فى اليوم التالى لسقوط جماعة الاخوان المسلمين عن سدة الحكم يجب أن تمتلك مصر زمام المبادره من جديد بطريقه أكثر نضجاً وتعقلاً .يجب أن نتجنب سقوطاً جديداً لن تتحمل مصر تبعاته وتوابعه .سيكون على السلطه البديله لحكم الاخوان السلطوى الردىء أن تنجز المهمه التى عميت أعين الاخوان عن رؤيتها وهى إقامة سلطة الائتلاف الوطنى العريض لجميع مكونات الامه المصريه وهى سلطه لاتعترف بغير معايير الكفاءه وروح الفريق والاعتماد على الشباب من القمه الى القاعده وهى البديل للسلطه العشائريه الفصائليه لجماعة الاخوان الكارثيه .لابد أن تكون سلطة إنقاذ وطنى وسلطة طوارىْ بالمعنى السياسى لابالمعنى الامنى لاتستبعد أحداً من التيارات السياسيه العامله فى الواقع المصرى حتى الاخوان والسلفيين بناءاً على معايير الكفاءه وحدها لن يفلح استئثار فصيل واحد بالسلطه كما فعل الاخوان ولن يفلح عودة المكون البيروقراطى الذى اعتمدت عليه سلطة المجلس العسكرى نحتاج كما لاح فى أفق المجموعات الوطنيه المختلفه فى اليوم التالى الى فتره انتقاليه طويله نسبياً ربما سنتين او ثلاث سنوات يقود فيهم البلاد حتى الانتخابات العامه مجلس رئاسى من ثلاثه رئيس المحكمه الدستوريه ووزير الدفاع وشخصيه مدنيه ثالثه متوافق حولها تعيد العمل بدستور 71 وتعديلاته المستفتى عليها وتشكل وزاره برئاسة الدكتور محمد البرادعى لها كامل الصلاحيات التنفيذيه لاتستبعد أحداً ولاتقصى أحداً وتبعث برسالة السلم الاهلى الى الجميع خاصه التيارات الدينيه على أن يتم التعامل بحزم مع الخروج على السلم الاهلى .لابد أن نقدم المثال القانونى والسياسى والاخلاقى الارقى الذى فشلت جماعة الاخوان فى تقديمه للشعب واذكر ان اول حكومات مابعد ثورة 1952 استعانت بعناصر مختاره من جماعة الاخوان مثل الشيخ الباقورى وعناصر ممتازه أخرى فى كافة مجالات العمل التنفيذى فلا أقصاء تحت أى ذريعه فى أى محاوله للنجاح فى عملية إنقاذ وطنى كبيره لامناص عن نجاحها والحقيقه أن وجود جماعة الاخوان على رأس السلطه الحاكمه فى مصر أصبح خطراً وجودياً على مستقبل الكيان المصرى التاريخى فهى فى جوهرها سلطة إستقطاب لاسلطة توافق ولاتملك بحكم طبيعتها الا التفكيك والانقسام ناهيك عن الاداء الكارثى فى الاداره العامه التى أصبحت معطياته البشعه محلاً للسخريه المريره من مجموعه حاكمه لاتملك المقومات الاوليه لأدارة دوله كبيره .الجماعه ليست مؤهله بأى درجه من الدرجات المقبوله والمعايير السليمه لحكم دوله فلارؤيه ولافكر ولاخبره ولاكفاءه شغل هواة سلطه يصلح فى التنظيمات السريه ولايصلح لقيادة دوله لاتحتاج الى سكين جزار لأجراء جراحه دقيقه فى قلب الوطن أو جسده العليل .أو كأننا فوجئنا بترزى بلدى واقف فى غرفة عمليات القلب المفتوح يقود فريق جراحى من صبيان المحل هذا يمسك المقص وذاك يملك الكوستبان وفقى الحاره عمال يقرا على راس المريض ويقال أنه طبيب التخدير لم يعد بمقدور مصر المريضه أن تتحمل تلك البلوى ويجب على العقلاء فى جماعة الاخوان أن يدركوا أنهم يتحملوا المسئوليه التاريخيه الكبيره عن القرار التاريخى فى هذه الفتره فنحن بصدد مشاكل وجوديه فى الاقتصاد والسياسه والعلاقات الخارجيه تهدد الوجود التاريخى للبلاد ويهدد بحرق الاخضر واليابس على رؤوس الجميع وهم أولنا فمجمل التطورات الاقتصاديه الرهيبه فقط قد تقود الى الانفجار الاجتماعى الكبير والاخوان يتحملون المسئوليه عن الخراب الكبير الذى من تحدياته العظمى ملف النيل الذى وحده كافى لمحاكمة القياده الرئاسيه الاخوانيه بتهمة الخيابه العظمى وعلى العموم فإن لم تتحمل القياده الاخوانيه مسئوليتها الان فالشعب سيحملها المسئوليه أجلاً أم عاجلاً فالبعره تدل على البعير والاثر يدل على المسير ويكفى من دست الاخوان مغارفهم المسممه التى تؤدى الى الفشل الكبير الذى لايحتاج حتى الى ابراز الدليل استسلموا بسرعه أثابكم الله لم نعد فقط أمام أسئلة السياسه أو الاقتصاد نحن الان فى مصر أمام أسئلة الوجود نكون أم لانكون .