قال محمد سيف الدولة مؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية لوطني: “إذا كان فكرة عداء الإسلاميين للمسيحيين أو العكس ستستمر وتتفوق على حب الوطن فنحن لدينا مشكلة، ودورنا كقيادات ونخبة إننا داخل المسيحيين وداخل المسلمين إننا نعيد اللحمة مرة أخرى ليس بكلام إنشائي إنما على برنامج وطني
قال محمد سيف الدولة مؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية لوطني: “إذا كان فكرة عداء الإسلاميين للمسيحيين أو العكس ستستمر وتتفوق على حب الوطن فنحن لدينا مشكلة، ودورنا كقيادات ونخبة إننا داخل المسيحيين وداخل المسلمين إننا نعيد اللحمة مرة أخرى ليس بكلام إنشائي إنما على برنامج وطني على غرار ما يتم في القدس المحتلة حيث يقف شيوخ المسجد الأقصى كتفا إلى كتف مع قيادات كنيسة القيامة والكنائس الأخرى في مواجهة إسرائيل.”
كان ذلك على هامش ندوة ثقافية عقدت بالأمس 27 يونيو داخل مقر حزب الوسط بمدينة الخانكة بعنوان “الثورة المصرية والثوابت الوطنية”، وأضاف: “من بين الشخصيات الوطنية التي تم اعتقالها في السبعينات لرفضها اتفاقية كامب ديفيد والبالغ عددهم 1536 كان هناك حوالي 300 أو 400 شخص مسيحي من بينهم قداسة البابا شنودة الثالث.”
أوضح سيف الدولة خلال الندوة إنه عقب الثورة تحاور مع العديد من السياسيين والنخبة في كل التيارات الوطنية لكنهم تجنبوا فكرة تعديل معاهدة السلام والتخلص من الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على مصر مؤكدا إن كل التيارات السياسية في مصر سواء إسلاميين أو مدنيين يخطبون ود الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا قرر أن ينزل بهذا البرنامج للشباب. وقال : “هذا البرنامج هذا ليس برنامجي بل هو برنامج التيارات الوطنية الأربعة، التيار القومي والتيار الاشتراكي والتيار الليبرالي والتيار الإسلامي ، وأنا مجرد رسول أنقل هذا البرنامج للأجيال الجديدة. فقد صاغ هذا البرنامج التيارات الوطنية في الفترة من عام 1974 حتى عام 1981 عندما زج أنور السادات بالعديد من الشخصيات الوطنية من تلك التيارات أنور السادات في السجن وعندا اغتيل قام مبارك بعقد صفقة مع القوى السياسية بأن يتنازلوا عن برنامج تخليص مصر من الهيمنة الأمريكية وإلغاء معاهدة السلام مقابل بعض التسهيلات في الديموقراطية ولهذا عندما خرجت ثورة 25 يناير خرجت منزوعة الدسم حيث خرجت بدون هذا البرنامج الوطني. وقد تم تأسيس تلك الحركة في عام 2008 كرد فعل على الاعتداء الصهيوني على غزة، وفكرة الاسم هي إننا نحمل رسالة وهي أننا نرفض إسرائيل حتى لو لم تكن تحتل فلسطين، وحتى لو لم نكن عرباُ أو مسلمين، وتعمل الحركة داخل مصر لكن هناك تنسيق بينها وبين حركات مماثلة في العديد من الدول العربية.”
وأكد سيف الدولة إن مصر أيام الاحتلال الإنجليزي كان لها أكثر مما لدينا الآن، حيث أن 80% من سلاح الجيش المصري أمريكي كما إن الجنيه المصري مرتبط بالدولار الأمريكي، كما تقيد معاهدة السلام السيادة المصرية. كما أوضح أن أمريكا هي الوحيدة التي تمنع إسرائيل حاليا من أنها تشن حرباَ على مصر، ويجب علينا أن نعدل معاهدة السلام لصالحنا حتى نستعيد سيادتنا، ويجب أن تكون هناك قوات مسلحة في سيناء حتى نضمن ألا تحاربنا إسرائيل.
وأشار إلى أن إسرائيل تتحرش بنا باختراقها لسيناء والتوغل في إفريقيا ودول حوض النيل وتمويل جماعات تدعي أنها جماعات جهادية وتشيع إن مصر لا تستطيع التحكم في سيناء وتطالب بتدويلها، لكن كل هذا ليس لصالحها بل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، فهجوم إسرائيل على مصر في عام 1967 كان لأن مصر كانت تهدد النفوذ الأمريكي في ذلك الوقت، فالأساس هنا هو مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية. ويجب على رئيس وطني أن يتخلص من الأشرار الأربعة وهم تبعية مصر لأمريكا ومعاهدة السلام والقيود المفروضة على مصر وسيطرة نادي باريس وصندوق النقد الدولي على الاقتصاد المصري وسيطرة رجال الأعمال على ثروات مصر .
وأفاد إن الصراعات الحالية ليست مهمة لأن الحاكم الفعلي للبلاد هو الولايات المتحدة الأمريكية والدستور الحقيقي للبلاد هو الشعب له السيادة فيما لا يتعارض مع توجيهات الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فالحرب الأساسية هي التخلص من الهيمنة الأمريكية، وأي شخص صادق ويريد أن يعمل بجدية من يضع على رأس أولوياته تخليص مصر من الهيمنة الأمريكية، وتطرق إلى أننا في إمكاننا بعد ذلك أن نطبع مع إسرائيل أو نتعاون مع أمريكا ولكن بإرادتنا الحرة وليس بضغوط من أحد وهو ما لا يحدث حتى الآن.
ورداً على سؤال طرحه احد الحضور قال: “لو كنت رئيس جمهورية كنت أسست قائمة انتخابية بكل من يرفض الهيمنة الأمريكية بغض النظر عن مرجعيته وانتماءه السياسي وكونت منها الحكومة.” مشيرا إلى أن التقسيم الحقيقي هو ليس إسلامي و مدني بل معادي للهيمنة الأمريكية ومؤيد لهيمنة الأمريكية. فأمريكا لا تعترف بقومي أو إسلامي أو اشتراكي إنما تعترف فقط بالمواطن المصري الأمريكي، ولهذا لا يوجد مانع لديهم من أن تتصارع النخبة في مصر على الدستور لكن ليس من حق أحدهم أن يتطرق لمعاهدة السلام.