أدانت منظمات حقوق الإنسان رد المحكمة العليا الإسرائيلية على الالتماس المقدم من قبل هذه المنظمات لمنع الجيش الإسرائيلي من استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق الفلسطينية المأهولة.
أدانت منظمات حقوق الإنسان رد المحكمة العليا الإسرائيلية على الالتماس المقدم من قبل هذه المنظمات لمنع الجيش الإسرائيلي من استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق الفلسطينية المأهولة. ورأت أربع منظمات حقوقية في بيان لها أن قرار المحكمة يبقي الباب مفتوحاً أمام استمرار استخدام الفسفور الأبيض في مناطق مأهولة في الأرض الفلسطينية المحتلة، مما يعرض حياة السكان المدنيين للخطر الشديد.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية في 9 يوليو الحالي قد قبلت التعهد المقدم من الدولة، ممثلة في النيابة العامة، بعدم استخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين، إلا في حالات استثنائية وأحيطت تلك الحالات بالسرية التامة ولم يتح للمدعين أو للجمهور الاطلاع عليها، وهو ما يبقي الباب مشرعاً من الناحية العملية لاستخدام الفوسفور الأبيض في المناطق المأهولة في المستقبل، لكن هذه المرة بموافقة من أعلى هيئة قضائية إسرائيلية. ونبهت المنظمات الموقعة على بيان استنكار وإدانة لقرار المحكمة الى أن الفوسفور الأبيض هو عبارة عن مكون كيميائي قابل للاشتعال، يتسبب في حروق كيميائية من الدرجة الثانية والثالثة حين ملامسته للجلد، كما أنه يشكل تهديداً خطيراً على حياة المدنيين حيث يؤدي إلى إصابات خطيرة، كما أنه يحتوي مركبات سامة قد تؤدي إلى حالات الوفاة حين ملامسته للجلد أو لدى استنشاقه أو ابتلاعه. وبحسب تحقيقات منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، فقد استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الفوسفور الأبيض على نطاق واسع أثناء الحرب على قطاع غزة خلال الفترة بين 27 ديسمبر 2008 و18 يناير 2009، حيث شهدت كل من قرية خزاعة، شرق مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وحي تل الهوى، جنوب غرب مدينة غزة، وبلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة استخدام قوات الاحتلال لهذا النوع من القذائف على نطاق واسع ضد المدنيين وممتلكاتهم ومؤسساتهم.
وقد أدى الاستخدام العشوائي لقذائف الفوسفور الأبيض في المناطق السكنية ومراكز الإيواء في مدارس وكالة الغوث الدولية الأونروا إلى مقتل 12 مدنياً. كما أسفرت تلك القذائف عن إحراق بعض المؤسسات، من بينها مخازن المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، ومستشفيي القدس والوفا، ومبنى جمعية الهلال الأحمر بمدينة غزة، وإحدى مدارس وكالة الغوث الدولية في بيت لاهيا.
والمنظمات الموقعة على البيان هي الميزان، والحق، والمركز الفلسطيني، والضمير كما رصد تقرير لجنة التحقيق الأممية برئاسة القاضي غولدستون بشكل مفصل الضحايا والأضرار التي تسبب بها استخدام الجيش الإسرائيلي للفوسفور الأبيض، والذي أكد على المعلومات سابقة الذكر التي رصدتها المنظمات الحقوقية.