لايعود انقسام المجتمع المصرى بين رابعه العدوية وبين الاتحادية .الى هذه الايام القريبة .هذا الانقسام بين فسطاطين يعود الى مئات السنين .ولن ينتهى الا بمعركة حقيقية .يقع فيها ضحايا وشهداء ومصابون
لايعود انقسام المجتمع المصرى بين رابعه العدوية وبين الاتحادية .الى هذه الايام القريبة .هذا الانقسام بين فسطاطين يعود الى مئات السنين .ولن ينتهى الا بمعركة حقيقية .يقع فيها ضحايا وشهداء ومصابون .وتسيل دماء .لانها شبعت تاجيل .وكلما تم تاجيلها .كلما زاد الانقسام العميق والذى يمتد بجذوره الى فكرتين .يمثل الامام ابو حامد محمد الغزالى 1058م – 1111م.والذى حارب الفلسفة بكتابه تهافت الفلاسفة .والذى ينم كما يرى المفكر محمود اسماعيل عن قصور معرفى وانتهازية سافرة .حيث كانت السياسة – لا المعرفة – تقف وراء كتاباته المساندة للسلطة ضد الرعية بجهل استهدف ضرب الفكر اللبيرالى العقلانى الذى تبنته المعارضة ضد السلطة الحاكمة .وقام بتكفير سائر الخصوم السياسين .وهاجم العقل من اجل النقل وقد وصفه الباحث عبد الامير الاعثم بانه ( كان يرتدى لكل ظرف حلته )اى متلون .هذا هو الغزالى الذى نمت مدرسته فى محاربة العقل والانتهازية وموالاة الحكام والتحجر.وازدهرت حتى وصلت الى ابن تيمة الحنبلى وحسن البنا ورشيد رضا والشيخ عبد الله ابن عبد العزيز ومحمد صادق الرافعى ومحمودشاكر (الذين قاموا بالرد على وتكفير طه حسين )وصولا الى يوسف البدرى ومحمد حسان وصفوت حجازى وعاصم عبد الماجد .وكل من يقود المظاهرة الحاشدة الان امام مسجد رابعه العدوية .من الغوغاء والعامة .والذين يتبعون فكر النقل ويقفون ضد الابداع والحداثة .ضد الفكرة الثانية التى يمثلها القاضى المستنير ابن رشد اخر فلاسفة المسلمين المرموقين 1126م – 1198م صاحب النسق الفلسفى العقلانى الانسانى الذى قامت عليه نهضة وحداثة اوربا والتى تعلى من العقل وحرية الفكر وتوصف بانها فسفة نهوض وصعود – نهوض حقيقى لاينتمى لنهضة مرسى – ولكن للاسف فهذا الفكر الانسانى المستنير مر على العالم الاسلامى كسحابة صيف لم تمطر الا قطرات قليلة ظهرت فى افكار شيخ جليل مثل رفاعة الطهطاوى والشيخ محمد عبده وطه حسين والشيخ على عبد الرازق صاحب كتاب الاسلام واصول الحكم والذى فصل من الازهر بسببه .وتصل الى فرج فودة و خليل عبد الكريم وسيد القمنى ..حتى شباب تمرد ومتظاهرى الاتحادية .هذه هى المعركة الحقيقية التى لم تحسم بعد فى مصر .وان كانت قد حسمت فى معظم الدول العربية لصالح الشيخ الغزالى الذى حصل على لقب حجة الاسلام .بينما يطعن فى ابن رشد بالزندقة والكفر .او بين تجرد وتمرد .وللاسف الشديد فقد حاولت السلطات الحاكمة احداث نوعا من المؤاءمة بين الفريقين والانحياز الى احدهم عند الحاجة اذا كان قادر على اكساب السلطة مزيد من الشعبية .ففى العصر الملكى تعمل جماعة الاخوان وتهتف للملك ويحارب بها الوفد ثم ينقلب عليها النظام بعد اغتيال النقراشى .ونجد رئيس الوزراء سعد زغلول يقف ضد طه حسين فى ازمة كتابه فى الشعر الجاهلى .وتاتى الثورة ليتركهم جمال عبد الناصر دون باقى الاحزاب حتى يحاولون اغتياله فيسجنهم .ويزايد عليهم حتى لايتهم فى الدين فيخطب فى الازهر ويلجا للدين فى خطبه ويعتقل الشيوعيون.وياتى السادات ليفرج عنهم ويطلق لهم العنان مدعما الجماعات الاسلامية معتقلا اللبيرالين والناصرين .وعندما يفوق من عطاياه لهم وزرع افكارهم فى المجتمع يتم اغتياله على ايديهم .ويكمل مبارك مسيرة الموازنة بين الفرقتين .يعتقلهم ويترك رؤس اموالهم .ويعطى مثقفين جزء من التورته ولكن تحت الحصار .اما ابناء الغزالى فيسيطرون على الاعلام والتعليم والخدمات التى تهملها الدولة للبسطاء .وتذهب صرخات ابناء ابن رشد هباء .لان العقول تمت تربيتها على فكر السمع والطاعة للغزالى .اذن حانة وقت المعركة المصيرية المؤجلة فى مصر .وليتصارع ابن رشد والغزالى وجها لوجه فى منصة بين رابعة والاتحادية .واما ان يسود الظلام او يسود النور .والجولة الاولى فى 30 يونيو .