ودعم انقلاب عسكري غير ديموقراطي في البلاد.
وقال أكرمان في نهاية المقال إنه وفي كلا الحالتين، فإن مصر عادت للنقطة ما قبل الانتخابات، فلا يوجد رئيس والشارع ملتهب ودموي. حماس فقد حليف قوي في الجنوب، لا يوجد مجال للتوسط بين فتح وحماس اليوم، والعلاقات بين حكومة مصر وإسرائيل هي ذاتها كما كانت عبر السنين.